كثُرت المواعظ وقل الاتعاظ فما الحل؟

منذ ساعتين

فإن الواقع والمواقع تضج بالمواعظ والمقاطع، على عُجرها وبُجرها، وفيها مواعظ مؤثرة تفتت القلب القاسي، وتدك الجبال الرواسي، لكن الملاحظ أن الاتعاظ قليل.."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فإن الواقع والمواقع تضج بالمواعظ والمقاطع، على عُجرها وبُجرها، وفيها مواعظ مؤثرة تفتت القلب القاسي، وتدك الجبال الرواسي، لكن الملاحظ أن الاتعاظ قليل، وهذا جعل فئة من الناس من حملة "الألقاب و حرف الدال نقطة" تزهِّد في هذا الخير، ولا تنشر ولا تشارك ولا تدل على "قنوات الوعظ" بحجج ضرورة التأصيل العلمي، والكتابة في دقيق العلم زعموا. والجواب من وجوه:

الأول: أن  هذه المقاطع والمنشورات الوعظية خير بكل حال إلا ما اشتمل على منكر كأحديث ضعيفة وقصص مكذوبة.

الثاني: أن في الوعظ -وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب-  نجاة وإقامة الحجة وراحة ضمير؛ وفي التنزيل: {وَإِذۡ قَالَتۡ أُمَّةٞ مِّنۡهُمۡ لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ قَالُواْ مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ(١٦٤) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۭ بَـِٔيسِۭ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ(١٦٥)} [الأعراف]

الثالث: أن التأصيل العلمي مطلب مهم وهذا ينظر فيه لواقع الأمة والأفراد، فالعامة لا بد له من خطاب ليصلهم، والنخبة لا بد لهم من خطاب يصلهم.

قال ابن الجوزي: "وقد كان جماعة من السلف يرون تخليط القصاص، فينهون عن الحضور عندهم، وهذا على الإطلاق لا يحسن اليوم؛ لأنه كان الناس في ذلك الزمان متشاغلين بالعلم، فرأوا حضور القصص صادًّا لهم، واليوم كثر الإعراض عن العلم، فأنفع ما للعامي مجلس الوعظ، يرده عن ذنب، ويحركه إلى توبة؛ وإنما الخلل في القاص، فليتق الله عز وجل" صيد الخاطر (ص١١٥).

الرابع: أن قلة الاتعاظ يرجع لأسباب مختلفة، فلا بد من معرفتها لتقويم الخطاب، وأن الاتعاظ قد يأتي متى أذن الله، فقد تؤثر الموعظة في الإنسان بعد سنوات، أو أشهر أو عند وقوع حادث أو مصيبة...فهنا يتذكر.

فالخلاصة: هذه الجنة، ولها أبواب والموفق يدق على كل باب لعله يُفتح له، وعظا وتعليما، وتذكيرا ونشرا، وتوزيعا ومشاركة ودلالة ودعما، فإن لم يستطع فليسكت ولا يصد عن سبيل الله ويبغيها عوجا و ...

أقلِّوا لهم لا أبا لأبيكم من اللوم....أو سدوا المكان الذي سدوا

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

___________________________________

وكتبه: أحسن موسي 

  • 1
  • 0
  • 29

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً