مفتاح التغيير في النفس والحكم

منذ 5 ساعات

ليس الرشد أن تُغلق كل أبواب الشر فذاك محال، وإنما أن تفتح أبواب الخير حتى لا يجد الشر مكانًا يقيم فيه.

قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ  إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ  ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]

ش
هذه الآية قاعدة كبرى في إصلاح الإنسان والمجتمع وإقامة الدول. 

في سياسة النفس؛ أعظم خطأ أن تظن أن إصلاح ذاتك يكون فقط بمنع الشر عنها، فالقلب إن ملأته بالخير ضاق موضع الشر فيه، وإن تركته فارغاً غلبتك الشهوة.

وقد قيل خير وسائل الدفاع هي الهجوم، ومن جعل حياته كلها مطاردةً للذنب عاش مهزومًا.

كذلك المجتمعات لا تُصصلح بمطاردة الأخطاء، ولا بإشعال المعارك في كل زاوية. وملاحقة عيوب الناس تُحوّل الحكم إلى جهاز ضبط لا مشروع نهضة.

الرشد في الحكم أن تُشغِل الشعب بالحسنات: أن تُفتح المساجد، وتُقام حلقات القرآن، وتُنشأ المصليات، ومجالس الذكر، ومراكز الثقافة، والجمعايات والمنظمات التي تدعو للفضيلة.

دع المعروف ينتشر، واترك الحسنة تعمل عملها بهدوء؛ فمع الوقت تُطرد السيئة من غير صدام، ويصلح المجتمع من غير ضجيج.

خاتمة وحكمة:
ليس الرشد أن تُغلق كل أبواب الشر فذاك محال، وإنما أن تفتح أبواب الخير حتى لا يجد الشر مكانًا يقيم فيه.

____________________________
الكاتب: عبد العزيز رحومة

  • 1
  • 0
  • 52

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً