قلوبهم قلوب الأعاجم

منذ 9 ساعات

من الظواهر المشاهدة في شتى بلاد المسلمين ملاحقة الغرب في كل صيحة ومشابهتهم في كل فعل، في الملابس والمآكل والأخلاق والفضائيات والمشاهدات والطرق التواصل وطرق الكلام والمشي وحتى اللعب والضحك

  

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

من الظواهر المشاهدة في شتى بلاد المسلمين ملاحقة الغرب في كل صيحة ومشابهتهم في كل فعل، في الملابس والمآكل والأخلاق والفضائيات والمشاهدات والطرق التواصل وطرق الكلام والمشي وحتى اللعب والضحك،  حتى دب هذا الداء في مجال البحث العلمي الذي تأثر بما تأثرت به المجتمعات فأصبحت أقوال الغرب كالمسلمات العلمية التي تعطي ثقلاً للبحث، لمجرد كونها غربية.

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - « لَيأتِينَّ على الناسِ زَمانٌ؛ قلوبُهم قلوبُ الأعاجمِ؛ حُبُّ الدُّنيا، سُنَّتُهم سُنَّةُ الأعرابِ، ما أتاهم من رزقٍ جعلوه في الحيوانِ، يَرَوْن الجهادَ ضَررًا، والزكاةَ مَغْرمًا» . [حسنه الألباني في (السلسلة الصحيحة 3357 )] .

قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله تعالى:

وإنما شبه قلوبهم بقلوب الأعاجم لقلة فقههم في الدين، وانحرافهم عن المروءات العربية وتخلقهم بأخلاق الأعاجم وشدة ميلهم إلى مشابهتهم في الزي الظاهر واتباع سننهم حذو القذة بالقذة.‟

[ الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين ص ١٤ ].

وقال المناوي في شرح حديث آخر( قلوب الأعاجم ) أي قلوبهم بعيدة من الخلاق مملوءة من الرياء والنفاق ( وألسنتهم ألسنة العرب ) متشدقون متفصحون متفيهقون يتلونون في المذاهب ويروغون كالثعالب، قال الأحنف: لأن أبتلى بألف جموح لجوج أحب إلي من ابتلى بمتلون.  أ هـ

قال الدكتور خالد سعد النجار في سلسلة كنوز نبوية : قوله (قلوبهم قلوب الأعاجم) وإنما شبه قلوبهم بقلوب الأعاجم لقلة فقههم في الدين، وانحرافهم عن المروءات، وتخلقهم بأخلاق الأعاجم، وشدة ميلهم إلى مشابهتهم حتى في الزي الظاهر. وقيل: قلوبهم بعيدة من الخلاق مملوءة من الرياء والنفاق وقوله (ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان) الحيوان مبالغة في الحياة، قال تعالى: {{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}} [العنكبوت64] كما قيل للموت الكثير موتان، فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «يَا عَوْفُ اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيي السَّاعَةِ: مَوْتِى ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ» » [داء يأخذ الغنم فتموت فجأة، وهو طاعون عمواس] وقوله (مغرما) أي يشق عليهم أداؤها، بحيث يعدون إخراجها غرامة يغرمونها ومصيبة يصابونها.

ختاماً: نحن في الحاجة إلى العودة إلى هويتنا وتربية الأبناء عليها وعلى حبها والافتخار بها والأخذ بالنافع فقط مما عند غيرنا.

أبو الهيثم


 

 

 

 

  

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 69

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً