وينتصرون لسوريا بالصمت.. فكان أقوى من الأفعال
عاش قطاع غزة خلال الأيام السابقة تصعيداً صهيونياً بعد اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية في خرق لحالة الهدوء التي كانت سائدة في القطاع منذ أشهر..
عاش قطاع غزة خلال الأيام السابقة تصعيداً صهيونياً بعد اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية في خرق لحالة الهدوء التي كانت سائدة في القطاع منذ أشهر، رغم الاختراقات العديدة التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني بين الفينة والأخرى، تحت عنوان الصيد الثمين التي يقوم خلالها بتصفية العناصر الفاعلة في التنظيمات الفلسطينية الصغيرة مقارنة بحركة حماس، وهذه الخطوات يسير عليها الجيش الصهيوني منذ أكثر من عام .
ما جرى في قطاع غزة خلال الأيام السابقة قد يختلف قليلاً عما جرى سابقاً من عمليات اغتيال، حيث حاول الجانب الصهيوني أن يجر قطاع غزة لمعركة تستغرق وقتاً أطول من الفترات السابقة، وذلك لتحقيق العديد من الأهداف الصهيونية والتي من أهمها إخفاء الهواجس الصهيونية من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، حيث يحاول التصعيد بين الفينة والأخرى سواء في قطاع غزة أو ضد الأسرى أو الاعتداءات المتكررة ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس، بالإضافة إلى محاولة اختبار قوة المقاومة وقدرتها على خوض مواجهة ضد الاحتلال ومستوى استعدادها بعد ارتفاع وتيرة الحديث الإعلامي عن وصول أسلحة متطورة إلى قطاع غزة .
الاحتلال ليس وحده من يحاول إشعال جبهة قطاع غزة في هذه الفترة أو الحدود المصرية مع دولة الصهاينة، فكل من إيران و حزب الله يدفع بكامل ثقله لتصعيد الأوضاع في القطاع من أجل إشغال الإعلام عن الأوضاع السائدة والمجازر المرتكبة ضد الشعب الثائر في سوريا، وهو بذلك يضرب عصفورين بحجر واحد، هما منع القوى العالمية المنافقة من إصدار إي قرار يدين جرائم الأسد لأن هناك جرائم ضد أهل غزة ويشغل الإعلام العربي بنقل صورة الأوضاع في غزة، بذلك تخف حدة التعاطف مع الحالة السورية ويكسب النظام الوقت في القضاء على الثورة، ناهيك عن محاولته إحراج القوى العربية الداعمة لتسليح المعارضة السورية، وليسأل وقتها أين دعم المقاومة في فلسطين بالسلاح، ولتمكنه هذه الحالة من تسويق فكرة المؤامرة على النظام السوري من أجل أنه مقاوم وممانع ضد الاحتلال .
لقد كانت مشاركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الشعبية وبعض مجموعات كتائب الأقصى في موجة التصعيد الأخيرة متفاوت الأهداف، حيث أن جميع هذه الحالات تتلقى دعماً مالياً سخياً جداً من قبل إيران وحزب الله، وهي تحاول أن تحافظ على الصلة مع إيران حيث أنها الجهة الوحيدة التي تقف خلف دعمها، وهذا قصور يتحمله المجتمع العربي السني، وفي نفس الوقت لا تريد أن تدخل في خلاف وتوتر مع حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة وهي راعية المقاومة، لذلك تحاول أن تقوم بأعمال في منطقة سيناء المصرية مما يبرز المبرر الصهيوني والذي لا يحتاج إلى مبرر للعدوان على قطاع غزة أو أي جزء من فلسطين .
الكل في هذا الأجواء يسأل أين حركة حماس من هذه المعادلة ؟ ولماذا لا ترد على هذه الخروقات من قبل الاحتلال ؟ هل أعجبها الجلوس على كرسي الحكم ؟ لماذا لم ترد وتستجيب للنداءات الشعبية والمطالب الجماهيرية التي تثق بها وتطلب منها أن تدخل المعركة ؟
فلحماس تجربة في قضية الرد على العدوان، فهي لا تعتمد على إطلاق الصورايخ في المرحلة الحالية ولكن تعتمد على الرد النوعي، فقبل عام من الآن حاول الاحتلال أن يصعد المعركة مع كتائب القسام وكان الرد بسلاح نوعي باستهداف حافلة صهيونية، غير طريقة التفاهم مع الاحتلال الذي يبحث عن تصعيد بطريقته الخاصة التي يضمن فيها تفاعل المواجهة لوقت طويل .
منذ بداية الربيع العربي وحركة حماس تعول على التغيير في المعادلة بشكل كامل ومنذ انطلاق الثورة السورية وحركة حماس ترفض أن تفتح جبهة في قطاع غزة حتى لا تحرف الأنظار عن الأوضاع في سوريا، وهذه حقيقة برهنها القسام في الميدان بعد مرور عام على الثورة السورية، وهذه القضية هي التي رفعت التوتر بين الحركة وإيران وسوريا حيث كانت حماس ترفض أي محاولة لتصعيد الوضع في غزة .
هذه الحقيقة يجب أن تصل للإخوة في الثورة السورية بأن حماس مع الثورة بالرغم من تحفظات الثورة على بعض المواقف، وهذا ليس بجديد وهو ذات الموقف منذ بداية الثورة، حيث تعول حماس كثيراً على نجاح الثورة في سوريا حتى يكتمل جناحان الوطن العربي وهما سوريا ومصر .
ومن جديد تنتصر حماس للثورة السورية بالصمت ويكون صمتها أقوى من العديد من الأفعال , تنتصر حماس للثورة السورية قناعة بأن تحرير الأقصى ينطلق من قلب دمشق , تنتصر حماس للثورة السورية بدون أن تقول ولا تظهر ذلك ولا تطلب مدحاً، فهي تصمت منذ عام على العدوان حتى لا تخطف الأنظار عن المشهد الحقيقي والإجرامي البشع في حق أهلنا في سوريا .
إسماعيل حسن العسقلاني - 25/4/1433 هـ
- التصنيف:
- المصدر: