استشراف الفتن
يقول النبي ﷺ: «إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي من يستشرف لها تستشرفه، فمن استطاع أن يعوذ بملجأ أو معاذ فليفعل»
يقول النبي ﷺ: «إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي من يستشرف لها تستشرفه، فمن استطاع أن يعوذ بملجأ أو معاذ فليفعل» [١].
استشراف الفتن يعني: التصدي والتعرض والتصدر لمعالجة الفتن بثقة وحسم ولغة قاطعة. وتستشرفه أي تهلكه. والفتن -كما قال الشاطبي-: "وضابطها: ما صد عن طاعة الله" [٢].
فمن مدّ يده للفتن بالتصدر، مدّت يدها له بالإشغال والتيه والهلاك.
ولا أشكّ طرفة عين أن كثيرًا من قضايا الرأي العام الدارجة إنما هي فتن بالمعنى الشاطبي الذي جعله عامًا في كل ما صدّ وأشغل.
وأن من خفة العقل أن يفرد المرء صدره -دائمًا- تحت باب: الموقف الشرعي من كذا، الأمر الفلاني في الميزان. وأن السكوت -والله- لا علاقة له بالجبن وخوف الصدع بالحق أو ضبابية المنهج؛ بل هو كف عما ذم الله الاستشراف له، هذا في أصحاب النوايا الحسنة ممن يظن الدنيا ستتيه دون رأيه الشريف، أما من تصدر لجاه أو مال فبئس ما أورد نفسه، وإن حسب ركوب الموجات الإعلامية والأحداث الساخنة ذكاء، فصنيعه لا يقل احتيالًا عن من أكل الدنيا بالدين صراحة.
هذا في أغلب المسائل، أنا ما وجب بيانه حقًا فلا يشمله الكلام.
————
- [١] رواه البخاري (٣٦٠١) ومسلم (٢٨٨٦)
- [٢] الاعتصام (٢/ ٢٣٥) ((بدر آل مرعي)
- التصنيف: