الهدايات المستنبطة من آية: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
الهدايات المستنبطة من آية: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ...﴾ [الأعراف: 180]
جمع واستنباط
د. محمــد بـن علــي بـن جـمـيــل المـطــري
أهم النتاج العلمي:
التجديد عند المفسرين، الهدايات القرآنية في قصة ذي القرنين، مائة آية في فضل الصحابة، اثنا عشر دليلا من القرآن على إثبات عذاب القبر، الإرشاد إلى سعة الصدر في مسائل الاجتهاد، فقه الخلع، إتحاف الطلاب بأحكام الطلاق، مقدمة في تخريج الحديث ودراسة الأسانيد، سيرة أبي هريرة والأحاديث الصحيحة التي تفرد بروايتها، الأحاديث القصار من الصحيحين، الحفاظ الأربعون، قصة نشأة المذاهب الفقهية، كتب وتواريخ، الرياحين اليمانية في العقيدة.
ملخص البحث
أمرنا الله بتدبر القرآن الكريم لنتذكر به ما ينفعنا في ديننا ودنيانا، ومن ثمار تدبر القرآن استنباط الهدايات القرآنية، ولا يزال المجال مفتوحًا لاستخراجها من كل آية من آياته، كما تراه في هذا البحث التطبيقي.
موضوع البحث:
الهدايات المستنبطة من قوله تعالى: {﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾} [الأعراف: 180].
أهداف البحث:
بيان معنى الآية الكريمة، وجمع ما أمكن من الهدايات المستنبطة منها، مما هو موجود في كتب التفسير، ومما ظهر للباحث، مع بيان السبل التي يمكن تحقيقها من خلال الآية الكريمة لإصلاح واقع الأمة.
أهم نتائج البحث:
- أنَّ مجال استنباط الهدايات القرآنية مجال رحب واسع، لا يمكن لأحد أنْ يحصيه.
- الحث على دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى.
- الحذر من الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى بأي نوع من أنواع الإلحاد التي ذكرها أهل العلم.
- أهمية العلم بأسماء الله الحسنى، وحفظها، ومعرفة معانيها، ومعرفة صفات الله تعالى الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يعرف الناس عظمة الله وقدره، فيحرصوا على تحقيق الإيمان، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
- فضل القرآن وعظمته، وأنَّه يهدي الأمة في كل زمان ومكان للتي هي أقوم في جميع الأمور.
التوصيات:
الاعتناء بالقرآن الكريم تفسيرًا وتدبرًا، ودراسةً وتدريسًا، وخطابةً ووعظًا.
الكلمات المفتاحية:
الهدايات - التدبر - الاستنباط – الأسماء الحسنى – الإلحاد في أسماء الله
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنَّ القرآن الكريم يهدي للتي هي أقوم، جعله الله مباركًا، وأمرنا بتدبر آياته لنتذكر به ما ينفعنا في ديننا ودنيانا، كما قال تعالى: ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [ص: 29].
وإنَّ استنباط الهدايات من القرآن الكريم هي ثمرة تدبره، فمن اهتدى بها كان أكمل الناس علمًا وعملًا، وأقومهم وأهداهم في جميع أموره, فإنَّ من الأهداف السامية لتلك الهدايات القرآنية إخراج الناس من الظلمات إلى النور, وتحقيق الشفاء التام للأمة على مستوى الفرد والجماعة, قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ﴾ [الإسراء:٩], وقال تعالى: ﴿قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ١٥ يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [المائدة:١٥-١٦].
والقرآن الكريم لا تنقضي عجائبه, ولا يستطيع أحدٌ أن يستوعب جميع معانيه وفوائده, فقد نهلت منه أمة الإسلام منذ أن أنزله الله على نبيه, ولا يزال المجال مفتوحًا لاستخراج الهدايات والفوائد من معينه الصافي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا عجب في ذلك فهو المعجزة الخالدة التي تخاطب القلوب والعقول, وإعجازه باقٍ ما بقيت الدنيا.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "كل ما أنزل في كتابه جل ثناؤه رحمةٌ وحجةٌ، علِمه من علِمه، وجَهِله من جَهِله، لا يعلم من جهله، ولا يجهل من علمه. والناس في العلم طبقات، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به. فحقَّ على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله في استدراك علمه نصًا واستنباطًا، والرغبة إلى الله في العون عليه، فإنه لا يُدرك خير إلا بعونه. فإنَّ من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصًا واستدلالًا، ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه: فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الرِّيَب، ونوَّرت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة. فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها"([1]).
وهذا بحث تطبيقي في تدبر آية من القرآن، واستنباط ما تيسر من هداياتها، بعنوان: الهدايات المستنبطة من آية: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].
أسباب اختيار الموضوع:
يعود اختيار هذا الموضوع للأسباب الآتية:
- لا يزال علم التفسير في حاجة إلى مزيد من الدراسات التي تبين جوانب الهدايات القرآنية في آياته؛ حيث إنَّها لم تجد العناية الكافية في كتب التفسير القديمة والحديثة؛ فقد كان جلُّ اهتمام المفسرين منصبًّا على بيان المعاني, أما الهدايات فلا يذكرونها إلا ضمنًا, وهذا يتطلب إبراز هدايات الآيات في دراسات خاصة بها.
- حاجة هذا العصر لربط واقعه بمعاني آيات القرآن وهداياته؛ حتى تعود الأمة لمجدها وعزها كما كانت عليه في عهد سلفها، حين كان القرآن هاديًا لها، وشافيًا لعللها وأمراضها.
- الحاجة الملحة إلى رؤية علمية مثالية, تقوم على أصح الطرق في فهم الآيات، والاستنباط منها, تأخذ من كل منهج واتجاه في التفسير أفضله, ويتم من خلالها كتابة الهدايات القرآنية باستقصاء بقدر الإمكان؛ لتكون موردًا عذبًا للمهتدين بهدي القرآن العظيم.
مشكلة البحث:
كتب التفسير فيها ما يكفي لفهم معاني آيات القرآن العظيم، لكنْ مؤلفوها لا يتوسعون في استنباط الهدايات القرآنية من كل آية قرآنية وفق القواعد والضوابط والأصول السليمة، فلا يزال المجال مفتوحًا للباحثين لجمع الهدايات القرآنية من كتب التفسير، واستنباط هدايات جديدة مما لا يوجد في كتب التفسير، فالباحث حين يجمع الهدايات القرآنية من كتب التفسير قد يرجع إلى عدة تفاسير ولا يجد فيها هدايات جديدة، فإن أطال التأمل والتدبر للآيات فسيجد هدايات جديدة غير مذكورة في كتب التفسير، فقد يسَّر الله كتابه للتذكر، وأمر المسلمين بتدبر القرآن، فآيات القرآن ليست لقوم كانوا فبانوا، بل هو للناس جميعًا في كل زمان ومكان، وما من مشكلة خاصة وعامة وإلا وفي القرآن السبيل إلى حلها، فهو كتاب هداية، وتدبره لأجل استخراج هداياته أعظم ما يحتاج إليه المسلمون اليوم؛ لأنَّ في القرآن هدايتَهم في جميع أمورهم، وعِزَّهم وقوتَهم، وسعادتَهم وفلاحَهم.
أسئلة البحث:
- ما المعاني التي تضمنتها هذه الآية: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]؟
- ما مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها؟
- ما الهدايات المستنبطة من هذه الآية الكريمة؟
- ما هي أسماء الله الحسنى؟
- ما السبل التي يمكن تحقيقها من خلال الآية لإصلاح واقع الأمة؟
أهداف البحث:
- بيان معاني الآية الكريمة التي هي موضوع البحث.
- توضيح مناسبة هذه الآية لما قبلها وما بعدها.
- جمع الهدايات المستنبطة من هذه الآية الكريمة، مما في كتب التفسير، ومما يظهر للباحث.
- سرد أسماء الله الحسنى بطريقة يسهل حفظها.
- بيان السبل التي يمكن تحقيقها من خلال هذه الآية لإصلاح واقع الأمة.
أهمية البحث:
يمكن إجمال أهمية البحث في هذا الموضوع فيما يأتي:
- أنَّ فيه جمعًا لما تفرق في التفاسير القديمة والحديثة في مجال الهدايات القرآنية, وضمًّا لشتاتها فيما يتعلق بآية قرآنية واحدة؛ للاستفادة القصوى من هداياتها.
- استنباط هدايات قرآنية جديدة من الآية الكريمة، مما يوضح عمليًّا أنَّ القرآن لا تنقضي عجائبه وفوائده, وصياغتها بصورة سهلة ليستفيد منها المسلمون في عقائدهم، وعباداتهم، ومعاملاتهم، وأخلاقهم، وفِكْرِهم.
- أنَّ فيه تطبيقًا عمليًّا لقواعد اللغة والبلاغة والأصول لإبراز الهدايات القرآنية.
- أنه يَعنى بجعل علم التفسير ملامِسًا لقضايا الواقع المعاصر, وإظهار الحلول المناسبة لمشاكل الناس وفق هدايات القرآن الحكيم.
- أنَّ في الاهتمام باستنباط هدايات القرآن الكريم تنبيهًا للناس إلى فحوى النص القرآني, وحثًّا لطلاب العلم على تدبر القرآن، والتوسع في الاستنباط منه، والاستدلال به، واستخراج هداياته وحِكَمه وأسراره.
أهم الدراسات السابقة:
- الإكليل في استنباط التنزيل، لجلال الدين السيوطي (ت 911 هـ)، (ط. د)، بيروت، دار الكتب العلمية، 1401هـ، مطبوع في 300 صفحة. ذكر مؤلفه أنه أورد في كتابه الاستنباطات التي يذكرها المؤلفون في كتب أحكام القرآن، وهذا الكتاب - مع صغر حجمه - يمتاز بذكر الاستنباطات الدقيقة من آيات القرآن بعبارة موجزة, في الأحكام الفقهية وغيرها، مما ينقله عن العلماء أو مما يظهر له، لكنه لم يستوعب جميع آيات القرآن، ولم يكثر من الاستنباطات، فالآية التي هي موضوع هذا البحث لم يذكر فيها سوى استنباطين فقط.
- قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل، لعبد الرحمن حسن حبنكة الميداني (ت 1425 هـ)، (ط4)، دمشق، دار القلم، 1430 هـ. ذكر المؤلف في هذا الكتاب أربعين قاعدةً لتدبر كتاب الله، وهي قواعد مهمة يستفيد منها الباحثون في استخراج هدايات القرآن الكريم.
- أيسر التفاسير، للشيخ أبي بكر الجزائري (ت 1439 هـ)، (ط5)، المدينة المنورة، مكتبة العلوم والحكم، 1424هـ، مطبوع في 5 مجلدات. هذا الكتاب تفسير كامل للقرآن الكريم، ومن عادة مؤلفه أنه يضع عنوانًا بعد تفسير الآيات يقول فيه: من هداية الآيات: ثم يذكر بعض الهدايات الظاهرة من الآية، فمؤلفه حريص على إبراز الهدايات القرآنية من كل آية، ولكنه لا يتوسع في ذكر الهدايات القرآنية، ويكتفي بذكر أهمها وأظهرها، فمثلًا في تفسير الآية التي هي موضوع هذا البحث لم يذكر سوى هدايتين فقط، أما البحث الذي بين أيدينا ففيه توسع في ذكر ما تدل عليه الآية من الهدايات بمنطوقها، ومفهومها، وسياقها، ومناسبتها مع الآيات التي قبلها وبعدها، وغير ذلك من طرق استنباط الهدايات القرآنية.
- الهدايات القرآنية دراسة تأصيلية، تأليف فريق بحثي، يضم: الأستاذ الدكتور طه عابدين، والدكتور ياسين قاري، والدكتور فخر الدين الزبير، (ط1)، الدمام، مكتبة دار المتنبي، 1438هـ، مطبوع في مجلدين. ذكر المؤلفون أنَّ المفسرين المتقدمين والمتأخرين اهتموا ببيان تفسير الآيات ولم يهتم أكثرهم بما تدل عليه الآيات من الهدايات القرآنية، وذكروا أنَّ الحاجة ماسة جدًّا في عصرنا لاستخراج الهدايات القرآنية، وتقريبها لعامة الناس، فقاموا بهذه الدراسة التأصيلية بقصد جمع شتات ما كتبه العلماء في إبراز معالم الهدايات القرآنية، فبينوا مفهوم الهدايات، وأهميتها، وخصائصها، وأنواعها، ومجالاتها، ومنهج السلف الصالح في التعامل معها، وفصَّلوا طرق العلماء في الوصول إليها، وشرحوا الأصول والقواعد والضوابط التي يقوم عليها علم الهدايات القرآنية. وهذه الدراسة تأصيلية وليست تطبيقية لآيات القرآن الكريم، وقد استفاد الباحث كثيرًا من هذه الدراسة في تطبيق ما ذُكِر فيها من تأصيل على الآية التي هي موضوع بحثه.
الجديد الذي يقدمه هذا البحث:
- هذا الموضوع دراسة نوعية في مجال التفسير، يتعلق بآية قرآنية واحدة؛ لاستخراج أكبر قدر ممكن من هداياتها، والاستفادة مما كتبه المفسرون قديمًا وحديثًا، بما يبين أهمية تدبر القرآن الكريم.
- في هذا البحث إضافات جديدة مما ظهر للباحث من هدايات واستنباطات, فقد بلغ عدد الهدايات المستنبطة من الآية التي هي موضوع البحث 80 هدايةً.
- سرد أسماء الله الحسنى الثابتة في القرآن والسنة بطريقة يسهل حفظها.
- السعي لربط الواقع المعاصر بهدي القرآن الكريم, من أجل تقويم هذا الواقع، والسعي إلى إصلاح ما فيه من خلل بالقرآن الكريم.
المنهج المتبع في البحث:
المنهج المتبع في البحث هو المنهج الوصفي والتحليلي من خلال دراسة الآية التي هي موضوع البحث، وقد اتَّبَع الباحث هذين المنهجين في بحثه لاستنباط أكبر قدر ممكن من الهدايات القرآنية.
إجراءات البحث:
اتَّبع الباحث مجموعة من الخطوات الإجرائية، من أهمها:
- الرجوع إلى أكبر قدر ممكن من كتب التفسير القديمة والحديثة، ومحاولة الاستفادة منها في جمع وكتابة الهدايات القرآنية.
- تجنب الأقوال الشاذة والأقوال المرجوحة في التفسير.
- الالتزام بمنهج السلف الصالح، وأصول التفسير وقواعده في استنباط الهدايات القرآنية.
- توثيق النصوص المنقولة من مصادرها الأصلية.
- المعوَّل عليه في معرفة طبعات المصادر هو الفهرس الخاص آخر البحث.
خطة البحث:
يتكون البحث من مقدمة، وخمسة مباحث، وخاتمة، وفهارس، كما يأتي:
- المقدمة.
- المبحث الأول: المعاني التي تضمنتها الآية.
- المبحث الثاني: مناسبة الآية لِما قبلها وما بعدها.
- المبحث الثالث: الهدايات الخاصة بالآية.
- المبحث الرابع: سرد أسماء الله الحسنى بطريقة يسهل حفظها.
- المبحث الخامس: سبل تحقيق هدايات الآية في واقع الأمة.
- فهرس المصادر والمراجع.
- فهرس الموضوعات.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث المتواضع، وأن يجعله خالصًا لوجهه، والله الموفق وحده.
المبحث الأول: المعاني التي تضمنتها الآية
قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].
معنى مفردات الآية:
قوله تعالى: ﴿الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ الحسنى تأنيث الأحسن بمعنى الأفضل، وقيل: الحسنى جمع الأحسن لا جمع الحسن، ووصف الله أسماءه بأنها حسنى لأنها بالغة الغاية في الحسن في ألفاظها وفي معانيها، فهي متضمنة لصفات كاملة لله لا نقص فيها بوجه من الوجوه، وأسماء الله سبحانه أعلام وأوصاف، أعلام باعتبار دلالتها على ذات الله سبحانه، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني العظيمة، فكل اسم من أسماء الله متضمن صفة من صفاته جل جلاله التي وصف بها نفسه، فمثلا اسم الله يدل على صفة الألوهية، والرحمن الرحيم يدلان على صفة الرحمة، والعزيز يدل على صفة القوة والقهر والغلبة، وهكذا([2]).
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في تعيين أسماء الله الحسنى، وهي ليست محصورة بعدد معين([3])، فقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك))([4]).
وما استأثر الله بعلمه لا سبيل لأحد أن يحيط به، وما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة))([5]) لا يدل على حصرها بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لقال: إن أسماء الله تسعة وتسعون اسما، ومعنى الحديث: أن من حفظ تسعة وتسعين اسما من أسماء الله الحسنى دخل الجنة بفضل الله، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من أحصاها دخل الجنة)) جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن يقول القائل: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فقوله هذا لا يمنع أن يكون عنده دراهم أخرى لم يعدها للصدقة([6]).
وقوله تعالى: ﴿وَذَرُوا﴾ يذر بمعنى: يترك، والأمر منه: ذر أي: اترك، وأماتت العرب ماضيه ومصدره، فإذا أرادوا الماضي قالوا: ترك، فمعنى قول الله: ﴿وَذَرُوا﴾ أي: اتركوا([7]).
وقوله تعالى: ﴿يُلْحِدُونَ﴾ أصل الإلحاد في اللغة بمعنى: الميل والعدول عن الشيء، يقال: لَحَدَ يَلْحَد، وأَلْحَدَ يُلْحِد، أي: مال عن الحق وأعرض عنه، والـمُلحِد في الدين الذي أدخل فيه ما ليس منه، وأعرض ومال عن الحق إلى الباطل.
ويستعمل لفظ «لحد» في كل شيء معوج غير مستقيم، ومن ذلك تسمية اللحد الذي يكون في القبر؛ لأنه في جانب منه، وليس في وسطه([8]).
والإلحاد في أسماء الله هو: الميل في أسماء الله بتسمية الله ووصفه بغير ما يجوز عليه نفيا وإثباتا من أشياء تفترى على الله سبحانه([9]).
والإلحاد في أسماء الله أنواع: أولها: تسمية الأصنام بها، كتسمية المشركين لأصنامهم آلهة، وتسميتهم صنم اللات من الإلهية، والعزى من العزيز. وثانيها: تسمية الله بما لا يليق بجلاله، كتسمية النصارى له أبا، وتسمية الفلاسفة له علة فاعلة أو موجبا بذاته ونحو ذلك من الإلحاد. وثالثها: وصف الله بما يتعالى ويتقدس عنه من النقائص، كقول اليهود: إن الله فقير وبخيل، وإنه تعب بعد خلق السماوات والأرض فاستراح يوم السبت، سبحان الله وتعالى عما يقولون. ورابعها: تعطيل أسماء الله عن معانيها، وجحد حقائقها، ونفي الصفات التي تضمنته كما يفعل ذلك كثير من أهل الأهواء والبدع([10]).
وقوله تعالى: ﴿سَيُجْزَوْنَ﴾: الجزاء: الكفاية والغَناء، يقال: جزى الشيء جزاء كفى وأغنى، وجزيت فلانا أجزيه جزاء أي: كافأته بشيء يقوم مقام عمله، والجزاء يكون بالثواب والعقاب، وجزى فلانا حقه أي قضاه، وجزاك الله خيرا أي: أثابك وكافأك خيرا([11]).
وقوله تعالى: ﴿يَعْمَلُونَ﴾ العمل: يشمل الفعل والقول والاعتقاد، ويستعمل في الأعمال الصالحة والسيئة، والفرق بين العمل والفعل أن العمل من الفعل ما كان مع امتداد بخلاف الفعل، واعتبار هذا الفرق ظاهر في كتاب الله كما قال تعالى: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ [سبأ: 13] حيث كان فعلهم بزمان، وقال: ﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل: 50]؛ لأن الملائكة يأتون بما يؤمرون في طرفة عين، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ [الفيل: 1]؛ لأنه أهلكهم من غير بطء، وقال تعالى: ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [العصر: 3]؛ لأن المقصود المثابرة عليها، لا الإتيان بها مرة أو بسرعة، وقال تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ﴾ [الحج: 77] بمعنى سارعوا، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ [المؤمنون: 4] أي: يأتون بها على سرعة من غير توان في دفع حاجة الفقير.
ومن الفروق بين العمل والفعل أن العمل يكون بقصد بخلاف الفعل فإنه قد يكون بقصد أو بغير قصد، ولذلك ينسب الفعل كثيرا للحيوانات والجمادات.
ومن الفروق بين العمل والفعل أن الفعل يطلق على ما ينقضي، والعمل يطلق على الآثار التي تثبت في الذوات بعد انقضاء الحركة([12]).
المعنى الإجمالي للآية:
يقول الله تعالى مثنيا على نفسه: ولله أحسن الأسماء الدالة على صفات كماله، فادعوا الله وحده - أيها المسلمون - بهذه الأسماء العظيمة. واتركوا المشركين الذين يميلون في أسماء الله فيسمون بها آلهتهم أو يزيدون فيها أو ينكرون بعضها. سيجزي الله الذين يُلحدون في أسمائه عذابا عظيما على جميع ما كانوا يعملونه من الكفر والإلحاد في أسمائه([13]).
المبحث الثاني: مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها
تقدم قبل هذه الآية: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180] قوله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179].
وعند التأمل في مناسبة آية الأسماء الحسنى للآية التي قبلها يتبين أن من الغفلة عدم العلم بأسماء الله، والجهل بمعانيها، وترك دعاء الله بها.
وأن عدم الاعتبار بآيات الله، وعدم التفقه في تزكية الأنفس بالعلم الصحيح يسبب الغفلة التامة عن ذكر الله وشكره والثناء عليه سبحانه.
وأن على من ابتلي بالغفلة وعدم الانتفاع بقلبه وبصره وسمعه أن يدعو الله بأسمائه الحسنى أن يهديه، وأن يصلح شأنه.
وأن من أسباب الضلال والغفلة الجهل بأسماء الله وصفاته([14]).
وبعد أن ذكر الله آية الأسماء الحسنى قال سبحانه: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: 181].
وعند التأمل في مناسبة آية الأسماء الحسنى للآية التي بعدها يتبين التأكيد على أن المؤمن الحق هو الذي يترك الضالين الملحدين في أسماء الله، وأن عليه أن يجالس أهل الحق المهتدين.
وبعد أن ذم الله من يستحق الذم كالذين يلحدون في أسمائه، مدح من يستحق المدح، وهم الذين يؤمنون بأسماء الله وصفاته، ويدعون الله بأسمائه، ولا يلحدون فيها، وهذا الذم والمدح بحق هو من العدل المذكور في ختام هذه الآية([15]).
وفي ذلك بيان أن الدعوة إلى توحيد الله في أسمائه وصفاته، وعدم الإلحاد فيها هو من صفات أهل الحق، ومن الحق الذي يجب الدعوة إليه.
وفي ذلك أيضا بيان أهمية دعاء الله بأسمائه الحسنى لمن يدعون الخلق إلى الله.
وأن الإلحاد في أسماء الله وصفاته من الباطل الذي يجب التحذير منه، وأن الدعوة إلى الإلحاد في أسماء الله من صفات أهل الباطل، وأنه من الظلم العظيم.
وفي ذلك بشارة من الله سبحانه أنه يقيض لأهل الإسلام، ولعقيدة التوحيد والأسماء والصفات في كل زمان من يذب عنها، ويدفع عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
وأن الخير باق في هذه الأمة، وأنه لا يخلو الزمان من قائمين على الحق، داعين إليه، سواء ظهر صيتهم بين الناس أو لم يظهر([16])، وفي حديث ثوبان اليماني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك))([17]).
وأن الحق والعلم مكانهما، من طلبهما وجدهما، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما)([18]).
المبحث الثالث: الهدايات الخاصة بالآية
من الهدايات التي يمكن أن نستفيدها من قوله سبحانه: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180] ما يأتي:
- يستفاد من مناسبة الآية لما قبلها أن من الغفلة المذمومة عدم العلم بأسماء الله، والجهل بمعانيها، وترك دعاء الله بها، وأن ذلك من أسباب دخول النار([19]).
- يستفاد من مناسبة الآية لما قبلها أن عدم الاعتبار بآيات الله، وعدم التفقه في تزكية الأنفس بالعلم الصحيح يسبب الغفلة التامة عن ذكر الله وشكره والثناء عليه([20]).
- يستفاد من مناسبة الآية لما قبلها أن من ابتلي بالغفلة وعدم الانتفاع بقلبه وبصره وسمعه أن يدعو الله بأسمائه الحسنى أن يهديه، ويصلح شأنه([21]).
- يستفاد من مناسبة الآية لما قبلها أن من أسباب الضلال والغفلة الجهل بأسماء الله وصفاته، وعليه فالعلم بأسماء الله وصفاته من أعظم ما يعصم العبد من الضلال والغفلة، لأنها تثمر تعظيم الله، والمعرفة باطلاعه على عباده، وقدرته عليهم([22]).
- أفظع أحوال المشركين هو حال إشراكهم بالله غيره؛ لأن في الشرك بالله إبطالا لصفة الوحدانية الخاصة بالله، يؤخذ من مناسبة توسط هذه الآية في خلال آيات ذم المشركين([23]).
- في الشرك تعطيل كثير من صفات الله سبحانه، يؤخذ مما أُخذت منه الهداية السابقة([24]).
- كما أن ذات الله أكمل الذوات، فأسماؤه وصفاته أكمل الأسماء والصفات([25]).
- كثرة أسماء الله الحسنى وفضلها وشرفها.
- أهمية العلم بأسماء الله وصفاته، فهي تزيد الإيمان، وتحث الإنسان على تقوى الله، والاجتهاد في عبادته، وطلب مرضاته([26]).
- تأكيد استحقاق الله أسماءه الحسنى، وثبوتها له بلا شك، يؤخذ من معنى اللام الداخلة على لفظ الجلالة المفيدة للاستحقاق، ومن تقديم الجار والمجرور في قوله: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾([27]).
- كثرة أسماء الله الحسنى تدل على عظمته، وكمال ذاته وصفاته، وتفيد أن الكمال المطلق له سبحانه وحده دون ما سواه([28]).
- لا ينبغي الاقتصار على تعلم بعض أسماء الله الحسنى، بل ينبغي تعلمها كلها بقدر الاستطاعة، ومن الخطأ والتقصير ذكر بعضها في كتب الاعتقاد، وعدم حث الطلاب على حفظها([29]).
- فضل العلم بأسماء الله الحسنى، ويؤخذ منه فضل من حفظ القرآن الكريم؛ لأن القرآن متضمن لأسماء الله الحسنى([30]).
- الأسماء الحسنى ليست إلا لله وحده، وكذلك الصفات الكاملة ليست إلا لله وحده، وكل ما سواه فهو فانٍ ناقص([31]).
- الاسم للمسمى، ولا يقال: الاسم هو المسمى ولا الاسم غير المسمى، فإن الخلاف في هذا من الأمور الحادثة، والصواب ترك الخوض في هذه المسألة الكلامية، والاكتفاء بما أخبر الله في هذه الآية من كون أسمائه له، ولم يقل: هي نفس المسمى ولا هي غيره([32]).
- وصف أسماء الله بـالحسنى يدل على ثبوت صفات كمال حقيقي لكل اسم منها([33]).
- أسماء الله سبحانه كلها حسنى، بالغة الغاية في حسن الألفاظ والمعاني، والدلالة على كمال الصفات والعظمة، والتنزه عن شوائب النقص([34]).
- لا يوجد في الأسماء أحسن من أسماء الله، ولا يقوم غيرها مقامها، ولا يسد غيرها مسدها، ولا يؤدي معناها أي لفظ من كل وجه([35]).
- اسم الله الأعظم هو الله؛ لأنه متضمن كل اسم، وجميع الأسماء الحسنى تابعة له، مضافة إليه، ولا يضاف اسم الله إليها، وقيل: المراد بالاسم الأعظم جميع أسماء الله الحسنى، فكلها عظيمة، وقيل غير ذلك، والأصح عند الباحث هو القول الأول، وقد نُسِب إلى أكثر العلماء، وإلى المحققين، والله أعلم([36]).
- كل اسم ليس حسنا في لفظه أو معناه، فليس من أسماء الله، كالضار([37]).
- كل اسم لا معنى له أو يدل على صفة نقص فليس من أسماء الله الحسنى([38]).
- الأسماء السوأى للكفار ولمعبوداتهم الذين استحقوا النار بتعطيلهم حواسهم([39]).
- تعريف الله عباده بأسمائه الحسنى رحمة بهم؛ ليعرفوا قدره، ويدعوه بها، ولم يكلفهم معرفتها بعقولهم([40]).
- في قوله تعالى: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾ تفريع عن كونها أسماء لله، وعن كونها حسنى، أي: فلا حرج في دعاء الله بها؛ لأنها أسماء متعددة لمسمى واحد، ولأنها حسنى([41]).
- وجوب دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى، فالأصل في الأمر بالدعاء بها الوجوب([42]).
- جواز أن يُدعى الله بكل ما دل على صفاته وعلى أفعاله، يؤخذ مما أُخذت منه الهداية السابقة بالإشارة([43]).
- مشروعية افتتاح الدعاء أو ختمه باسم من أسماء الله الحسنى المناسبة للدعاء([44]).
- دعاء الله بأسماء الله المناسبة للحال، فيطلب الداعي بكل اسم ما يليق به، كأن يقول الفقير: يا رزاق ارزقني، يا وهاب اعطني([45]).
- دعاء الله بأسمائه الحسنى في كل ما يحتاج المسلم إليه من الأشياء الكبيرة والصغيرة([46])، يؤخذ من إطلاق الأمر بالدعاء، من غير تقييد بشيء كبير أو صغير.
- مشروعية دعاء الله بأسمائه الحسنى على سبيل التفصيل أو على سبيل الإجمال من غير تفصيل، كأن يقول: أسألك بأسمائك الحسنى([47]).
- دعاء الله بأسمائه الحسنى تقرب العبد من الله، يؤخذ من كونها أسماء كاملة، فمن دعا الله بها أفاض عليه من كمالاتها([48]).
- مشروعية الثناء على الله بذكر أسمائه، سواء عند طلب الحاجات أو لمجرد التعظيم([49]).
- مشروعية قول الداعي: يا الله، يا رحمن، وضلال من ينكر ذلك، قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء:110]([50]).
- وجوب تسمية الله بأسمائه الحسنى([51]).
- معرفة كمال الله وما يجب له من أسمائه الحسنى من تمام التوحيد؛ لأن كمال الذات بأسمائها الحسنى، وصفاتها الشريفة، ولا كمال لذات لا اسم لها ولا صفة([52]).
- الحث على فهم أسماء الله الحسنى، فدعاء الله يتحقق تحققا كاملا إذا علم الداعي معاني أسمائه سبحانه([53]).
- مذهب الملاحدة في مدح الرب بنفي أسمائه وصفاته من أعظم مكائدهم للإسلام، فقد عكسوا المعلوم شرعا وعقلا([54]).
- من أفضل الدعاء دعاء الله بأسمائه الحسنى كما أمر الله بذلك([55]).
- دعاء الله بأسمائه الحسنى من أسباب إجابة الدعاء([56]).
- الحث على ذكر الله والثناء عليه، وعدم الغفلة عن دعائه([57]).
- التنبيه على أن الموجب لدخول جهنم هو الغفلة عن ذكر الله سبحانه، وعن أسمائه الحسنى، يؤخذ من ختم الآية السابقة بذم الغفلة، والأمر في هذه الآية بدعاء الله بأسمائه الحسنى([58]).
- أسماء الله توقيفية، يؤخذ من قوله: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ﴾ بلفظ التعريف، فدل على أنها معلومة بالشرع، فلا يجوز تسمية الله باسم لم يرد منصوصا ولو كان يقتضي مدحا خالصا، ومثل أسمائه صفاته، فهي توقيفية، فلا يجوز وصف الله بصفة لا دليل عليها([59]).
- لا يجوز دعاء الله بغير ما سمى به نفسه أو سماه رسوله عليه الصلاة والسلام([60]).
- الحث على معرفة أسماء الله الحسنى وجمعها وحفظها ومعرفة معانيها ودعاء الله بها، دعاء مسألة، ودعاء عبادة، فدعاء المسألة بأن يسأل الله بها، ودعاء العبادة بالتعبد لله بها، بأن يفهم معنى الاسم الكريم، ثم يديم استحضاره بقلبه، حتى يمتلئ قلبه منه، ويتعبد لله بالاتصاف بما يصلح اتصاف العبد به منها([61])، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة))([62]).
- كل من كان وقوفه على أسرار حكم الله في مخلوقاته أكثر كان علمه بمعاني أسماء الله الحسنى أكثر([63])، يؤخذ من ذكر الله بعد هذه الآية الأمر بالتفكر في مخلوقات الله.
- فضل ذكر الله وكثرة فوائده، يؤخذ من أمر الله بدعائه والثناء عليه بأسمائه، ومن فوائد الذكر زيادة الإيمان، ومراقبة الله وحبه والخشوع له، والرغبة في ثوابه، والصبر على مصائب الدنيا، وعدم الحزن على ما يفوت المؤمن من متاع الدنيا الفانية([64]).
- كرم الله ورحمته بعباده حين أمرهم أن يدعوه بأسمائه، ويرجعوا إليه بالدعاء في مهماتهم([65]).
- وجوب الإخلاص وإفراد الله بالدعاء والعبادة، وحرمة الشرك بدعاء غيره، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن:18]([66]).
- مشروعية دعاء الله بأي اسم من أسمائه، وعدم جواز دعاء أي صفة من صفاته؛ لأن الدعاء عبادة، والعبادة لا تصرف إلا لله وحده المتصف بصفات الكمال([67]).
- لا يجوز في الدعاء ذكر أي اسم غير أسماء الله الحسنى، قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء:110]، وفي ذلك رد على من يدعون الأنبياء والأولياء أو يسمونهم في الدعاء توسلا إلى الله بذكرهم.
- مشروعية التوسل إلى الله في الدعاء بأسمائه الحسنى([68]).
- عدم مشروعية التوسل إلى الله في دعائه بأحد من خلقه، يؤخذ من كون الله أمر عباده أن يتوسلوا إليه في دعائهم بأسمائه الحسنى، ولم يأذن لهم بذكر غيره في الدعاء.
- ذم الملحدين في أسماء الله سبحانه([69]).
- حرمة الإلحاد في أسماء الله بالميل بها عن معانيها الصحيحة اللائقة بالله، أو بتعطيلها عن صفات الكمال وإنكارها أو إنكار معانيها، أو بتسمية الله بغير ما سمى به نفسه، أو بتسمية بعض عباده بأسمائه الخاصة به أو باشتقاق أسماء منها للأصنام أو بإشراك غير الله في معاني أسمائه الخاصة به كمن يدعون غير الله ويتوسلون بهم([70]).
- النهي عن اتباع سبل الملحدين في أسماء الله على مختلف طرائقهم، وتعدد صور إلحادهم([71]).
- من شبه الله بخلقه فقد ألحد في أسمائه، لميله فيها عن الواجب في حقه سبحانه([72]).
- حرمة ذكر العبد ربه بلفظ لا يعرف معناه، فربما كان ذلك اللفظ غير لائق بجلال الله، فيقع في الإلحاد في أسمائه سبحانه([73]).
- كما يجب تنزيه الله سبحانه عن جميع النقائص فكذلك يجب تنزيه أسمائه الحسنى([74]).
- وجوب الإعراض عن الذين يلحدون في أسماء الله وصفاته، وبغضهم، والبراءة منهم، وترك مجالستهم([75]).
- عدم مجادلة الملحدين في أسماء الله وصفاته ما داموا مصرين على باطلهم، وعدم المبالاة بهم، ومثلهم جميع الملحدين بمختلف طرائقهم([76]).
- خطورة مجالسة أصحاب البدع والأهواء من المعطلة والمشبهة الملحدين في أسماء الله، يؤخذ من أمر الله بتركهم للسلامة من شرهم.
- الحذر من اتباع ما يقول الملحدون في أسماء الله سبحانه([77]).
- وجوب ترك الإصغاء لكلام الملحدين في أسماء الله؛ لئلا يفتنوا الإنسان بشبهاتهم([78]).
- تفويض أمر عقوبة الملحدين في أسماء الله إلى الله في حال العجز عن عقوبتهم العقوبة الشرعية، فسيتولى عقوبتهم الله سبحانه، يؤخذ هذا من الأمر بتركهم، ومن الإخبار بعقوبة الله لهم([79]).
- على المسلمين أن لا يحزنوا لإلحاد الملحدين؛ لأن الله سيتولى عقوبتهم، قال تعالى: ﴿وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾ [النحل:127]، وقال سبحانه: ﴿وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران:176]([80]).
- الوعيد بالنار للذين يلحدون في أسماء الله وصفاته([81]).
- تحذير الملحدين في أسماء الله من عذاب الله([82]).
- تنفير المسلمين من الإلحاد في أسماء الله كفعل المشركين([83]).
- الانحراف عن الوسط مذموم شرعا، يؤخذ من معنى الإلحاد وهو الميل([84]).
- من نفي اسما عن الله لعدم الدليل على كونه من الأسماء الحسنى لا يوصف بالإلحاد في أسماء الله، يؤخذ من قوله: ﴿يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾ حيث أضاف الأسماء إلى الله، فدل على أن المقصود أسماؤه التي ثبت في الشرع تسميته بها([85]).
- على القول بأن (في) للسببية والتعليل في قوله: ﴿يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾ يؤخذ منه ذم ووعيد الذين يجعلون أسماء الله الحسنى مظهرا من مظاهر الكفر، ووسيلة للتشنيع على الذين يثبتونها لله سبحانه([86]).
- يؤخذ من عدم تعيين وقت جزائهم في قوله: ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أن الله سيعذبهم في الدنيا والبرزخ والآخرة([87]).
- إطلاق العمل على القول والاعتقاد، فالملحدون في أسماء الله يلحدون فيها بأقوالهم واعتقادهم، فجعل الله ذلك عملا في قوله: ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([88]).
- إثبات علم الله بأعمال عباده.
- إثبات البعث بعد الموت والجزاء في الآخرة؛ لأن أصل الجزاء الذي توعد الله به الملحدين سيكون في الآخرة.
- مجازاة الملحدين بجميع أعمالهم السيئة، من الإلحاد وغيره، يؤخذ من عموم ما الموصولة في قوله: ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([89]).
- في ذكر السين دون سوف في قوله سبحانه: ﴿سَيُجْزَوْنَ﴾ إشارة إلى وقوع العذاب في الدنيا لمن شاء الله أن يعجل له العذاب من الملحدين، كما قال سبحانه: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة:21]، يؤخذ هذا من تفريق النحاة البصريين بين السين وسوف في دلالتهما على التنفيس، حيث يرون أن سوف أبلغ تنفيسا، وأشد تراخيا([90]).
- تأكيد عذاب الملحدين، يؤخذ من تأكيد جزائهم بالسين، فهي تفيد التأكيد([91]).
- في قوله: ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ بشارة بنصر الله لرسوله على أعدائه، وقد تحقق ذلك، فهو من معجزات القرآن بالإخبار بالمغيبات التي وقعت كما أخبر([92]).
- تجدد الكفر والإلحاد والمعاصي من الكفار، يؤخذ من قوله: ﴿مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ولم يقل: ما عملوا أو ما يعملون([93]).
المبحث الرابع: سرد أسماء الله الحسنى بطريقة يسهل حفظها
قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة))([94])، وفي رواية: ((من حفظها))([95])، والراجح أن معنى ((أحصاها)) أي: حفظها عن ظهر قلب، بدليل الرواية المفسرة، وقد فسرها الإمام البخاري في صحيحه بالحفظ فقال بعد روايته الحديث: " أحصيناه: حفظناه"([96]).
وقيل: معنى أحصاها أي: آمن بها، وعرف معانيها، ولا شك أن الإيمان بها واجب، وأما معرفة معانيها فهو أمر مشروع ينبغي الحرص عليه، ولكن لا يفسر به الفضل المذكور في الحديث، فإن الحديث أطلق هذا الفضل بمجرد الحفظ، قال النووي: (معنى أحصاها: حفظها، هكذا فسره البخاري والأكثرون، ويؤيده أن في رواية في الصحيح ((من حفظها دخل الجنة))، وقيل: معناه: من عرف معانيها وآمن بها، وقيل: معناه من أطاقها بحسن الرعاية لها وتخلق بما يمكنه من العمل بمعانيها، والله أعلم)([97]).
وقد تقدم أن أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين، قال ابن تيمية: (الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ليست شيئا معينا؛ بل من أحصى تسعة وتسعين اسما من أسماء الله دخل الجنة) ثم قال: (الذي عليه جماهير المسلمين أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين)([98]).
وهذه بعض أسماء الله الحسنى، جمعتها من القرآن الكريم، وما صح من السنة النبوية، ورتبتها بما يسهِّل حفظها، حيث ابتدأت بالأسماء المجموعة في بعض الآيات، ثم ذكرت سائرها مرتبة على حروف المعجم إلا أن أقرن بين اسمين لمناسبة ظاهرة([99])، والله الموفق:
- الله الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، الحكيم.
- الأول الآخر، الظاهر الباطن.
- الحي القيوم، العلي العظيم.
- الإله الواحد، الأحد الصمد.
- القابض الباسط المقدم المؤخر.
- الأعلى المتعال، الأكرم الكريم.
- البر البصير، التواب.
- الجميل الجواد.
- الحاسب الحسيب، الحافظ الحفيظ، الحق الحَكَم، الحليم الحميد، الحيي.
- الخلَّاق، الخبير، الدَّيَّان.
- الرازق الرزاق، الرب الرءوف، الرفيق الرقيب.
- السبُّوح السِّتير، السميع السيد.
- الشافي الشاكر الشكور الشهيد.
- الصادق الطيب.
- العالم العليم العفو.
- الغفار الغفور الغني، الفتاح.
- القادر القدير، القاهر القهار، القريب القوي.
- الكبير اللطيف.
- المبين المتين، الـمُجيب المجيد، المحيط المستعان، المقتدر المقيت، المليك المنان، المولى.
- النصير الهادي.
- الوارث الواسع، الوتر الودود، الوكيل الولي الوهاب.
المبحث الخامس: سبل تحقيق هدايات الآية في واقع الأمة
- تعليم الناس أسماء الله الحسنى، وصفاته العلى، حتى يعرفوا قدر الله، وتمتلئ قلوبهم بعظمته، ويعلموا أنه المستحق وحده لِأن يُدعى، ويُتوكل عليه وحده دون غيره من الخَلْق، فيحرصوا على تحقيق الإيمان والتوحيد، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة التي ترضيه.
- الإيمان هو أساس الدين، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهو اعتقاد وقول وعمل، وإذا تحقق الإيمان في الأفراد والمجتمعات حصل للأمة خير كثير في أمور دينها ودنياها، فتحقيق الإيمان أهم المقاصد الشرعية، ويجب أن يكون أعظم الأهداف الفردية والمجتمعية، فبه يحيا الفرد والمجتمع حياة طيبة سعيدة، وهو مفتاح كل خير، وفيه النجاة من المكاره والشرور، وفيه خير الدنيا والآخرة، قال الله سبحانه: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل:97].
- التوحيد هو حق الله على العبيد، والإخلاص طريق الخلاص، ولا سعادة للمسلم إلا بتحقيق التوحيد والإخلاص، فيجب على كل مسلم أن يعرف التوحيد الذي هو أعظم الواجبات ليمتثله، ويعرف الشرك الذي هو أعظم المحرمات ليجتنبه، قال الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء:36]، وخلاصة الدين الإسلامي هو توحيد الله سبحانه، وإفراده بالعبادة وحده دون ما سواه، ومن عمل عملا يبتغي به شيئا سوى الله فإن الله لا يقبله منه، قال سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف:110].
- العمل الصالح هو ثمرة الإيمان، وهو لازم من لوازم الإيمان وجزء منه، ومن العمل الصالح دعاء الله وحده في الصلاة وفي غير الصلاة، وإذا كانت الأمة أفرادا وجماعات تحرص على العمل الصالح - ومن أعظم ذلك دعاء الله سبحانه - فهي أمة صالحة، تسعى لكل ما ينفعها في دينها ودنياها، فتعمل لدنياها كأنها تعيش أبدا، وتعمل لآخرتها كأنها تموت غدا، فتجمع بين العمل الصالح لدينها ودنياها وآخرتها، كما علمنا الله في قوله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة:201].
- كل إنسان ضعيف ناقص، فلا غنى له عن الالتجاء إلى الله في جميع أموره، في السراء والضراء، فيظهر الإنسان عبوديته لله، ويظهر عجزه وشدة حاجته لمولاه، فيجب على المسلم أن يكثر من دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى تضرعا وخيفة، كما قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
- الحذر من الإلحاد في أسماء الله وصفاته بأي نوع من أنواع الإلحاد، والحذر من الملحدين، وعدم مجالستهم، والتقرب إلى الله بهجرهم، كما قال سبحانه: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68].
- الخوف من عذاب الله في الدنيا والآخرة، فالله مطلع على جميع أعمال عباده الظاهرة والباطنة، وهو يمهل ولا يهمل، وسيجازي عباده على جميع أعمالهم، فيجب على كل عاقل أن يخاف الله، وأن يستعد للقائه بالأعمال الصالحة، كما قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر: 18]، وبالخوف من الله، ومراقبة الله، ومحاسبة كل إنسان لنفسه، تصلح أعمال الفرد والمجتمع.
- تعريف المسلمين بعظمة القرآن وفضله، وأنَّه يهدي الأمة للتي هي أقوم في جميع أمورها، وأنَّ فيه عز الأمة وقوتها وصلاحها في دينها ودنياها، فيحرصون على تعلمه، وتدبره، والعمل به.
الخاتمة
وبعد أنْ يسَّر الله - بعونه وفضله - إتمام هذا البحث الذي بيَّنتُ فيه معنى قوله سبحانه: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]، وذكرت مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها، وسردتُ بعض هدايات الآية الكريمة؛ أذكر في الخاتمة أهم النتائج والتوصيات:
أهم نتائج البحث:
- القرآن لا تنقضي عجائبه وهداياته، ومجال استنباط الهدايات القرآنية مجال رحب واسع، ومن أطال دراسة آية من القرآن، وكرَّر تدبرها، وأَكْثَر مِنْ تأملها؛ فسيفتح الله له من هداياتها ما لا يجده في كتب التفاسير، فقد يسر الله كتابه لمن تدبره، وأقبل عليه.
- الحث على دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى.
- الحذر من الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى بأي نوع من أنواع الإلحاد التي ذكرها أهل العلم.
- أهمية العلم بأسماء الله الحسنى، وحفظها، ومعرفة معانيها، ومعرفة صفات الله تعالى الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يعرف الناس عظمة الله وقدره، فيحرصوا على تحقيق الإيمان، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
- فضل القرآن وعظمته، فهو يهدي الأمة في كل زمان ومكان للتي هي أقوم، وفيه عز الأمة وقوتها وصلاحها في دينها ودنياها، فيجب الحرص على تعلمه، وتدبره، والعمل به، والتحاكم إليه.
التوصيات:
أوصي نفسي ومن يقرأ كلامي من العلماء وطلاب العلم والدعاة أن يعتنوا بعلم التفسير، وتدبر القرآن أعظم الاعتناء، دراسةً وتدريسًا، ووعظًا وخطابةً، وأنْ يحثوا الناس على تعلم التفسير، وتدبر القرآن الكريم، فكثير من العلماء والطلاب يعتنون بعلوم شرعية أخرى أكثر من اعتنائهم بكتاب الله، وهذا خلاف ما كان عليه السلف الصالح، فقد كان أكثر علمهم، وأكبر همِّهم، فهْمَ كتاب الله وتدبره، مع تعلم السنة النبوية، والتفقه في دين الله.
والمسلمون اليوم في أمس الحاجة إلى من يبين لهم معاني القرآن والسنة، فقد كثُر الجهل بالقرآن والسنة، وقلَّ العلم الشرعي، وتنوعت الفتن، وكثرت المحن، ولا عزة للمسلمين إلا باعتصامهم بكتاب الله وسنة رسوله علمًا وعملًا.
انتهى البحث، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
فهرس المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- أحكام القرآن، ابن العربي، محمد بن عبد الله المعافري الإشبيلي، تحقيق: محمد عطا، ط3، بيروت، دار الكتب العلمية، 1424 هـ.
- أدب النفس، الحكيم الترمذي، محمد بن علي، ط1، مصر، الدار المصرية اللبنانية، 1413 هــ.
- الأذكار، النووي، يحيى بن شرف، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، بيروت، دار الفكر، 1414 هـ.
- الأزمنة والأمكنة، المرزوقي، أحمد بن محمد بن الحسن الأصفهاني، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417 هــ.
- أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة، الرضواني، محمود بن عبد الرازق، ط1، مصر، مكتبة دار الرضوان، 1425 هــ.
- الأسماء والصفات، البيهقي، أحمد بن الحسين، ط1، جدة، مكتبة السوادي، 1413 هــ.
- الإكليل في استنباط التنزيل، السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1401 هــ.
- أنوار التنزيل وأسرار التأويل، البيضاوي، عبد الله بن عمر الشيرازي، تحقيق: محمد المرعشلي، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1418 هـ.
- إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد، ابن الوزير، محمد بن إبراهيم الحسني اليمني ط2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1987 م.
- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الجزائري، أبو بكر جابر بن موسى، ط5، المدينة النبوية، مكتبة العلوم والحكم، 1424 هـ.
- بحر العلوم، السمرقندي، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1413 هـ.
- البحر المحيط في التفسير، أبو حيان، محمد بن يوسف بن حيان، تحقيق: صدقي محمد جميل، بيروت، دار الفكر، 1420 هـ. (د. ط)
- بدائع الفوائد، ابن القيم، محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، بيروت، دار الكتاب العربي. (د. ط) (د. ت)
- البرهان في علوم القرآن، الزركشي، محمد بن عبد الله بن بهادر، ط1، دار إحياء الكتب العربية، 1376 هــ.
- بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ط1، السعودية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1426 هــ.
- تاج العروس، الزبيدي، أبو الفيض محمد مرتضى الحسيني، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الهداية. (د. ط) (د. ت)
- التأويلات النجمية، الكُبْرى، أحمد بن عمر بن محمد، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 2009 م.
- تأويلات أهل السنة، الماتريدي، أبو منصور محمد بن محمد، تحقيق: مجدي باسلوم، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1426 هـ.
- تبصير الرحمن وتيسير المنان، المهايمي، علي بن أحمد، ط2، بيروت، عالم الكتب، 1403 هــ.
- التحبير شرح التحرير في أصول الفقه، المرداوي، علاء الدين أبو الحسن علي بن سليمان الصالحي، ط1، الرياض، مكتبة الرشد، 1421 هــ.
- التحرير والتنوير، ابن عاشور، محمد الطاهر، تونس، الدار التونسية للنشر، 1984م. (د. ط)
- التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ، الألباني، محمد ناصر الدين، ط1، جدة، دار با وزير، 1424 هــ.
- تفسير أسماء الله الحسنى، الزجاج، إبراهيم بن السري، ط1، دار الثقافة العربية، د.ت.
- التفسير البسيط، الواحدي، علي بن أحمد بن محمد، ط1، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1430 هــ.
- تفسير السمعاني، السمعاني، أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار المروزي، تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس، ط1، الرياض، دار الوطن، 1418 هـ.
- تفسير الشعراوي - الخواطر، الشعراوي، محمد متولي، ط1، القاهرة، مطابع أخبار اليوم، 1997 م.
- تفسير المنار، رشيد رضا، محمد رشيد بن علي، ط1، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990 م.
- التفسير المنير في العقيدة والشريعة، الزحيلي، وهبة بن مصطفى، ط2، دمشق، دار الفكر المعاصر، 1418 هـ.
- التفسير الوسيط للقرآن الكريم، طنطاوي، محمد سيد، ط1، القاهرة، دار نهضة مصر، 1997 م.
- تهذيب اللغة، الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد الهروي، تحقيق: محمد مرعب، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 2001م.
- التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد، ابن منده، محمد بن إسحاق، ط1، المدينة النبوية، مكتبة العلوم والحكم، 1423 هــ.
- التوسل أنواعه وأحكامه، الألباني، محمد ناصر الدين، ط1، الرياض، مكتبة المعارف، 1421 هــ.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي، عبد الرحمن بن ناصر، ط1، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1420 هــ.
- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، الطبري، محمد بن جرير، تحقيق: عبد الله التركي، ط1، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع، 1422 هـ.
- جامع الرسائل، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ط1، الرياض، دار العطاء، 1422 هــ.
- الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، محمد بن أحمد الأنصاري، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، ط2، القاهرة، دار الكتب المصرية، 1384 هـ.
- جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام، ابن القيم، محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، ط2، الكويت، دار العروبة، 1407 هــ.
- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ط2، الرياض، دار العاصمة، 1419 هــ.
- الذريعة إلى مكارم الشريعة، الراغب، أبو القاسم الحسين بن محمد الأصفهاني، ط1، القاهرة، دار السلام، 1428 هــ.
- الرسالة، الشافعي، محمد بن إدريس، تحقيق: أحمد شاكر, ط1، مصر، مكتبه الحلبي، 1358 هـ.
- رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز، الرسعني، عبد الرازق بن رزق الله الحنبلي، ط1، مكة، مكتبة الأسدي، 1429 هــ.
- روح البيان، حقي، إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الخلوتي، ط1، بيروت، دار الفكر، د.ت.
- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، الألوسي، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415 هـ.
- الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، السهيلي، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد، (ط1)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1412 هـ.
- زاد المسير في علم التفسير، ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، ط1، بيروت، دار الكتاب العربي، 1422 هــ.
- زهرة التفاسير، أبو زهرة، محمد بن أحمد بن مصطفى، دار الفكر العربي. (د. ط) (د. ت)
- السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، الشربيني، محمد بن أحمد الخطيب، ط1، القاهرة، مطبعة بولاق، 1285 هــ.
- سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، محمد ناصر الدين، ط1، الرياض، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، 1415 هـ.
- سنن الترمذي، الترمذي، محمد بن عيسى، ط2، مصر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، 1395 هـ.
- شأن الدعاء، الخطابي، أبو سليمان حمد بن محمد البستي، ط1، دار الثقافة العربية، 1404 هــ.
- شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسُّنَّة، القحطاني، سعيد بن علي بن وهف، ط1، الرياض، مطبعة سفير، د.ت.
- شرح المفصل، ابن يعيش، يعيش بن علي بن يعيش الموصلي، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1422 هــ.
- شعب الإيمان، البيهقي، أحمد بن الحسين، تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد، ط1، الرياض، مكتبة الرشد، 1423 هـ.
- صحيح ابن حبان، ابن حبان، محمد بن حبان البستي، ط2، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1414 هــ.
- صحيح البخاري، البخاري، محمد بن إسماعيل الجعفي، ط1، بيروت، دار طوق النجاة، 1422هـ.
- صحيح مسلم، مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء التراث العربي. د. ط) (د. ت)
- صريح السنة، ابن جرير، محمد بن جرير الطبري، ط1، الكويت، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، 1405 هــ.
- العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير، الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار، ط2، مكة المكرمة، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، 1426 هـ.
- عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، السمين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417 هــ.
- العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم، ابن الوزير، محمد بن إبراهيم الحسني، ط3، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1415 هــ.
- العين، الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ط1، دار ومكتبة الهلال، د.ت.
- غرائب القرآن ورغائب الفرقان، النيسابوري، نظام الدين الحسن بن محمد القمي، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1416 هــ.
- غريب القرآن، ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم الدينوري، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1398 هــ.
- الفتاوى الكبرى، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1408 هــ.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر، أحمد بن علي أبو الفضل العسقلاني، ط1، بيروت، دار المعرفة، 1379 هــ.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن رجب، عبد الرحمن بن أحمد البغدادي، ثم الدمشقي، ط1، المدينة النبوية، مكتبة الغرباء الأثرية، 1417 هــ.
- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، الشوكاني، محمد بن علي، ط1، دمشق، دار ابن كثير، 1414 هـ.
- فتح رب البرية بتلخيص الحموية، ابن عثيمين، محمد بن صالح، ط1، الرياض، دار الوطن للنشر، د.ت.
- فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف)، الطيبي، الحسين بن عبد الله، ط1، دبي، جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، 1434 هــ.
- فقه الأدعية والأذكار، العباد، عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، ط1، الخبر، السعودية، دار ابن عفان، 1419 هــ.
- الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية الموضحة للكلم القرآنية والحكم الفرقانية، علوان، نعمة الله بن محمود النخجواني، ط1، مصر، دار ركابي للنشر، 1419 هــ.
- في ظلال القرآن، قطب، سيد إبراهيم الشاربي، ط17، بيروت - القاهرة، دار الشروق، 1412 هــ.
- قطف الأزهار وكشف الأسرار، السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، ط1، قطر، وزارة الأوقاف القطرية، 1414 هــ.
- القواعد الحسان لتفسير القرآن، السعدي، عبد الرحمن بن ناصر، ط1، الرياض، مكتبة الرشد، 1420 هـ - 1999 م.
- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، ابن عثيمين، محمد بن صالح، ط3، المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية، 1421هــ.
- لباب التأويل في معاني التنزيل، الخازن، علي بن محمد بن إبراهيم، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415 هــ.
- لطائف الإشارات، القشيري، عبد الكريم بن هوازن، ط3، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، د.ت.
- لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، السفاريني، محمد بن أحمد الحنبلي، ط2، دمشق، مؤسسة الخافقين، 1402 هــ.
- مجموع الفتاوى، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، تحقيق: المحقق: عبد الرحمن بن قاسم، المدينة النبوية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1416 هـ. (د. ط)
- المحرر الوجيز، ابن عطية، عبد الحق بن غالب، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1422 هـ.
- المحلى ، ابن حزم، علي بن أحمد، ط1، بيروت، دار الفكر، (د. ط).
- المخصص، ابن سيده، علي بن إسماعيل المرسي، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1417 هــ.
- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ابن القيم، محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، ط3، بيروت، دار الكتاب العربي، 1416 هــ.
- المستدرك على الصحيحين، الحاكم، محمد بن عبد الله ابن البيع النيسابوري، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1411 هــ.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، ابن حنبل، أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، ط1، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1421 هــ.
- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، الفيومي، أحمد بن محمد بن علي، ط1، بيروت، المكتبة العلمية، د.ت.
- معارج التفكر ودقائق التدبر، الميداني، عبد الرحمن حسن حبنكة، ط1، دمشق، دار القلم، 1421 هـ.
- معاني النحو، السامرائي، فاضل صالح، ط1، الأردن، دار الفكر، 1420 هــ.
- معترك الأقران في إعجاز القرآن، السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1408 هــ.
- معجم المناهي اللفظية، أبو زيد، بكر بن عبد الله، ط3، الرياض، دار العاصمة، 1417 هــ.
- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، ابن هشام، عبد الله بن يوسف، ط6، دمشق، دار الفكر، 1985 م.
- مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)، الرازي، فخر الدين محمد بن عمر، ط3، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1420 هـ.
- المفردات في غريب القرآن، الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، تحقيق: صفوان الداودي، ط1، دمشق، دار القلم، 1412 هـ.
- المقابسات، أبو حيان، علي بن محمد التوحيدي، ط2، دار سعاد الصباح، 1992 م.
- مقاييس اللغة، ابن فارس، أحمد بن فارس القزويني، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، 1399هـ - 1979م. (د. ط)
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، النووي، يحيى بن شرف، ط2، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1392 هــ.
- نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، البقاعي، إبراهيم بن عمر البقاعي، القاهرة، دار الكتاب الإسلامي. (د. ط) (د. ت)
- همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، مصر، المكتبة التوفيقية، د.ت.
فهرس الموضوعات
المبحث الأول: المعاني التي تضمنتها الآية. 14
المبحث الثاني: مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها 20
المبحث الثالث: الهدايات الخاصة بالآية. 23
المبحث الرابع: سرد أسماء الله الحسنى بطريقة يسهل حفظها 39
المبحث الخامس: سبل تحقيق هدايات الآية في واقع الأمة 43
الخاتمة 46
([1]) الرسالة للشافعي (ص: 19، 20).
([2]) يُنظر: غريب القرآن لابن قتيبة (ص: 175)، تهذيب اللغة للأزهري (4/ 198)، إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد لابن الوزير (ص: 116)، القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لابن عثيمين (ص: 6، 8).
([3]) يُنظر: شأن الدعاء للخطابي (ص: 24)، الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 27)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 382)، القواعد المثلى لابن عثيمين (ص: 13، 14).
([4]) رواه أحمد في مسنده، مسند ابن مسعود، رقم (3712)، وابن حبان في صحيحه، كتاب الرقائق، باب الأدعية، باب ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحا، رقم (972)، وصححه ابن القيم في بدائع الفوائد (1/ 166)، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (199).
([5]) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب إن لله مائة اسم إلا واحدا، رقم (7392)، ومسلم ، كتاب الذكر، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، رقم (2677).
([6]) يُنظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 5)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 380، 381)، القواعد المثلى لابن عثيمين (ص: 13، 14).
([7]) يُنظر: العين للخليل الفراهيدي (8/ 196)، المخصص لابن سيده (4/ 104)، المفردات للراغب الأصفهاني (ص: 862، 863).
([8]) يُنظر: جامع البيان لابن جرير الطبري (10/ 598)، تاج العروس للمرتضى الزبيدي (9/ 135).
([9]) يُنظر: بدائع الفوائد لابن القيم (1/ 169)، مدارج السالكين لابن القيم (1/ 54).
([10]) يُنظر: بدائع الفوائد لابن القيم (1/ 169، 170)، عمدة الحفاظ للسمين الحلبي (4/ 13).
([11]) يُنظر: تهذيب اللغة للأزهري (11/ 98 - 100)، مقاييس اللغة لابن فارس (1/ 455، 456)، المفردات للراغب (ص: 195)، المصباح المنير للفيومي (1/ 100).
([12]) يُنظر: المقابسات للتوحيدي (ص: 280)، المفردات للراغب الأصفهاني (ص: 587)، الذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب الأصفهاني (ص: 294)، البرهان في علوم القرآن للزركشي (4/ 83)، فتح الباري لابن رجب (1/ 6)، التحبير شرح التحرير في أصول الفقه للمرداوي (5/ 2144)، معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي (3/ 487).
([13]) يُنظر: جامع البيان لابن جرير (10/ 596، 599)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/ 325، 328)، بدائع الفوائد لابن القيم (1/169، 170)، التحرير والتنوير لابن عاشور (9/190)، العذب النمير للشنقيطي (4/351 - 357).
([14]) يُنظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (7/ 233، 234)، نظم الدرر للبقاعي (8/ 175)، المنار لرشيد رضا (9/ 361)، تفسير السعدي (ص: 35)، التوسل للألباني (ص: 30)، فتح رب البرية بتلخيص الحموية لابن عثيمين (ص: 122).
([15]) يُنظر: التأويلات النجمية لابن عمر (3/ 94)، نظم الدرر للبقاعي (8/ 177)، التفسير الوسيط لطنطاوي (5/ 442، 443).
([16]) يُنظر: المحرر الوجيز لابن عطية (2/ 482).
([17]) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم))، رقم (1920).
([18]) رواه الترمذي ، أبواب المناقب، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، رقم (3804)، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم في المستدرك (5758) ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، رقم (7121).
([19]) يُنظر: نظم الدرر للبقاعي (8/ 175).
([20]) يُنظر: المنار لرشيد رضا (9/ 361).
([21]) يُنظر: التوسل للألباني (ص: 30).
([22]) يُنظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (7/ 233، 234)، تفسير السعدي (ص: 35)، فتح رب البرية بتلخيص الحموية لابن عثيمين (ص: 122).
([23]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9 / 185).
([24]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 185).
([25]) يُنظر: معارج التفكر للميداني (5/ 55).
([26]) يُنظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (7/ 233، 234)، تفسير السعدي(ص: 35)، فتح رب البرية بتلخيص الحموية لابن عثيمين (ص: 122).
([27]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 186).
([28]) يُنظر: نظم الدرر للبقاعي (8/ 176).
([29]) يُنظر: إيثار الحق لابن الوزير (ص: 157، 158)، روح البيان لحقي (3/ 285).
([30]) يُنظر: رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز للرسعني (2/ 317).
([31]) يُنظر: التفسير الكبير للرازي (15/ 414)، نظم الدرر للبقاعي (8/ 175).
([32]) يُنظر: صريح السنة للطبري (ص: 26)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 187، 201).
([33]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 187).
([34]) يُنظر: التفسير الكبير للرازي (15/ 412)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/ 326)، إيثار الحق لابن الوزير (ص: 166)، نظم الدرر للبقاعي (8/ 175).
([35]) يُنظر: فقه الأدعية والأذكار للعباد (1/ 133).
([36]) يُنظر: تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (ص: 24، 25)، التوحيد لابن منده (2/ 21)، أحكام القرآن لابن العربي (2/ 343)، الروض الأنف للسهيلي (1/ 202 - 207)، التفسير الكبير للرازي (1/ 111)، فتح الباري لابن حجر (11/ 224، 225)، السراج المنير للشربيني (1/ 6)، روح البيان لحقي (3/ 284)، لوامع الأنوار البهية للسفاريني (1/ 35)، روح المعاني للألوسي (5 / 115).
([37]) يُنظر: زاد المسير لابن الجوزي (2/ 172)، إيثار الحق لابن الوزير (ص: 162).
([38]) ينظر: تفسير السعدي (ص: 309).
([39]) يُنظر: نظم الدرر للبقاعي (8/ 175).
([40]) يُنظر: التوحيد لابن منده (2/ 14)، لطائف الإشارات للقشيري (1/ 590)، تفسير الشعراوي (7/ 4482).
([41]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 187).
([42]) يُنظر: التفسير الكبير للرازي (15/ 415)، التفسير المنير للزحيلي (9/ 176)، أيسر التفاسير للجزائري (2/ 266).
([43]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 187).
([44]) يُنظر: جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام لابن القيم (ص: 318).
([45]) يُنظر: أحكام القرآن لابن العربي (2/ 351)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/ 327). وقد حقق الشنقيطي أنه يجوز أن يقول الداعي: يا حكيم اغفر لي، أو: يا رزاق ارحمني؛ لأن أسماء الله سبحانه كلها متلازمة، وكل صفة في واحد منها تستلزم جميع الصفات الأخرى لعظمة صفات الله تبارك وتعالى، واستلزام كل واحدة منها غاية الكمال والجلال. يُنظر: العذب النمير للشنقيطي (4/ 352).
([46]) يُنظر: شعب الإيمان للبيهقي (2/ 374).
([47]) يُنظر: معارج التفكر للميداني (5/ 55).
([48]) يُنظر: تبصير الرحمن للمهايمي (1/ 274).
([49]) يُنظر: أدب النفس للحكيم الترمذي (ص: 13)، المنار لرشيد رضا (9/ 361).
([50]) يُنظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (2/ 204).
([51]) يُنظر: أنوار التنزيل للبيضاوي (3/ 43)، إيثار الحق لابن الوزير (ص: 157).
([52]) يُنظر: إيثار الحق لابن الوزير (ص: 157).
([53]) يُنظر: فقه الأدعية والأذكار للعباد (1/ 135، 136).
([54]) يُنظر: إيثار الحق لابن الوزير (ص: 157).
([55]) يُنظر: البسيط للواحدي (9/ 480).
([56]) يُنظر: فتح القدير للشوكاني (2/ 305).
([57]) يُنظر: تفسير الشعراوي (7/ 4483).
([58]) يُنظر: حاشية الطيبي على الكشاف للطيبي (6/ 682).
([59]) يُنظر: البسيط للواحدي (9/ 479)، تفسير السمعاني (2/ 235)، البحر المحيط في التفسير لأبي حيان (5/ 231)، إيثار الحق لابن الوزير (ص: 308)، الإكليل للسيوطي (ص: 131).
([60]) يُنظر: البسيط للواحدي (9/ 483).
([61]) يُنظر: مدارج السالكين لابن القيم (1/ 420، 421)، بدائع الفوائد لابن القيم (1/ 164)، القواعد الحسان لتفسير القرآن للسعدي (ص: 128).
([62]) تقدم تخريجه.
([63]) يُنظر: غرائب القرآن للنيسابوري (3/ 351).
([64]) يُنظر: المنار لرشيد رضا (9/ 361).
([65]) يُنظر: الأزمنة والأمكنة للمرزوقي (ص: 93).
([66]) يُنظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/ 325).
([67]) يُنظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (3/ 227، 275، 315)، معجم المناهي اللفظية لبكر أبو زيد (ص: 560).
([68]) يُنظر: المنار لرشيد رضا (9/ 361)، التفسير الوسيط لطنطاوي (5/ 441).
([69]) يُنظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (5/ 385).
([70]) يُنظر: جامع البيان لابن جرير الطبري (10/ 596)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/ 328)، جامع الرسائل لابن تيمية (1/ 171)، المنار لرشيد رضا (9/ 369 - 374).
([71]) يُنظر: معارج التفكر للميداني (5/ 57).
([72]) يُنظر: نظم الدرر للبقاعي (8/ 176).
([73]) يُنظر: التفسير الكبير للرازي (15/ 417).
([74]) يُنظر: لباب التأويل للخازن (2/ 276).
([75]) يُنظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/ 325، 328)، الفواتح الإلهية للنخجواني (1/ 275)، لباب التأويل للخازن (2/ 276).
([76]) يُنظر: بحر العلوم للسمرقندي (1/ 570)، في ظلال القرآن لسيد قطب (3/ 1402)، التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 189).
([77]) يُنظر: زهرة التفاسير لمحمد أبو زهرة (6/ 3015).
([78]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 189).
([79]) يُنظر: روح المعاني للألوسي (5/ 117)، التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 190).
([80]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 190).
([81]) يُنظر: جامع البيان لابن جرير الطبري (10/ 599)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/ 328، 329).
([82]) ينظر: لباب التأويل للخازن (2/ 276)، تفسير السعدي(ص: 309).
([83]) يُنظر: فتح القدير للشوكاني (2/ 305)، تفسير السعدي (ص: 309).
([84]) يُنظر: المنار لرشيد رضا (9/ 369).
([85]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 189).
([86]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 189).
([87]) يُنظر: نظم الدرر للبقاعي (8/ 177)، معارج التفكر للميداني (5/ 57).
([88]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 190).
([89]) يُنظر: قطف الأزهار للسيوطي (ص: 1068)، التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 190).
([90]) يُنظر: شرح المفصل لابن يعيش (5/ 95، 96)، مغني اللبيب لابن هشام (ص: 184)، همع الهوامع للسيوطي (2/ 594)، معاني النحو للسامرائي (4/ 26، 27).
([91]) يُنظر: حاشية الطيبي على الكشاف (6/ 677)، التحرير والتنوير لابن عاشور (9/ 190).
([92]) يُنظر: تأويلات أهل السنة للماتريدي (5/ 100).
([93]) يُنظر: التحرير والتنوير لابن عاشور(9/ 190).
([94]) تقدم تخريجه.
([95]) هي رواية لمسلم (2677)، وفي رواية للبخاري (6410): ((لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة)).
([96]) يُنظر: صحيح البخاري، (9/ 118)، بعد حديث رقم (7392).
([97]) الأذكار (ص: 101).
([98]) مجموع الفتاوى (6 / 380، 381). وقد خالف ابن حزم الأندلسي رحمه الله جمهور العلماء، وذهب إلى أن أسماء الله الحسنى محصورة بتسعة وتسعين اسما، وأنها لا تزيد على هذا العدد. يُنظر: المحلى لابن حزم (6/ 282).
والراجح ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو أن أسماء الله الحسنى أكثر من أن تحصى، وأن من حفظ منها تسعة وتسعين اسما يرجى له الفضل المذكور في الحديث بدخول الجنة، والله أعلم.
([99]) للاطلاع على أدلة هذه الأسماء الحسنى من القرآن الكريم والسنة النبوية يُنظر: أحكام القرآن لابن العربي (2/ 340 - 343)، شرح أسماء الله الحسنى للقحطاني (ص: 77 - 228)، أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة للرضواني (ص: 46 - 94).
وقد ذكر بعض العلماء كثيرا من الأسماء المضافة أو التي وردت على سبيل الوصف والإخبار، ومن ذلك: ذو الجلال والإكرام، مالك الملك، نور السماوات والأرض، أحكم الحاكمين، خير الرازقين، علام الغيوب، قابل التوب، شديد العقاب، ذو المغفرة، أهل التقوى، المحيي، المميت.
ومن أوسع من جمع الأسماء الحسنى العلامة محمد بن إبراهيم الوزير اليماني رحمه الله، فقد ذكر أكثر من مائتي اسم كما في كتابه العواصم و القواصم (7/ 229 - 232)، وفي كثير مما ذكره نظر.
- التصنيف: