أمور هامة قبل التخطيط، وطريقة للتخطيط

منذ 11 ساعة

إذا لم تُخطط ليومِك؛ فيومك هو الذي سيُخطط لك، إذا لم تُسيِّر حياتَك بخطة؛ حياتك ستُسيِّرُك بعشوائية!

1-لماذا علينا أن نضع خطة لعامنا الجديد أو لحياتنا في العموم، هل الأمر يستحق؟!

نعم الأمر يستحق، وتأملوا هذا الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن أربع: «عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ».

فالنبي أمرنا بالتخطيط، وشريعتنا جاءت بالأمر بالتخطيط، وتحسين مستوى حياة الفرد، فبالتالي أمر التخطيط نجدد نيتنا فيه أنه اتباع لنبينا صلى الله عليه وسلم و أنه أمر رباني.

فلا بد أن ننتبِه أننا سنحاسب على أوقاتنا وحياتنا، قال صلى الله عليه وسلم: «خُذ من شبابك لهرمِك، ومن صحتك لمرضك، ومن غناك لفقرك».

2- حياتك تسير

قال صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يغدو فبائعٌ نفسَه، فمعتقها أو موبقها».

كُل الناس تعمل، الذي يسير بخطه يعمل وحياته تسير، والذي لا يسير بخطه أيضا يعمه وحياته وتسير، فطالما أن حياتي تسير، فهل أجعلها تسير بعشوائية أم بخطة؟

إذا لم تُخطط ليومِك؛ فيومك هو الذي سيُخطط لك، إذا لم تُسيِّر حياتَك بخطة؛ حياتك ستُسيِّرُك بعشوائية!

3-المسلم والتخطيط والتنظيم:

الإنسان المسلم من المفترض أن يكون أفضل إنسان على جه الأرض يستطيع أن يُنظِّم حياته، وأن يُخطط لها، فلو تأملنا في الصلوات الخميس، كيف تظبط أوقاتنا، وتظبط الكثير من الأمور في حياتنا، أيضًا شهر رمضان من أكثر الأمور التي تُعوِّدك على اكتساب عادات جيدة، والبُعد عن طباع وعادات سيئة، لأننا في شهر رمضان نُهذِّب ونؤدِّب نفوسنا بمنعها من شيء مُحبب كالطعام والشراب، وتعويدها على أشياء لم تفعلها من قبل، فشهر رمضان أشبه بمُعكسر إيماني وتأديبي للنفس.

من الأمور التي يجب أن ننتبه لها، أنَّ مواسم الطاعات والكثير من العبادات لها مقاصد لذاتها، ومقاصد لغيرها..

فمثلا شهر رمضان مقصده لذاته أنه شهر مغفرة وعتق من النار، وأنه شهر تدبر وقراءة القرآن، ومقصده لغيره أنه عبارة عن مَحطة شحن لشحن القلب بالإيمان، وتعويد الجوارح على الكثير من العبادات في باقي الشهور، فبالتالي فهم مقاصد الطاعات يُعلمنا الكثير من الأمور في باقي حياتنا.

4-المحاسبة قبل التخطيط:

المُحاسبة من أهم ثمرات التخطيط، ولو أن ثمرة التخطيط هي محاسبة النفس فقط فكفى بها ثمرة.

الإنسان بخير طالما يُحاسِبُ نفسَه، الإنسان بخير طالما يرى نفسَه مقصِّرًا، الإنسان بخير طالما يلومُ نفسَه على تقصيرها!
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهَ ولتنظُر نفسٌ ما قدمت لغد} .
تُحاسب نفسك، وتسأل نفسك:
لماذا لم أستمر في الدورة التي اشتركتَ فيها؟
لماذا لم أحفظ القرآن طوال هذه المدة؟
لماذا لم أستمر على هذه العادة الجيدة؟
لماذا لم أتوقف عن العادات السيئة التي عزَمتُ على التوقف عنها؟

وعند مُحاسبة النفس تأمل جيدًا في العوائق التي جعلتَك لا تُكمل الدورة أو السلسلة أو أي شيء خططت له، ثم اكتبها في الخطة الجديدة، وراقب جيدا العوائق التي وقفت في طريقِك، وابتعد عنها أو تخلص منها..

ويجب على كل واحد منا أن يرى نفسه مقصِّرا، ويعاتب نفسه دائما، حتى يتحرك لإصلاحها وتهذيبها.

5-الافتقار إلى الله:

تأمل في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
«يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين»
فيجب أن نوقن أننا لن ننجزَ شيئا إلا بالله، فعلينا أن نفتقر له، ونُكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

طريقة مُبسطة للتخطيط، وتحقيق الأهداف:

تنبيهات حول تحديد الأهداف:

1-أن يكون واقعياً وواضحًا

2-أن يكون مرنًا:

بمعنى أنك قد تُغير الهدف، إذا اكتشفت أنه غير مناسب، أو تغيّر بعض الأشياء فيه.

3-أن يكون شاملا مفصلا:

مثال: لا تكتب سأحفظ القرآن بل اكتب: سأحفظ مثلا صفحة كل يوم، وسأحفظها الساعة كذا، وسأسمعها الساعة كذا...إلخ

طريقة للتخطيط:

1- تقسيم السنة إلى ٤ أقسام، كل قسم 3 شهور، ونبدأ للتخطيط للـ 3 شهور فقط0

2- أحضر دفترًا أو كراسة كبيرة، واكتب عنوان محفز للسنة: عام البناء، عام العطاء، عام الصدق مع الله...إلخ

3- ابدأ بكتابة عناوين الأشياء التي تريد أن تُخطط لها، كل عنوان تترك له صفحة أو أكثر، وتحت كل عن سيندرج الأهداف، عناوين مثل: علاقتي مع الله - علاقتي مع الناس - علاقتي مع القرآن - طلب العلم - المهارات والعمل - الصحة - المال والادخار...إلخ

فلو كتبنا عنوانا في صفحة كالصحة مثلا، فسنكتب تحتها الأهداف التي تخص الصحة مثل: التخفيف من السكر في المشروبات - المشي نصف ساعة يوميا - رياضة 4 أيام في الأسبوع - التوقف عن الطعام الغير صحي...إلخ

ثم تراقب هذه الأهداف في الورقة التي ستنزل على القناة، ويمكنك تصويرها في أي مكتبة، وهي عبارة عن خانات، كل خانة بها 30 مرابع أو دائرة، بمثابة 30 يوم لتراقب إنجازك.

  • 1
  • 0
  • 38

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً