النفوس المشرقة

منذ يوم

وأوافقك بأن النفس عرضة لكثير من الخسوف والكسوف! ولكن ليكن ذلك عارضًا جزئيًا، وليمرّ بك دون أن يشعر به أحد. حافظ على إشراقك دومًا إشراق روحك ونفسك، ومُحيّاك.

وكم هي رائعة يا صديقي تلك النفوس التي تتجلّد لتظل مشرقة إن النفوس المُشرقة، مُشعة، ملهمة، حيّة.

وأوافقك بأن النفس عرضة لكثير من الخسوف والكسوف! ولكن ليكن ذلك عارضًا جزئيًا، وليمرّ بك دون أن يشعر به أحد. حافظ على إشراقك دومًا إشراق روحك ونفسك، ومُحيّاك.

ولو اعتصرك الألم، ولو مسّك شيء وأشياء من أوضار وأوجاع الحياة. وإنّها ستمرّ بك أوقات وكأن الكون قد جمد، وتوقفت ساعته وبات بلا حراك، وكأنه لا حياة في الحياة!

وهو بلا شك، محض خيال ووهم ومن آثار تلك الكآبة وكسوف النفس الذي غُلبت عليه.

فإذا ما شعرت بشيء من ذلك ونحوه، فسارع إلى تحريك شفتيك بذكر الجليل العظيم، وحسبك حينئذ قوله سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}. نعم .. فحسبك وأنت في شبه بئر سحيق من هذا الضيق العابر، أن الله يذكرك عندما ذكرته وفررت إليه، وأي شرف وكرامة وأي فرح أنت فيه، يوم أن الله يذكرك!

مع خير كثير سيغمرك من آثار هذا الذكر المبارك.

واهرع إلى الكثير ممّا يبدّد حزنك وهمّك، حتى يتلاشى وتذروه الرياح. وحتّى تظلّ ذلك البسّام القوي، الذي لا ينثني ولا يلين لما تقذفه به أنكاد الحياة.

وتذكر من جملة ذلك قول المولى جل وعلا: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.

هل جربت يوما أن تتوضّا وتصلي ركعتين، لتطرد ذلك الضيق وكسوف النفس الذي حاول أن يتسلّل إليك، جرّب ذلك، فهي وصفة شرعية، ومجرّبة عند الكثير من السابقين واللاحقين.

وقم بعصف ذهني لتجمع الوسائل التي تطرد بها خسوف النفس وكسوفها، واجعلها قريبة منك، فمنها الشرعي كما أسلفت ومن الشرعي أيضا الصدقة والصوم، ومنها الدنيوي المباح كالرياضة والنزهة.

ولا تنس أثر صحبتك لذوي النفوس المشرقة أو القراءة في سيرهم. وكم تعجبني في ذلك وصايا رسول الله، وكم يعجبني قول الواصفين له في كتب السير: "وكان دائم البشر، ويُعجبه الفأل والكلمة الطيبة. أدام الله لروحك صحوها ولنفسك إشراقها.

____________________________________________
الكاتب: د. فواز الغنيم

  • 1
  • 0
  • 58

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً