هل الكتب تغيِّر الحياة؟

منذ 13 ساعة

يتغيّر الإنسان بعواملَ شتى، ويظلُّ الكتابُ أعمقها أثرًا وأرسخها نفاذًا.

يتغيّر الإنسان بعواملَ شتى، ويظلُّ الكتابُ أعمقها أثرًا وأرسخها نفاذًا.
وإذا أقرَّ المرءُ بأنَّ كتابًا بعينه قد غيَّر مسارَ حياته، فثمَّة صِلاتٌ خفيَّة كانت تمتدُّ منذ زمنٍ بينَ طيِّ المسطور وخفايا المتلقّي؛ أحدُهما يبحثُ عن الآخر في غيبٍ لا يُدرَك، حتى إذا جاءَ موعدُ اللقاء، دبَّت الحياة في روحه، وشعر أنّه وجدَ ضالَّته، وكأنَّ الكاتبَ ما كتبَ إلا له. 

ولا يدركُ القارئ أنَّ الكاتب، وهو يشكِّل عوالمه، إنّما يخاطبُ قارئًا مجهولًا ينتظره علىٰ تخومِ القدر، فلا تعجب أن ينتقلَ الكتابُ من قارئٍ إلىٰ قارئٍ فلا يُوقِظُ فيهم شيئًا، فإذا بلغَ القارئَ المقصود، القارئ المخاطَب في ثنيِ النَّص، اهتزَّت مداركُه وربَت، وانفتحت له ينابيعُ المعاني؛ لقد عثرَ علىٰ ماء الحياة!


وهكذا كانَ شأنُ الجيل الأول؛ كانوا علىٰ موعدٍ قدريٍّ معَ الكتاب الخالد، ما إن تلقَّوه حتى تشربت أرواحُهم معانيه، فغسلَ عنهم غبارَ الجاهلية، ونفضَ ما علقَ بأرواحهم من ركام، وحوّلهم من أناسٍ يعيشونَ الحياة إلىٰ صنَّاعٍ لها. لقد غيّرهم الكتاب، فغيّروا مجرى التَّاريخ.

__________________________________________
الكاتب: خالد بريه

  • 0
  • 0
  • 61

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً