فن التعامل مع الآخرين

منذ ساعة

التعامل الجيد مع الآخرين يبني جسور المحبة والاحترام بين الناس، باللطف والصبر والاستماع نكسب قلوب مَن حولنا، ونحول كل تواصل إلى فرصة للتفاهم والتعاون

المقدمة:

يُعَدُّ فنُّ التعامل مع الآخرين مهارةً قويةً تمكننا من العيش في بيئة صحية واجتماعية مريحة؛ لكن علينا أن نعلم أن فن التعامل ليس فقط في الكلام والحديث وإنما في الأسلوب والطريقة، ويغلف ذلك الاحترام وفهم مشاعر الطرف الثاني، سواء في العمل أو مع الأسرة وحتى مع الأصدقاء. في هذا المقال سأتناول ثلاثة معايير أساسية لفن التعامل مع الآخرين.

 

أولًا: الاحترام:

حثَّ الإسلام على الاحترام بين جميع فئات المجتمع، فهو قيمة أساسية تبني العلاقات السليمة، وتديم المودة، فقد أوصى بتوقير الكبير تقديرًا لحكمته وتجربته، ورحمة الصغير ورعايته لعطفه وحمايته له، فهذا التوازن بين الأجيال يجعل المجتمع أكثر انسجامًا وتعاونًا. كما أن الاحترام في الإسلام يشمل حسن التعامل مع الجميع، سواء أكان قريبًا أم بعيدًا، صغيرًا أم كبيرًا، ويزرع في النفوس شعور المحبة والاعتبار المتبادل؛ بذلك يصبح الاحترام سلوكًا يوميًّا ينعكس على حياتنا وعلاقاتنا، ويجعلنا قدوة في رقي الأخلاق والتعامل الإنساني.

 

ثانيًا: فهم مشاعر الآخرين:

عندما يأتيك شخص تائه يبحث عن حلول لحالته في أفواه الآخرين لا تستنقص من مشاعره أو تقلل منها لتشعره بأنه شيء تافه لا يُذكر، لا تقُمْ بتكسير مجاديفه لتشعره بأنه شخص فاشل حتى في تعبيره عن مشاعره، دَعْه يشعر بأن كل حواسك مصغية إليه، احتضنه بنظراتك قبل أفعالك، قم بإعطائه حلولًا منطقية يتَّبِعها، دعه يشعر بأنك فهمت حالته كلها، لا تدعه يذهب من عندك إلا وحالته أصبحت أفضل من ذي قبل.

 

ثالثًا: الأسلوب:

الأسلوب هو الطريقة التي تعامل بها الآخرين، فعليك بالاعتدال في كل شيء؛ سواء في المشاعر أو الكلام وحتى النصيحة، فعند طرحك نصيحة ما للطرف الثاني عليك أن تكون معتدلًا لا عاطفيًّا أو مندفعًا، انتقِ كلماتك بحذر، فهو الآن في حالة إنصات قوي وتركيز كبير، لا تجعله يندم لطلبه النصيحة، دع أسلوبك يحثه ويشجعه على طرح باقي المواضيع التي تزعجه.

 

الخاتمة:

التعامل الجيد مع الآخرين يبني جسور المحبة والاحترام بين الناس، باللطف والصبر والاستماع نكسب قلوب مَن حولنا، ونحول كل تواصل إلى فرصة للتفاهم والتعاون، فلنجعل فن التعامل جزءًا من حياتنا اليومية لنعيش في عالم أكثر ودًّا وتقديرًا.

_____________________________________
الكاتب: يمان سلامة

  • 1
  • 0
  • 23

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً