تجديد الإسلام وإحسانه بالتوبة
قال ابن القيم عن شيخه ابن تيميَّة رحمة الله عليهما: «وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا».
قال ابن القيم عن شيخه ابن تيميَّة رحمة الله عليهما: «وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا».
وكتب الشيخ في رسالة لبعض الفضلاء:إني دائما أجدد إسلامي، وأعوذ بالله من الخروج عنه في نقضي وإبرامي.
وذكر أنه يعني دين الإسلام الحقيقي الذي بعث الله به رسوله
الإسلام يطلق على مرتبة من الدين لا يكون العبد مسلماً بدونها، ويطلق على مجموع الدين الشامل لهذه المرتبة مع مرتبتي الإيمان والإحسان.
والإحسان الذي هو ذروة المراتب حقيقته: إحسان الإسلام، قال تعالى: {ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} .
وقال سبحانه: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}
وقال عزوجل: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} .
والأحاديث والآثار مليئة بالتنويه بحسن الإسلام والترغيب فيه والحث عليه، فتجديد الإسلام يتضمن تحسينه بتنقيته وترقيته باطناً وظاهراً.
وكل موصوف بتجديد دين الإسلام في واقع الناس فأصل هذا التجديد: عنايته بتجديد الدين في نفسه ومواظبته على ذلك بحيث لا يزال دين الإسلام عنده جديداً نقياً كما أنزل عقيدة وسلوكاً قولاً وعملاً، ويكون هو كالداخل في الإسلام جديداً في نقائه وحرصه عليه.
ومن وسائل تجديد الإسلام: مكفرات الذنوب المتقدمة كالحج المبرور، وأعم منه: التوبة النصوح الهادمان لكل منافٍ قبلها.
وكما أن بر الحج قدر زائد على أداء المناسك الذي يشترك فيه كل حاج ممن يبر حجه ومن لا يبر يقتضي اهتماماً ومجاهدة فكذلك التوبة النصوح تقتضي من الصدق الذي لا يطلع على حقيقته إلا الله تعالى ما يجعلها كذلك.
وتجديد التوبة كل يوم، بل مراتٍ في اليوم الواحد هدي نبوي محمدي أصيل ثابت.
وهو غير مجرد الاستغفار وطلب العفو.
بل التوبة رجوع وأوبة إلى حاقّ الصراط المستقيم، وهو عين دين الإسلام الذي بعث الله به رسله، وأكمله على يد خاتمهم سيدنا محمد ﷺ
وكُمّل ورثته وأئمة أمته هم من تبعه على ذلك فكانوا أئمة هدى به يقتدون وبهم يُقتدى.
وذلك يقتضي منهم قوة وثباتاً في العلم والعمل ليتم لهم كونهم حلقة في سلسلة الاقتداء يصل إليه من استمسك بها.
قال تعالى عن بني إسرائيل: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
فموضوع الإمامة يقتضي ثبات الإمام وعدم اضطرابه ليتمكن متابعه من احتذائه والاقتداء به والاقتباس منه
ولتضمن إمامة الدين العلم والعمل اشترط فيها:
- الصبر لأنه غاية الثبات العملي
- واليقين لأنه غاية الثبات العلمي
- التصنيف: