من أمن العقوبة أساء الأدب حتى مع الله والرسول والصحابة

منذ 2012-02-29

قبل عدة سنوات تطاول حثالة من أسفه سفهاء الغرب على جناب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واستهزءوا به وكان حظهم من ديمقراطية الغرب الزائفة السلامة من العقاب على هذا الإجرام المتناهي في الإجرام...



الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد؛ فقد نشر في شبكة المعلومات (الإنترنت) بتاريخ 13/3/1433هـ لصحفي من بلاد الحرمين اسمه: حمزة كشغري كلام لا يصدر إلا من مجنون أو زنديق استهزأ فيه بالله جل جلاله وبرسوله الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في المنافقين: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَ‌سُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُ‌وا قَدْ كَفَرْ‌تُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: ٦٥، 66]، وقد حصل بسبب ذلك غضب شديد من غيورين كثيرين مطالبين بمحاكمته شرعاً وتنفيذ الحكم الشرعي فيه، وقد أمر خادم الحرمين حفظه الله بمحاكمته، والواجب شرعاً محاكمة كل من صدر منه أو يصدر منه من الإعلاميين وغيرهم كلُّ ما لا يليق بالله ودينه ورسوله والصحابة ومن كان على نهجهم؛ لأن التأديب يأتي بالأدب ومن أمن العقوبة أساء الأدب، وقد قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" [البداية والنهاية لابن كثير 2/301]، وقد سبق هذا الزنديق زنديق آخر استهزأ بالله وهو تركي الحمد، وقد ذكرت كلماته القبيحة الوقحة البذيئة في كلمات خمس منشورة هي: "الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد.. وقد طلبت محاكمته قبل ثمان سنين" نشرت في 20/9/1429هـ، و"كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد" نشرت في 26/5/1430هـ، و"كلمة ثالثة حول زندقة تركي الحمد" نشرت في 24/6/1431هـ، و"من أسوأ المفسدين في بلاد الحرمين تركي الحمد" نشرت في 4/4/1432هـ، و"زنديق يمشي على الأرض يصف الله بأنه مسكين ويسب الدولة السعودية" نشرت في 23/1/1433هـ، قال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} [الأحزاب: ٥٧]، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب مشهور هو: "الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم"، وقال الشيخ أبو بكر بن العربي في كتابه: "العواصم من القواصم" (ص: 247) تعليقاً على كلام قبيح لبعض المخذولين قال فيه: "في كفرٍ بارد لا تسخنه إلا حرارة السيف، فأما دفء المناظرة فلا يؤثر فيه".


ومن الزنادقة الذين لهم كلام وقح في حق الصحابة رضي الله عنهم: حسن فرحان المالكي، وقد طلبت محاكمته مع طلب محاكمة تركي الحمد، وقد رددت أباطيله في الصحابة رضي الله عنهم بكتابين أحدهما بعنوان: "الانتصار للصحابة الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي"، والثاني بعنوان: "الانتصار لأهل السنَّة والحديث في ردِّ أباطيل حسن المالكي"، طبعا في عام 1428هـ ضمن مجموع كتبي ورسائلي (7/33ـ393) وطبعا مفردين قبل هذا التاريخ، وكتبت عنه كلمة بعنوان: "أفعى تعود إلى رفع رأسها من جديد لنفث سمومها" نشرت في 15/1/1431هـ، وقد قال الإمام الطحاوي رحمه الله في عقيدة أهل السنة والجماعة: "ونحبُّ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نُفْرطُ في حبِّ أحدٍ منهم، ولا نتبَرَّأ من أحدٍ منهم، ونُبغضُ مَن يُبغضهم، وبغير الخير يَذكرهم، ولا نذكرُهم إلا بخير، وحبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبغضُهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيان"، وروى الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه "الكفاية" (ص49) بإسناده إلى أبي زرعة الرازي رحمه الله أنه قال: "إذا رأيت الرجلَ ينتقصُ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنَّه زنديقٌ؛ وذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حقٌّ والقرآن حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنَّما يريدون أن يجرحوا شهودَنا ليُبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أولى وهم زنادقةٌ"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَ‌بَّنَا اغْفِرْ‌ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَ‌بَّنَا إِنَّكَ رَ‌ءُوفٌ رَّ‌حِيمٌ} [الحشر: ١٠]، وطاعة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنَّ أحدَكم أنفق مثلَ أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه».


وقبل عدة سنوات تطاول حثالة من أسفه سفهاء الغرب على جناب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واستهزءوا به وكان حظهم من ديمقراطية الغرب الزائفة السلامة من العقاب على هذا الإجرام المتناهي في الإجرام، ولا يضر السحاب في السماء نبح الكلاب في الأرض، والآن قد ابتليت هذه البلاد بحثالة من أسفه سفهائها سخرت من الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الأخيار رضي الله عنهم وأرضاهم، ولن يقضي على هذه الفوضى في الدين إلا المحاكمة الشرعية لكل ساخر وتنفيذ الحكم الشرعي فيه، وفي شبكة المعلومات نماذج أخرى من هؤلاء الحثالة، ويجب على كل غيور لله ودينه ورسوله وصحابته في هذه البلاد يقف على شيء من أمثال هذه الزندقة والإلحاد أن يكشف هذه الزندقة ويسعى إلى محاكمة صاحبها شرعاً.

وأسأل عز وجل أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن يحفظ هذه البلاد حكومةً وشعباً من كل شر، وأن يوفقها لكل خير وأن ينصر بولاتها دينه ويعلي كلمته ويقطع دابر الإجرام والمجرمين، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


30/3/1433هـ
 

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

المحدث الفقيه والمدرس بالمسجد النبوي الشريف، ومدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً

  • 3
  • 0
  • 22,479

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً