من صور التدافع:  دفع السيئة بالحسنة

منذ 6 ساعات

العناصر الأساسية:  العنصر الأول: من صور التدافع دفع السيئات بالحسنات.  العنصر الثاني: الإنسان ابن بيئته.  العنصر الثالث: مواقف من حياة الرسول.  العنصر الرابع: ثمرة دفع السيئة بالحسنة.


 أخرج الإمام أحمد من حديث تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «" لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ". وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ : قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ» .

أيها الإخوة الكرام: 
منذ أسبوعين خلو ونحن نتحدث عن سنة من سنن الله تعالى الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل في خلقه وهى: سنة ( التدافع) وسنة التدافع كما أسلفنا،  الأصل فيها قول ربنا سبحانه وتعالى : 
{{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}}
أن يدفع أهلُ الحق أهلَ الباطل، إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل، أن يدفع أهلُ الخير أهلَ الشر ردعًا لهم،  وكفًا لشرهم، قد يكون التدافع بالسيف وهذا هو الأصل في التدافع،  لكن قد يكون التدافع باللسان، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،  وقد يكون التدافع أيضا ب(دفع السيئة بالحسنة) وقد ورد التعبير بذلك في القرآن الكريم في موضعين اثنين صراحة.. 
في سورة المؤمنون : 
{{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}}
وفي سورة فصلت: 
{{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}}
وورد الحديث عن سنة التدافع،  وعن صورتها وهي دفع السيئة بالحسنة في مواضع أخرى كقول الله تعالى : 
في سورة الرعد : 
{{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}}
وفي سورة القصص :  {{أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}

أيها الإخوة الكرام :إن الإسلام لم يعرف طريقه إلى قلوب الناس فقط عن طريق القرآن الكريم الذي قرأه رسول الله على مجالس القوم.. 

وما عرف الإسلام طريقه إلى القلوب فقط من خلال المعجزات التي أيد الله بها سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلّم.. 

وإنما عرف الإسلام طريقه الأوسع إلى قلوب الناس وإلى قناعات الناس عن طريق الأخلاق العالية والنوايا الصادقة وحسن المعاملة،  ودفع السفاهات، بالكلمات الطيبات.. 

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم أوتي المعجزات، وأوتى القرآن، وأوتي جوامع الكلم ل، كن الله تعالى حين حدثه عن سبب حب الناس له وعن إيمان الناس به والتفافهم حوله قال:  {{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ }}

وكأن الآية تقول: 
إن أسرع طريق،  وإن أقرب طريق، لكسب القلوب هو أن تخالق الناس بخلق حسن .. 

{{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}}  

أعلى وأرقى درجات الخلق الحسن (دفع السيئة بالحسنة) 
دخل رجل قرية من القرى فرآهم يقعون في السيئات ويعملون فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر، فما كان من القوم إلا أن سبوه وشتموه،  فوقف ذلك الرجل يستغفر لهم ويدعو لهم.. 
فقيل له كيف تستغفر لهم وقد آذوك،  كيف تدعو لهم وقد سبوك وشتموك قال ( كلٌ ينفق مما عنده) 
( وإن كريم الأصل كالغصن كلما ازداد من خير تواضع وانحنى) 

عدم مجاراة السفيه في سفاهته،  والرد الجميل،  ودفع السيئة بالحسنة خلق كريم لكنه على النفس ثقيل ،  فلا يقدر عليه إلا أصحاب العقول الكبيرة،  والصدور الواسعة، والهمم العالية ولذلك قال الله تعالى: 
{{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } } [سورة فصلت] . 
أيها الإخوة الكرام: 
أثبتت كل الدلائل والشواهد أن الإنسان يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها، حتى طعام الإنسان وشرابه يتأثر به الإنسان.. 
إن كانت البيئة صالحة أخرجت صالحين، وإن كانت البيئة فاسدة أخرجت فاسدين،  وإن كانت البيئة طيبة أخرجت طيبين،  وإن كانت البيئة قاسية جافة كانت طبيعة أهلها القسوة والجفاء.. 
وهذا نراه بوضوح في سلوكيات وألفاظ الأعراب تراها قاسية،  وفي المفردات التي يتكلم بها الأعراب تراها جافة،  لأن البيئة الصحراوية التي يعيشون فيها أثرت فيهم.. 

( بال أحدهم بمسجد النبي صلى الله عليه وسلّم،  وقال والله ما حسبته مسجدا) 

وضيق أحدهم الواسع فقال :(اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم بعدنا أحدا) 

وقال أحدهم للنبي عليه الصلاة والسلام ( إنّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ مَسْأَلَتِي إِلَيْكَ، وَمُنَاشِدُكَ فَمُشَدِّدٌ مُنَاشَدَتِي إِيَّاكَ فلا تجد عليَّ في نفسك ) 

و(اخترط أحدهم السيف وسلّه، همّ أن يقتل به رسول الله صلى الله عليه وسلّم) 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : «كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ : مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ» .

التمس النبي صلى الله عليه وسلم للأعراب الأعذار، لأن البيئة التي يعيشون فيها جافة وقاسية فكانت صفاتهم كذلك جافة قاسية، يعذرهم في جفاءهم وقسوتهم وغلظتهم، ثم إنه يستجيب لهم ويعطيهم.. 

الشاهد في جميع تلك المواقف: 
أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم عمل بسنة التدافع، فدفع السيئة بالحسنة ورد على التجاوزات من أولئكم الأعراب بالحكمة والموعظة الحسنة.. 
من أجل ذلك أقبلت القلوب كلها بلينها وقاسيها على رسول الله صلى الله عليه وسلّم بإيمانها،  وتصديقها،  وحبها،  وودها.. 

{{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}}  

عادته قريش، وآذته، في نفسه وأهله وولده وماله، واتهمته بعقله فقالوا مجنون، واتهمته في منهجه فقالوا ساحر،  واتهمته قريش في صدقه فقالوا إنما يعلمه بشر،  ثم إنهم أخرجوه من بلده وغربوه، وطاردوه، وحاربوه، ثم إنهم قتلوا أصحابه.. 

ولأن دوام الحال من المحال،  دارت الدائرة على قريش،  وأمكن الله رسوله منهم وأظفره بهم.. 
يومها واجه رسول الله كل سيئاتهم بحسنات،جمعهم فقال ما تظنون أني فاعل بكم؟ 
قالوا خيراً..  أخ كريم وابن أخ كريم.. 
قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء،  لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.. 
ما الثمرة التي جناها رسول الله صلى الله عليه وسلّم من وراء دفع السيئات بالحسنات؟ 
النتيجة أن:  آمن الكافر،  وصدق المكذب،  ولآن العنيد،  ودخلت قريش في دين الله أفواجا.. 
من بين من رد رسول الله سيئاتهم بالحسنات ( هند بنت عتبة) التي ألبت قريش على حرب رسول الله يوم أحد، والتي استأجرت عبدا حبشيا يقتل حمزة، والتي بقرت بطن حمزة، واستخرجت أحشاءه وأكلت من كبده، في مشهد تقشعر منه الأبدان ويشيب له الولدان.. 

فعلت ما فعلت وهي في منعة من قومها وزوجها وولدها، حتى إذا كانت بقبضة رسول الله عام الفتح عفا عنها ورد إساءتها بالإحسان ، فرجعت إلى الحق، وتابت،  وآمنت وأنابت،  وعبرت لرسول الله عن صدق إيمانها وصدق محبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت: 
يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ. 

كلما مررت بهذا الموقف ،  وكلما تذكرت هذا التحول العجيب من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وأن دوام الحال من المحال
، آمنت يقينا أن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى .. 
تقول هند بنت عتبة:" مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ. 
كلما ذكرت هذا التحول ذكرت قول الله تعالى :  {{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} }

أحد أعظم صور انتصار الإنسان،  انتصار الإنسان على نفسه،  حين يملكها حين يضبطها حين يكظم غيظها.. 
قيل لأحدهم لو قلت لي كلمة لرددتها عليك عشرا،  فقال والله لو قلت لي عشرا لما قلت لك كلمة.. 
{{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ،  الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }} [سورة آل عمران]
أيها الإخوة الكرام: 
دفع السيئة بالحسنة: صفة الحبيب النبي صلى الله عليه وسلّم. 
دفع السيئة بالحسنة: يحول العدو إلى صديق حميم. 
دفع السيئة بالحسنة: يغلق باب الشر، ويقطع الطريق على وساوس الشيطان
دفع السيئة بالحسنة: يحفظ للإنسان كرامته. 
دفع السيئة بالحسنة: يبقي البيوت مفتوحة مستقرة عامرة بأهلها. 
دفع السيئة بالحسنة:  يبقي حبال المودة بين الناس موصولة. 
دفع السيئة بالحسنة: يحول حمرة الوجه من حمرة غضب إلى حمرة رضا.. 
دفع السيئة بالحسنة:  جذب قلوب الناس إلى الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم نبيا ورسولا.. 

هذا الذي نتحدث عنه، لا نتحدث به لنملأ به وقتاً،  إنما نتحدث به لنقيم الحجة به على أنفسنا وعليكم، فأنت لم تأت اليوم إلى هنا فقط لكي تسمع،  إنما لتسمع وتشهد وتعمل.. 

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهدينا لأحسن الأعمال والأخلاق إنه ولي ذلك والقادر عليه إنه ولي ذلك والقادر عليه.. 

الخطبة الثانية
بقي لنا في ختام الحديث عن سنة التدافع ومنها: دفع السيئات بالحسنات، بقي لنا أن نذكر بقول النبي عليه الصلاة والسلام : 
«" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ، جَاءَ مِنْهُمُ الْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ "» . 
إن من الناس من يغلب عليه الشر، ومنهم من يغلب عليه الخبث .. 
وهؤلاء رأيناهم، ولم نزل نراهم، في كل زمان ومكان، لو أحسنت إلى أحدهم الدهر كله ثم رأى منك شيئا، هدم جسور المودة بينك وبينه،  وربما قال:  ما رأيت منك خيرا قط.. 

هؤلاء عاملهم بطبعك أنت ، وخالقهم بأخلاقك أنت ، فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا.. 
عامل الخبثاء بطبعك أنت ولا تجاريهم في خبثهم، اتق شرهم، وأطفئ نارهم بالكلمة الطيبة.. 
عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين ، «أَنَّ رَجُلًا ( منافقا) اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا ذُكر له قَالَ : " بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ " ثم إنه أذن له،  فدخل، فلَمَّا جَلَسَ، تَبسم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، وقضى حاجته، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ، قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَبسمت فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ ؟  فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَائِشَةُ، مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ "» .

هذه من أثقل الكلمات التي تُقال لو قيلت في حقك : «" إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ "» .
إذا تحاشى الناس التعامل معك والحديث معك، وتجنبوك فلا تفرح.. 
إذا كان جارك لا يأمن غشمك وظلمك فلا تفرح.. 
إذا دخلت المكان فسكن المتحرك وسكت المتكلم فلا تفرح.. واذكر حديث رسول الله : «" إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ " » فراجع نفسك يغفر الله لي ولك. 
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهدينا لأحسن الأعمال والأخلاق إنه ولي ذلك والقادر عليه.. 
------------------------------------------------------------------------------
جمع وترتيب : الشيخ / محمد سيد حسين عبد الواحد.
إمام وخطيب ومدرس أول .
إدارة أوقاف القناطر الخيرية.
مديرية أوقاف القليوبية . مصر

محمد سيد حسين عبد الواحد

إمام وخطيب ومدرس أول.

  • 0
  • 0
  • 70

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً