اسم الله الأعظم
إذا أردت لدعاءك أن يُسمع ويُستجاب فالهج بهذين الاسمين العظيمين: (الحي القيوم).
إذا أردت لدعاءك أن يُسمع ويُستجاب فالهج بهذين الاسمين العظيمين: (الحي القيوم).
فهذان الاسمان متضمِّنان لمعاني أسماء الله وصفاته، فجميع أسماء الله وصفاته الذَّاتية راجعةٌ إلى اسمه الحيِّ، وجميعُ صفاته تعالى الفعليَّة راجعةٌ إلى اسمه القيوم، ذكر ذلك ابن القيم في مواضع متفرفة من كتبه.
ويقول ابن القيم أيضًا: ومن تَجريبات السالكين التي جرَّبوها فألفَوْها صحيحة: أن مَن أدمن: يا حيُّ يا قيوم لا إله إلا أنت؛ أورثَه ذلك حياة القلب والعقل، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدًا، وقال لي يومًا: لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم. (مدارج السالكين (٧٨/٢).
ويشهد لذلك ما جاء عن أنس رضي الله عنه أنه كان مع النبي ﷺ فرأى رجلًا يصلي ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله الا أنت المنان، بديع السموات والارض، يا ذا الجلال والاكرام، يا حي يا قيوم فقال النبي ﷺ: «لقد دعا الله باسمه العظيم الذي اذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى». (رواه النسائي وأبو داود وصححه الألباني).
وقد بيّن ابن القيم عن عظيم أثر الدعاء بهذين الاسمين، ولا سيما في دفع ما ينتاب الإنسان من هموم وشدائد حيث يقول: وفي تأثير قوله: (يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) في دفع هذا الداء _ داء الكرب _ مناسبة بديعة،فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى؛ هو اسم الحي القيوم. زاد المعاد ( ٢٩٢/٤).
ولما ذكر ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية طرفًا من الأمور التي بها صلاح أمر السلطان عقّب ذلك بهذه الإشارة الجميلة وهي قوله:( ثم إنه مضطر إلى الله تعالى، فإذا ناجى ربه في السحر واستغاث به وقال: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث: أعطاه الله من التمكين ما لا يعلمه إلا الله).
ويقول الشيخ فريد الأنصاري - رحمه الله - عن دعاء (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث): ويشهد الله أنني ما دعوت بها مخلصًا في ضيقٍ قط إلا جاء الله بالفرج. مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي ( ص٨٩).
________________________________________
المصدر: قناة طلال الحسان
- التصنيف: