عند نزول البلاء
عند نزول البلاء يمر المؤمن باختبار شديد لا يهونه إلا تذكر جميل الجزاء عند الصبر وتذكر أنها محنة ومهما طالت ستنقضي وأن العسر لا يغلب اليسر مهما طال أو كان شديداً
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين.
عند نزول البلاء يمر المؤمن باختبار شديد لا يهونه إلا تذكر جميل الجزاء عند الصبر وتذكر أنها محنة ومهما طالت ستنقضي وأن العسر لا يغلب اليسر مهما طال أو كان شديداً.
فحال المؤمن عند البلاء هو الصبر والاحتساب والرضا، حيث يرى فيه رفعة للدرجات، وتكفيرًا للذنوب، وتمحيصًا للإيمان، ويعلم أنه علامة حب من الله ودعوة للتوبة والعودة إليه، فيتذكر ضعفه، ويجدد عهده، ويستغفر ويحسن العمل، لأن البلاء رحمة إما عاجلة أو آجلة لخير الآخرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «(إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة)» [أخرجه الترمذي (2396)]
فالإنسانُ لا يَخلو مِن خَطأٍ ومعصيةٍ وتقصيرٍ في الواجبِ، ومَن لَطَف اللهُ به وأرادَ به خيرًا عَجَّلَ له عُقوبةَ ذَنبِه في الدُّنيا؛ لأنَّ عذابَ الدُّنيا أهونُ عليه مِن عذابِ الآخِرَة.
قال الإمام ابن الجوزي في صيد الخاطر:
من نزلت به بلية، فأراد تمحيقها، فليتصورها أكثر مما هي تهن.
وليتخيل ثوابها وليتوهم نزول أعظم منها، ير الربح في الاقتصار عليها.
وليتلمح سرعة زوالها، فإنه لولا كرب الشدة، ما رجيت ساعات الراحة.
وليعلم أن مدة مقامها عنده، كمدة مقام الضيف يتفقد حوائجه في كل لحظة، فيا سرعة انقضاء مقامه، ويا لذة مدائحه وبشره في المحافل، ووصف المضيف بالكرم.
فكذلك المؤمن في الشدة، ينبغي أن يراعي الساعات، ويتفقد فيها أحوال النفس، ويتلمح الجوارح، مخافة أن يبدو من اللسان كلمة، أو من القلب تسخط، فكأن قد لاح فجر الأجر، فانجاب ليل البلاء، ومدح الساري بقطع الدجى، فما طلعت شمس الجزاء، إلا وقد وصل إلى منزل السلامة.أ هـ
ولا نملك إلا سؤال الله لنا ولكم العافية من كل بلاء
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: