رجل فرحت أوربا لموته

منذ 14 ساعة

جلسوا على قبره يرقصون ويتناولون الخـ..ـمر، فقال أحدهم: "والله لو تنفَّس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحدًا على قيد الحياة، ولا استقرّ بنا قرارًا!"

هذا الرجل عندما مات... فرحت أوروبا!

جلسوا على قبره يرقصون ويتناولون الخـ..ـمر، فقال أحدهم:

"والله لو تنفَّس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحدًا على قيد الحياة، ولا استقرّ بنا قرارًا!"

لم يكن ذلك القبر لصلاح الدين الأيوبي كما قد يظن البعض، بل لرجلٍ آخر من أعظم رجال الإسلام الذين لا يعرفهم كثيرون...

إنه الحاجب المنصور – محمد بن أبي عامر العامري.

من هو الحاجب المنصور؟

وُلد عام 326هـ بجنوب الأندلس، وبدأ حياته متطوعًا في جيش المسلمين، ثم أصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته، قبل أن يتدرّج في المناصب حتى صار مستشارًا للخلفاء ثم أميرًا للأندلس وقائدًا لجيوشها.

قاد المنصور أكثر من 50 معركة، لم يُهزم في واحدةٍ منها قط.

وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام المسلمين من قبل، وكان من أبرز انتصاراته غزوة ليون حين اجتمعت جيوش أوروبا ضد المسلمين، فانتهت المعركة بمقتل معظم قادتهم، وأُمر برفع الأذان في المدينة المنتصرة.

كان المنصور يجمع غبار ثيابه بعد كل معركة ويضعه في قارورة، وأوصى أن تُدفن معه، لتشهد له يوم القيامة بما خاضه من جهادٍ وفتوحات.

عـ.دو أوروبا الأول

حارب ممالك الغرب والفرنجة طوال 25 سنة متواصلة، لم يعرف خلالها راحة ولا هدنة، حتى لُقّب في كتب التاريخ الأوروبية بـ"الرجل الذي لا يُقهر".

وكان يدعو الله دائمًا أن يموت مجاهدًا لا في قصرٍ أو على سرير.

ومات كما تمنى، وهو في طريقه لغزو حدود فرنسا، عن عمرٍ ناهز الستين عامًا، بعد حياةٍ ملؤها الجهاد والفتوحات.

فرحة الأعـ.داء ومشهد القبر

حين بلغ نبأ موته ملوك أوروبا، أقاموا الاحتفالات، وجاء القائد ألفونسو إلى قبره، ونصب عليه خيمة من الذهب، ووضع سريرًا، ونام عليه مع زوجته متفاخرًا قائلاً:

"أما ترون أني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين وجلست على قبر أعظم قادتهم؟"

فقام أحد الحاضرين وقال كلمته الخالدة:

"والله لو تنفَّس صاحب هذا القبر لما ترك فينا أحدًا حيًّا!"

فغضب ألفونسو وهمّ بقتله، لكن زوجته منعته وقالت:

"صدق الرجل... أيفخر مثلنا بالنوم على قبره؟ والله إن في هذا لشرفًا له، حتى ميتًا لا نقدر أن نهزمه."

وهكذا، حتى بعد موته، ظلّ الحاجب المنصور رمزًا يُرعب أعداء الإسلام ويُخلّد اسمه في صفحات التاريخ المجيد.

  • 0
  • 0
  • 107

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً