الإنصاف
الواجب في الكلام في الناس أن يكون بعلم وعدل وإنصاف، لا بجهل وظلم وهوى واعتساف، وإعطاء كل ذي حق حقه، وعدم بخسه حقه، وإقام ميزان القسط والعدل، وهذا حال أهل السنة والجماعة، لا حال أهل الفرقة والبدعة.
الواجب في الكلام في الناس أن يكون بعلم وعدل وإنصاف، لا بجهل وظلم وهوى واعتساف، وإعطاء كل ذي حق حقه، وعدم بخسه حقه، وإقام ميزان القسط والعدل، وهذا حال أهل السنة والجماعة، لا حال أهل الفرقة والبدعة.
والمرء لا يسلم من الخطأ، ولا يأمن الزلل، مهما اتسع علمه، وعلا مقامه، وارتفعت منزلته، فليس من الإنصاف أن تهدر مكانته لزلة وقع فيها أو هفوة بدرت منه، قال ابن القيم: "ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح، وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور، بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتّبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين".
ولو أن كل من أخطأ أو غلط في اجتهاده مع تحريه للحق، واتباعه له، تُرك، وهُجر، وأُهدرت محاسنه لم يبق أحد من أهل العلم، وليس من شرط العالم أن لا يخطئ، قال الذهبي: "ولو أنا كلما أخطأ إمام خطأ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له، قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا ابن نصر، ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما، والله هو الهادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة".
____________________________________
الكاتب: أ.د./ سعد الشويرخ
- التصنيف: