استشعار عظمة النعم وشكرها

منذ 8 ساعات

معاشر المؤمنين الكرام: نعم الله على عباده كثيرةٌ ولا يمكنُ حصرها، فالله تعالى يقول: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}

معاشر المؤمنين الكرام: نعم الله على عباده كثيرةٌ ولا يمكنُ حصرها، فالله تعالى يقول: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [النحل:18].. وحيث أن كثرة المساسَ تُذهبُ بالإحساس، فإنَّ كثيرًا من هذه النعم غطى عليها الإلفُ والتعود، حتى غفل الكثيرُ منا عن شكرها.. وهذا تقصيرٌ عظيمٌ في حقّ المولى تبارك وتعالى، وتأمّل كم من النعم العظيمة ألفناها وتعودنا عليها حتى نُسي ذكرها وقلَّ شكرها..

 

نِعْمَةُ خَلْقِنا وإيجادنا من العدم، وَنِعْمَةُ ما سخره الله لنا مِنَ الحواس والأعضاء والأطراف، والنِّعَمِ وَالْأَرْزَاقِ والأدوات وَالْخَيْرَاتِ، ونعمةُ الأمن والأمان ومحاربة الجرائم والمخدرات والممنوعات، ونعمة الأهل والأبناء والبنات، ونعمة الأُلفة والمودةِ واجتماع الشملِ مع الأهل والقرابات.. ونعمةُ الأصدقاء والمعارفِ والصلات والعلاقات.. وَنعمةُ السكنِ المريح ووسائل المواصلات والاتصالات.. ونعمةُ توفر جميع الاحتياجات، الضرورية منها والكماليات.. وقبل ذلك نِعْمَةُ الْهِدَايَةِ لِلْحَقِّ والتَّوْفِيقِ لِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ والعبادات، وَنعمةُ المداومة والثَّبَاتِ على الطاعات، وَنِعْمَةُ الْقُرْآنِ وَتِلَاوَتِهِ وَتَدَبُّرِ الآياتِ.. ونعمة وجود المساجدِ والجوامع والمصليات، ونعمة المدارس والمعاهدِ والجامعات، وغيرها من المرافق العامة والمصالح والخدمات.. بما فيها الشوارع والأرصفة والمتنزهات.. حتى وإن كان في بعضها بعض القصور والملاحظات، فلا تزال في عداد النعم التي ألفناها وتعودنا عليها، وقل من يذكرها ويشكرها..

 

نِعَمٌ عظيمةٌ كثيرةٌ، لا يمكنُ عدُّها ولا حصرها، تراها أنَّى قلبت بصرك وعقلك فيما حولك، نعمًا عظيمةً تَتَجَدَّدُ في كُلَّ وقت وحِينٍ، حَتَّى أَلِفَهَا كثيرٌ منا فَقَصَّرُوا فِي شُكْرِهَا، رَغْمَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ حِرمان كثيرٍ مِمَّنْ حَوْلَهُمْ منها.. وَأنه لَا يُدِيمُهَا لَهُمْ، وَلا يَحْفَظُهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا فضل اللَّهُ تَعَالَى ورحمته؛ وعظيم كرمه ومنته.. فلماذا لا نشعر بذلك.. لأن كثرة المِساس تُذهِب بالإحساس، وعندها يقل الشكر كما قال الله: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13]..

 

أما العبد الموفق فهو الذي لا يغيبُ عن قلبه وشعورهِ وإحساسهِ نِعمُ اللهِ المتجددة عليه.. فيظل دائمًا مُكررًا حمدَ اللهِ وشُكرهِ والثناءِ عليهِ بما هو أهله..

 

أليس منَ أكبر النعم أنْ ينطلقَ المرءُ مِنْ بيتِهِ مُعافَىً في جسدهِ، سليمًا في عقلِه، متمتعًا بجوارحِه، يملأ رئتيه بالهواءِ، ويمتع ناضريه بتأمل السماء، وربوع الطبيعةِ الغناءِ.. يَسعَدُ بقدميْهِ السليمتينِ، ويديْهِ القويتينِ.. يَسعَدُ بحسنِ تفكيرِهِ، ورجَاحةِ عقلِهِ، وقدرته على الكلام وحسن التصرف.. يَسعَدُ بأولادِه، وأهله وأقاربِه، وبكل من حوله، أليستْ هذه نعم وأي نعم.. جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: " «منْ أصبحَ منكم آمنًا في سِرْبِه، معافًى في بدنه، عندَه قوتُ يومِه، فكأنما حِيزتْ له الدنيا بحذافيرها» "؛ (رواه البخاري في الأدب المفرد والترمذي وغيرهما وصححه الألباني)

 

وليعلم العبد أنه مهما تواضعت مكانُتة، وقلَّت إِمْكاناتُه فإنّ عنده من النعم والمنن ما لا يمكن عده ولا إحصاؤه.. وأنَّ هذا لا علاقة له بالسعادة والشكر.. فلقد عاش قدوتنا صلى الله عليه وسلم حياتهُ كلها بلا مركبٍ فخمٍ، ولا قصرٍ ضخمٌ، بل كان يربِطُ الحجرَ والحجرين على بطنِهِ من الجوعِ، ويمكثُ الشهرَ والشهرينِ لا يوقدُ في بيتِهِ نارٌ للطبخ، ويخرجُهُ الجوعُ من بيتِهِ، وينامَ على الحصيرِ حتى يؤثر في جنبِهِ.. وعانى كثيرًا صلوات الله وسلامه عليه من المصاعب، ونزلتْ به الكثير من المصائبُ.. ومع ذلك فقد عاش صلى الله عليه وسلم كأسعدَ إنسانٍ، أسعَدَ نفسَه، وأسعد مَن حولَه، وهو لم يملكْ من حطامِ الدنيا شيئًا؛ وقال مَالِيَ وَلِلدُّنْيَا، مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا.. ولعظم شعوره صلى الله عليه وسلم بنعم الله فقد قام يصلي حتى تفطَّرَتْ قدماه، وقال لمن تعجب من حالته تلك: " «أفلا أكونُ عبدًا شكورًا» ".

 

فلننَظرَ لهذه النعم العظيمة بعين البصيرةِ، ولنستشعر فَضْلَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَينا فِيهَا، ولنجْتَهَدَ فِي شُكْرِ مسديهَا والمتفضل بها.. امتثالًا لأمره جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [الإحزاب:9]، وقوله تبارك وتعالى: {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف:69].. وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152].. وفي الحديث الحسن قال عليه الصلاة والسلام: " «مَن لم يَشكُرِ القليلَ لم يَشكُرِ الكثيرَ، ومَن لم يَشكُرِ الناسَ لم يَشكُرِ اللهَ، والتحدُّثُ بنِعمةِ اللهِ شُكرٌ، وتَرْكُها كفْرٌ» "؛ (رواه الإمام أحمد).. وقالت أمنا عائشةٌ رضي الله عنها: (ما من عبدٍ يشرب الماءَ القَراحَ [الصافي] فيدخل بغير أذى، ويخرج بغير أذى؛ إلاَّ وجب عليه الشكر).

 

ووالله إنه لمِنَ الْخِذْلَانِ لِلْعَبْدِ نِسْيَانُهُ لنِعَمَ اللَّهِ تَعَالَى عليه والغفلة عنها، بِسَبَبِ إِلْفِهَا وَتعْودِهِ عليها.. وَإنه لمِنَ التَّوْفِيقِ العظيم لَهُ فِي الْعَاجِل وَالْآجِلِ دوام تَذَكُّره لنِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، وَدوام تَذْكِير نَفْسِهِ وَغَيْرِهِ بِهَا، فِي كل احواله وأحيانه.. فَنِعَمُ اللَّهِ تَعَالَى تُحِيطُ بِالْعَبْدِ من كل اتجاهاته، وفِي جميع مَرَاحِلِ حياتهِ، وفي كل لحظةٍ من لحظاته، وَإِنَّ تَذَكُّرَهَا يَقُودُ إِلَى شُكْرِهَا، فَتَزْدَادُ النِّعَمُ بِالشُّكْر،ِ وتعظُمُ بركتها ونفعها.. تأمل: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7]..

 

وَلَا آفَةَ فِي هَذَا الْبَابِ أَشَدُّ مِنْ نِسْيَانِ النِّعَمِ، فَحين يَنْسَى الْعَبْدُ نِعَمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، وَيَضِيقُ بَصَرُهُ وَبصيرتهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا فَاتَهُ وما ليس في يده، ولا يتذكر إلا مَا أَصَابَهُ وأزْعجهُ.. بَلْ قَدْ يَصِلُ النِّسْيَانُ بِالْعَبْدِ إِلَى حَدِّ الظنّ أَنَّ ما نالهُ من نِعَمٍ مَاضِيَة أوَ حَاضِرَة هِيَ نعمٌ مُسْتَحَقَّةٌ لَهُ، لَا لِشَيْءٍ، إِلَّا لِأَنَّه ألِفها وتعود عليها.. وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ كُلَّ نِعْمَةٍ نَالَهَا الْعَبْدُ فَهِيَ مِنْ مَحْضِ فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، وَلَا يَسْتَحِقُّهَا العَبْدُ لَوْلَا رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى بِهِ، وَعَفْوُهُ عَنْ تقصيره، وتجاوزه عن ظُلْمِهِ وَعِصْيَانِهِ، وَالْآيَاتُ فِي هَذَا وَاضِحَةٌ بَيِّنَةٌ: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} [الكهف:58]، {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [النحل:61]..

 

نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُدِيمَ عَلَيْنَا نِعْمَهُ وَأن يَزِيدَهَا وَيُبَارِكَهَا، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لِشُكْرِهَا، وأن يجعلها عونًا لنا على طاعته وبلوغ رضاه، وَنَعُوذُ بِهِ تَعَالَى أَنْ ننسى شيئًا من نعمه أو أن نَكْفُر بَهَا أو أن نستعمها فيما لا يرضيه عنا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل:112]..

 

أما بعد: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبعُ أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب..

 

معاشر المؤمنين الكرام: ليس هناكَ أمةٌ من الأممِ حظيت بأسبابِ الوِحدَةِ والتآلُفِ، وجمعِ الكلمةِ ووَحدَةِ الصَّفِ، كأمَّةِ الإسلام.. تأمَّلوا ما يقولهُ الحقُّ جلَّ وعلا: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:105]، ويقول تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].. وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} [آل عمران:103]..

 

لقد كانَ العربُ قبلَ الإسلامِ قبائلَ مُتناحِرة، وعشائرَ مُتقاتِلة، وطالَ بهم العهدُ حتى تنافرت قُلوبهم، واختلفت كلمتُهم، وضعُفت قوتُهم، وساءت أحوالُهم، وتخلَّفوا عن ركبِ الحضارة، حتى باتوا أذلاءَ تابعينَ لغيرهم.. فالإسلامُ هو الذي جمَّع تلك القبائلَ المتناحرة المتفرقة، لم يجمعُهم قبلها رابطة نسب، ولا قبيلة، ولا رابطةُ أرض ولا لغة.. قالَ جلَّ وعلا: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [الأنفال:63].. فدين الله العظيمُ وقرآنهُ الكريُم هما بفضلِ اللهِ ورحمتهِ من نهضَ بأمَّةِ العربِ، وحولهم من رُعاةِ غنمٍ إلى قادةِ أُممٍ.. هو من نقلهُم من مُستنقعِ التَّخلُفِ والتَّبعيةِ، والضَّعفِ والتَّفرقِ والجاهِليةِ، إلى منصاتِ العزِّ والرِّيادةِ والخيرية، والحضارةِ والتَّقدُّمِ وقيادةِ البشرية..

 

ولا تزال نعم الله العظيمة علينا تترى.. فلقد أكرمنا الله تعالى في هذه البلاد المباركة بنعمٍ عظيمة، فهي مهبطُ الوحي، وفيها أوَّلُ بيتٍ وُضع للنَّاس، وفيها مكة وطيبة، ومنها شعَّ نور الهداية إلى الأرض كلها، فهي منبع الإسلام وحصنه ومأرزه.. نعَمٌ عظيمةٌ جليلةٌ تستوجبُ شكر الله تعالى على إحسانه، والإقرارُ بفضله وكرمه وإنعامه، وإنَّ من أقل الشُكْر أن نعرفَ قدر ذلك الإنعام العظيم، والفضل الكبير.. كما أن من النعم العظيمة ما فتحه الله في هذا الزمان، على أهل هذه البلاد المباركة، من كنوز الأرض ما أغناهم به بعد فقرٍ وحاجةٍ يعرفها ويذكرها الكثير منا، فنحمدُه جلَّ وعلا على ما أنعم، ونشكره على ما أولى وأكرم، وإنَّ أولى درجات الشكر والحمد هو تعظيمُ حدودِ اللهِ وإقامةِ شرعه، والاعتزازُ بما أعزَّ الله به هذه البلادَ، فإنَّ الله أعزَّها بالإسلام والتوحيد، والأماكن المقدسة، وأننا كما قال أمير المؤمنين الفاروق: نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.. هذا هو مفتاحُ العزِّ.. وبدونه سيظل المسلم ذليلًا ولو ملك من الدنيا ما ملك.. ولا يعني ذلك ألا نأخذَ بأسباب العزِّ الأخرى، فلا ريب أنَّه اجتمع مع الدِّين والتوحيد مالٌ ونموٌّ ورقيٌّ، كان نورًا على نور..

 

فالله أعزَّنا وأكرمنا ورحمنا بالإسلام، وكل ما يأتي بعد ذلك فهو مزيد إنعام، وإنما نتميز عن غيرنا بديننا وأخلاقنا وشريعتنا.. فلنُحافِظ على ديننا ثم نُضِيف إليه كلَّ ما شئنا من المكتسبات الأخرى، فذلك مما يزيدنا عزًا إلى عزنا.. فالعزُّ الحقيقيُّ، إنما هو في طاعة الله تعالى، وتسخيرُ ما أنعم به علينا في سبيل ما يرضيه عنا.. قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7].. وإنَّ من شُكْر الله تعالى، البعد عن مخالفة هديه وشرعه، ولهذا فإن ما يفعلُه بعضُ النَّاس، من مخالفات شرعية أثناء احتفائهم باليوم الوطنيِّ، ليس من شُكْر النِّعَم بل هو من أسباب زوالها.. يقول الله جل وعلا: {فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين} [الأعراف:74].. نسأل الله أن يوزعنا شكر النعم والمحافظة عليها، وأن يوفقنا لاستعمالها فيما يرضيه عنا...

 

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفرقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان..

 

اللهم صل على محمد....

________________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالله محمد الطوالة

  • 0
  • 0
  • 62

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً