النبع الثلاثون: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}

تفسد الحياة بفساد أهلها، وفسادُهم بالظلم والعصيان ومخالفتهم أمر ربهم، ودفع الله الناس بعضهم ببعض يوحي بأن أناسا ألفوا الفساد وأُشرِبوه، وفي المقابل طائفة نجت بنفسها من الفساد، ولم يكتفوا بذلك بل قاوموه وحاربوه، وهؤلاء هم أهل الإصلاح وورثة الأنبياء. ... المزيد

النبع التاسع والعشرون: {ولينصرن الله من ينصره}

هذا قَسَمٌ من رب العزة جل جلاله، ولذلك كانت اللام ونون التوكيد الثقيلة، وكان القسم من ذي العزة والجلال أن ينصر من ينصره بأن ينصر دينه ويطيع أوامره، ويجتنب نواهيه، ويكون معليا لكلمة الحق والإيمان {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الروم:6]، والكل اليوم يتساءل: متى نصر الله؟ أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟ أما آن للفجر أن ينبلج؟ أما آن للقيد أن ينكسر؟!، لكن لا نسائل نفسنا مخلصين: ما دورنا في انجلاء الظلمة وانبلاج الفجر وتحطيم القيد؟! ... المزيد

النبع الثامن والعشرون: {ادعوني أستجب لكم}

وهذا من عظيم فضل الله، فقد حثَّ عباده على الدعاء إشفاقا عليهم، ليوصل إليهم نفع الإجابة وعظيم الكرامة ووابل الفضل والإنعام، وجعل جزاء من استكبر عن الطلب منه نار جهنم، ومن كسل عنه كان مغبون الحظ، فإنه الخير الذي لا عوض عنه، والكنز الذي لا نظير له. ... المزيد

النبع السابع والعشرون: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه}

شبَّه الله اقتداره على كل شي بالخزائن المودعة فيها الأشياء، المعدَّة لإخراج الكنوز، ومعنى {نُنَزِّلُهُ} أي نُخرِجُه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة بقدر معلوم، والقدَر المعلوم هو الأجل المعين له هو حسبما تقتضي حكمة الله ومشيئته، وكأنه يعلِّمك أن لا تطلب أي شيء إلا ممن عنده خزائنه، ومفاتيح تلك الخزائن بيديه، وأن طلبك من غيره طلبٌ ممن لا يملك ولا يقدر. ... المزيد

النبع السادس والعشرون: {فإن مع العسر يسرا}

مع الضيق فرج، ومع الشدة سعة، والبلايا إذا توالت تولَّت، وفي رحم كلِّ ضائقة أجنة انفراجها ومفاتيح حلها، فصنع الله عجيب، وفرجه قريب، ولأن تكون في شدةٍ تتوقع بعدها رخاءً؛ أحب من أن تكون في رخاءٍ تقع بعده شدَّة، وأقدار الله غالبة. ... المزيد

النبع الخامس والعشرون: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}

أخي .. هَبْ أن أسبابك انقطعت، ولم يبق لديك منها شيء، وبذلت قصارى جهدك في تحصيل مطلوبك، ثم لم تبلغ مرادك.. فهل تعلم أن لك ربا قديرا يخرق الأسباب، ويجبر كسر المؤمنين، ويسد خلل المتوكلين، فكيف يتسرَّب بعدها اليأس إلى قلبك؟! ... المزيد

النبع الرابع والعشرون: {إنا لله وإنا إليه راجعون}

قال السعدي: "أي: مملوكون لله، مدبرون تحت أمره وتصريفه، فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها، فقد تصرف أرحم الراحمين، بمماليكه وأموالهم، فلا اعتراض عليه، بل من كمال عبودية العبد، علمه، بأن وقوع البلية من المالك الحكيم، الذي أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك الرضا عن الله، والشكر له على تدبيره، لما هو خير لعبده، وإن لم يشعر بذلك". ... المزيد

النبع الثالث والعشرون: {ولكنكم تستعجلون}

في حديث خبَّاب رضي الله عنه: شَكَوْنَا إِلَى النبى صلى الله عليه وسلم وهو متوسِّدٌ بُرْدة له فى ظِلِّ الكعبة، فقلنا: ألا تستنصِر لنا؟! ألا تدعو لنا؟ فقال وقد أخبره عن ابتلاء السابقين بأشد مما ابتلوا به: «وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ». ... المزيد

النبع الثاني والعشرون: {فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس...}

من العجيب أن يصوِّره الله بهذين المثلين المحسوسين المتناقضين وهما الماء والنار، ومهما اختلطت بالحق شوائب فلابد من تنقيته بالحركة الدائمة، وتمحيصه ليتم تخليصه مما اعتراه من باطل. ... المزيد

النبع الحادي والعشرون: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}

هذه الآية تُعالج نفسية المؤمن وهو يرى كثرة جند الباطل من حوله، ويشعر بغربةٍ في الميدان، وأنه يسبح عكس التيار، وأن التيار يجرف جموع الغافلين في مسار الباطل، فإن لم يكن ففي مسار السكوت عن الباطل، وحينها تهب على قلبك نسائم هذه الآية: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ}، لتنتشِلك من هذه الأزمة، وتصيغ نفسيتك من جديد صياغة تكفل سكينتك وطمأنينتك. ... المزيد

النبع العشرون: {وما النصر إلا من عند الله}

مراد الله أن لا يركن المؤمنون إلى الأسباب، وأعلمهم أن الملائكة وإن حضروا وقاتلوا، ليستعينوا به ويتوكلوا عليه، والإمداد بالملائكة مجرد بُشرى، وطمأنة لقلوبهم، لما هو مغروس في طبائع البشر من الضعف، فأما حقيقة النصر فهو من عند الله وحده، وهو تخليصٌ لقلوب العباد من التعلق بغير الله، ولهذا قال ابن زيد: "لو شاء أن ينصركم بغير الملائكة فعَل". ... المزيد

النبع الثامن عشر: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}

أي قُلْ أيها الرسول لأولئك المنافقين الشامتين في مصاب المؤمنين أنه {لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} في اللوح المحفوظ من خير أو شر، فالقلم جفَّ بما هو كائن إلى يوم القيامة، رُفِعتْ الأقلام وجفَّت الصُّحف، فلا يقدر أحدٌ أن يدفع عن نفسه مكروها أو يجلب لنفسه نفعا ما لم يُقدَّر له، وهذا هو الاحتجاجٌ بالقَدَر في موضعه الصحيح؛ لأنَّ القدر يُحتجُّ به في المصائب، ولا يُحتجُّ به في الذنوب والمعائب. ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً