من يجرؤ على الكلام؟!!

منذ 10 ساعات

اللوبي الصهيوني وسياسات أمريكا الداخلية والخارجية بول فندلي عضو الكونجرس الأمريكي السابق

بسم الله الرحمن الرحيم

من يجرؤ على الكلام

اللوبي الصهيوني وسياسات أمريكا الداخلية والخارجية

بول فندلي

عضو الكونجرس الأمريكي السابق

 

** كنت قد بدأت عند انضمامي إلى اللجنة الفرعية للمرة الأولى أشك –بناء على تحليل أستاذ بكلية ايلنوي- في حكمة السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. على أنني كتمت هذا الشك في نفسي معظم الوقت لكن ليس خوفا من العواقب السياسية. ففي الواقع ظننت بكل سذاجة أن في وسعي مناقشة سياستنا أينما كنت دون أن أواجه أية متاعب. ولم أكن أعرف تماما مدى عمق تغلغل جذور المصالح الإسرائيلية في المؤسسات الأمريكية.

** لا يسمع أعضاء الكونجرس في العادة غير وجهة النظر الإسرائيلية. فلم تكن هناك لوبيات عربية أمريكية وما وجد منها لا يزال حتى الآن قليل الخبرة، ولم تبد السفارات العربية اهتماما كبيرا بأن يكون لها تأثير على أعضاء الهيئة التشريعية، بل إنها تتردد حتى الآن في استخدام خبراء في العلاقات العامة. وإذا ما أراد عضو في الكونجرس الاستماع إلى وجهة النظر العربية وجد صعوبة في العثور على متحدث عربي يشرحها له.

 ** أشهر ما في الكونجرس الأمريكي «اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة» التي تعرف اختصارا باسم «إيباك» فما إن يذكر هذا الاسم أمام أي شخص في الكابتول هيل (أي مبنى الكونجرس في واشنطن) من يتعاطون بسياسات الشرق الأوسط، حتى يتجهم وجهه، إن لم نقل يمتقع، فإيباك هي صاحبة السلطة الغالبة بين المجموعات الضاغطة (اللوبيات) في واشنطن.. ومن ينتقد إسرائيل إنما يعرض مكانته السياسية للخطر.

وتحدث نائب من أوهايو عن إيباك بشيء من الرهبة والقلق فقال:

"إن إيباك هي أكثر المجموعات الضاغطة نفوذا في الكبيتول هيل وأقلها رحمة. وهي تعرف ماذا تفعل. ولديها المال والرجال والكثير من الأنصار. والقضية الأساسية التي تعتمد عليها هي قضية يتعاطف معها معظم الأمريكيين. ومما يؤسفني عجز مخططي السياسة الأمريكية بسبب نفوذ إيباك عن التمييز بين مصلحتنا القومية ومصلحة إسرائيل القومية، أما أذا التقت هاتان المصلحتان فأنك ترى ما يدهشك. ولكن هيهات أن تلتقيا".

ويقول مكلوسكي في كلمة ألقاها في جنيف:

"أسر لي ما لا يقل عن 30 عضوا في الكونجرس أنهم متفقون على أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن تعتبر كارثة ليس على الولايات المتحدة فحسب بل وعلى إسرائيل في الواقع، ومع ذلك فقد قال جميعهم أيضا أنهم لا يجرؤون على هذا الكلام علانية إذا كانوا يتطلعون إلى تجديد انتخابهم".

** يقول الصحفي كارل روان: "إنه ليس من الغرابة في شيء أن تستغل المصالح الثرية أموالها في التأثير على القرارات التي تتخذ في واشنطن. وأضاف: هناك يهود أمريكيون كثيرون معهم أموال طائلة تعلموا منذ زمن أنهم يستطيعون تحقيق نفوذ أكثر بكثير من عددهم وذلك بتقديم تبرعات استراتيجية للمرشحين.. وليس هناك عرب يلعبون دورا قويا كهذا".   

وفيما تظل عين اللوبي مفتوحة على كل أعضاء المجلس، وخاصة البارزين منهم، فإنه يشد تشديدا خاصا على أعضاء لجنة الشئون الخارجية حيث تتخذ القرارات الأولية بشأن المساعدات العسكرية والاقتصادية.

ويخلق الولاء للمصالح الإسرائيلية أحيانا عادات محيرة في التصويت. فالأعضاء الذين يعتبرون «حمائم» بشأن السياسات في أماكن أخرى، يصبحون «صقورا» وقحين فيما يتعلق بإسرائيل.  

** يقول ستيفنسون ردا على سؤال عن تأثير اللوبي الإسرائيلي في المسرح السياسي الأمريكي: هناك أقلية فعالة إرهابية من اليهود الأمريكيين الذين يؤيدون مقررات الحكومة الإسرائيلية خطأ كانت أم صوابا، وهم إنما يفعلون ذلك بصوت عال وبشكل اندفاعي يخيف الآخرين فلا يسمع إلا صوتهم في السياسات الأمريكية مع أنه صوت أقلية، ويسمع في الولايات المتحدة أكثر مما يسمع في إسرائيل، وبعبارة أخرى: قد تجد الانشقاق أعلى صوتا وأقوى في إسرائيل منه في الجالية اليهودية بالولايات المتحدة، ولرئيس وزراء إسرائيل تأثير على السياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط أكثر منه على سياسات حكومته بوجه عام.

** ويقول عضو الكونجرس الشهير فولبرايت والذي خسر مقعده بسبب انتقاده لسياسة إسرائيل: "إن معارضة هذا اللوبي هي بمثابة انتحار للسياسيين باستثناء رجل مثل ايزنهاور كان يشعر بالاطمئنان. ذلك أنه قد أرسى دعائم شهرته وأصبح عظيما في نظر البلاد كلها فلم يعد يخشى أحد فجاهر بما يعتقد به".

** يقول السناتور ماتيوس: "باستثناء إدارة ايزنهاور التي أجبرت فعلا إسرائيل على الانسحاب من سيناء بعد حرب 1956 [العدوان الثلاثي] فإن الرؤساء الأمريكيين وحتى الشيوخ والنواب إلى حد بعيد يخضعون لضغوط متجددة مما أصبح يعرف باللوبي الصهيوني"

وذكر ماتيوس اللوبي الإسرائيلي باعتباره أقوى مجموعة ضغط عرقية، منوها بأنها تختلف عن سائر المجموعات من حيث تركيزها على قضايا الأمن الوطني الحيوية ومن حيث أنها تبذل ضغطا مستمرا أكثر من غيرها، فأي مجموعة ضغط أخرى تظهر أثناء وجود أزمة ثم تختفي وتهتم في العادة بأمور داخلية.

  ** لقد كان عدد الموالين لإسرائيل في مجلس الشيوخ من ديمقراطيين وجمهوريين كافيا لرفض أي اقتراح تشريعي معاد لإسرائيل، بل وكافيا لسن تشريع موال لإسرائيل مع تخطي فيتو الرئيس.

 

جمع وترتيب

د/ خالد سعد النجار

[email protected]     

خالد سعد النجار

كاتب وباحث مصري متميز

  • 1
  • 0
  • 59

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً