أسباب السماء
أعجز الناس مَن إذا ضاقت عليه بعضُ أسباب الأرض عجز عن أسباب السماء، وأعجزُ منه مَن دعاه إخوانه المكروبون المكلومون الصابرون إلى بعض أسباب السماء - ركعتين ودعاء وإعلان يقظةٍ واهتمام - فعَجَز وغفل ولهى!
أعجز الناس مَن إذا ضاقت عليه بعضُ أسباب الأرض عجز عن أسباب السماء، وأعجزُ منه مَن دعاه إخوانه المكروبون المكلومون الصابرون إلى بعض أسباب السماء - ركعتين ودعاء وإعلان يقظةٍ واهتمام - فعَجَز وغفل ولهى!
وكانت دعوات النبي صلى الله عليه وسلم في الكرب: «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ»!
يا رب!
نجدد في لُجّة الكروب إيمانًا بك لا يضطرب، إيمانًا ليس على حَرْفٍ، إيمانًا لا يُقبِل في الرخاء ويُدبِر في الشدة!
نجدد في لُجّة الكروب (لا إله إلا الله)، فلا تتعلق قلوبنا إلا بك، ولا نخاف غاية الخوف إلا منك، ولا نرجو نهاية الرجاء إلا فيك!
يا عظيم!
أنت العظيم الذي لا يُغالَب ولا يُقهر .. لا يحجبنا عن شهود عظمتك استضعاف عدوٍ أو تسلّط ظالم أو اشتداد مُصابٍ أو استحكام كَرْبٍ، فإذا شهدنا عظمتك حَقُرت في قلوبنا الدنيا وبلاياها وفراعنتها وجَبّاروها!
يا حليم!
لا ندعوك استحقاقًا عليك، أو غفلةً عن تقصيرنا في حقك وحق عبادك المؤمنين المكروبين، أو اغترارًا بنقاء ثوبنا وصحة عزّمنا، بل تعلُّقًا بحلمك وعفوك وكرمك!
يا رب!
أنت ربّ كل شيء ومليكُه .. بيدك مقاليد الأمور كلها .. وأنت ربُنا ورب المستضعفين يا أرحم الراحمين!
أنت رب العرش العظيم، أعلى المخلوقات وأعظمها، وأنت رب ما دونه من السماوات، وأنت رب ما دونها من الأرض وما عليها، عودًا إلى علياء عرشك الكريم الرفيع المجيد الشريف تارة أخرى، فقد أحاطت ربوبيتك بكل شيء، ووسع مُلْكُك كلَّ شيء، لا يعزب عنك شيء، ولا يُعجزك شيء، عمّت حكمتك ورحمتك كل شيء، لا يُعمي شيءٌ أحدًا عن ذلك إلا من عَمِيَ وضَلَّ، لا حول ولا قوة إلا بك!
_____________________________________________
الكاتب: كريم حلمي
- التصنيف: