الخطاب القرآني في الإنصاف
الخطاب القرآني في الإنصاف عجيب وعزيز وبليغ.. بعض الصحابة قَتلوا في الشهر الحرام، فالناس استهولت ما فعلوا هذا من أكبر المُحرمات عند العرب!
الخطاب القرآني في الإنصاف عجيب وعزيز وبليغ.. بعض الصحابة قَتلوا في الشهر الحرام، فالناس استهولت ما فعلوا هذا من أكبر المُحرمات عند العرب!
هنا نزل القرآن ليُعيد ضبط النفوس على ميزان العدل والإنصاف:
«يسألونَك عن الشهر الحرامِ قتالٍ فيه قُل قتالٌ فيه كبيرٌ وصدٌّ عن سبيل الله وكفرٌ به والمسجدِ الحرام وإخراجُ أهله منه أكبرُ عند الله والفتنةُ أكبرُ من القتل».
نعم، القتال في الشهر الحرام أمر جَلل كبير.
هل يتوقف القرآن عند هذا البيان؟
أبدًا، إنما يستمر في البيان الذي لا يجوز غض الطرف عنه:
لكن، ماذا عن الصد عن المسجد الحرام؟ وماذا عن الكفر بالله؟ وماذا عن إخراج أهل البلد الحرام منها؟ وماذا عن فتنة المؤمنين في دينهم؟
فلئن كان أولياء الله قد زلوا، فإن زلل أعداء الله أعظم وأخطر وأفدح، فمحارم الإسلام ليست قيدًا على المؤمنين وحدهم.
فلنتأمل عظمة الخطاب القرآني، وكيف أنه لا يفتح الباب ليكون المُؤمن عرضةً لسهام النقد والتجريح أمام المُبطلين، ثم هو يطوي الصفح عن هؤلاء المُضلين المُجرمين.
فالصد عن سبيل الله وإيذاء المؤمنين وفتنتهم في دينهم، كل ذلك أعظم بكثير من القتال في الأشهر الحرام وأكثر حرمةً عند الله عز وجل، فالشهر الحرام لم يكن حرامًا إلا لأن الله هو الذي حرّمه، فكيف بمن عادى من شرّع الشهر الحرام؟! كيف بمن استباحوا ابتداءً حُرمات الله وفتنوا الناس في دينهم وظلموهم وحملوهم على عصيان بالله؟ كيف يتبجحون بحُرمات الله الآن؟!
- التصنيف: