ماذا أفعل لغزة ؟
ما بين سجودك ونصرة أخيك هناك لا يُحكمه بُعد المسافة، بل يُحكمه عمق الصدق؛ فإن قوانين الأرض في عالم الأسباب، لا تعارض سُنن السماء في عالم الإجابة
في غُرفتك الصغيرة، وعلى سجادك البسيط، حين تُسدل جبهتك على الأرض، تبدأ حكايةٌ لا تراها الكاميرات، ولا تُدوّنها الصحف، سجدةٌ واحدة منك، لكنها لا تقف في الهامش، بل تمضي مباشرةً إلى مركز التأثير، لأن الأثر لا يُقاس بضجيجه، بل بمن توجّهتَ إليه، وبما حمل قلبك من صدق وتضرّع.
في ميزان العقل الظاهر، تبدو سجدتك فعلًا فرديًّا محدود النطاق، لا يتجاوز جسدك المنحني، لكن في منطق القرآن، تُحمل بها قضايا أمم، ويُغيّر بها الله مسار التاريخ، فإذا أقبلتَ بقلبك، وجرّدت دعاءك من عوالق العادة، أصبحتَ جزءًا من منظومة التدبير الإلهي، يُجري الله بك نصرًا، أو يهيّئ بك وعيًا في قلبٍ بعيد.
ما بين سجودك ونصرة أخيك هناك لا يُحكمه بُعد المسافة، بل يُحكمه عمق الصدق؛ فإن قوانين الأرض في عالم الأسباب، لا تعارض سُنن السماء في عالم الإجابة، ولربّ عبدٍ لم يلحظه الناس، ففزع إلى الله في السجود، فجعل الله له في الغيب أثرًا أعظم من ألف ندوة ومؤتمر.
وسجدتك، حين تُبللها بالحياء، وتغمّسها بحرارة الوجع، لا تمثّل انسحابًا من الواقع، بل تُجسّد أرقى صور الفعل، حين تُصاب حركة الجسد بالعجز ويبقى القلب وحده في مقام المبادرة.
- التصنيف: