من معالم النصرة الواجبة بين المسلمين: استثمار العاطفة
إن التفاعل العاطفي مع جراحات المسلمين مطلب بالغ الأهمية، فالقلب الذي لا يألم، والنفس التي لا تحزن للمآسي التي تصَّاعد، والجراحات التي تنزف، وعويل الفقراء الذين يموتون جوعاً؛ قلب قُدّ من حجر
إن التفاعل العاطفي مع جراحات المسلمين مطلب بالغ الأهمية، فالقلب الذي لا يألم، والنفس التي لا تحزن للمآسي التي تصَّاعد، والجراحات التي تنزف، وعويل الفقراء الذين يموتون جوعاً؛ قلب قُدّ من حجر، ونفس جلمدت من صخر. والعين التي لا تدمع لنحيب الثكالى، وصراخ الأيتام، والنفس التي لا تتقطع لرؤية الأشلاء الممزعة، والأجساد المنهكة؛ عين قاسية لا خير فيها، ونفس عليلة لا شفاء لها؛ وإلا لأذعنت لما صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله : «لا تنزع الرحمة إلا من شقي»، وقوله: «خاب عبد وخسر ليس في قلبه رحمة للبشر».
وأحسب أن هذه مشكلة كبرى تضرب بجذورها في قلوب كثير من المسلمين، ولذا كان من الواجب مخاطبة قلوب الناس، وتحريكها بالموعظة الحسنة؛ لاستنهاضها لتؤدي الحق الواجب تجاه المسلمين.
إذا فالعاطفة المتوازنة محرك رئيس من محركات النصرة الواجبة، تدفع المسلم للتفاعل الإيجابي مع جراحات إخوانه، وتستدر كوامن الرحمة في النفس البشرية وتزيل الران الذي يحجب القلب عن الخير. وكلما كانت العاطفة أقوى كانت أبلغ أثراً في نفس صاحبها، فكان مع الخير أعمق تفاعلاً.
لكن ينبغي أن توظف هذه الطاقة الإيجابية عند الخاصة والعامة بطريقة راشدة، يحوطها العقل ،بنوره ويقود زمامها بهدايته ويوجهها الوجهة الصحيحة، فتوظف التوظيف الأمثل، وها هنا يأتي دور العلماء والدعاة الذين يحسنون توجيه الأمة، وقيادتها بوعي، وريادتها ببصيرة والرائد لا يكذب أهله.
________________________________________________________
📕جراحات المسلمين و واجب النصرة - أحمد الصويان - ٧٢
- التصنيف: