الدراسات القرآنية في الجامعات الباكستانية مناهج، إنـجازات، مشاريع الجامعة الإسلامية العالمية أنموذجًا

منذ 2013-04-30

تأليف/أ. سيد نور الهدى

الدراسات القرآنية في الجامعات الباكستانية مناهج، إنـجازات، مشاريع الجامعة الإسلامية العالمية أنموذجًا

الدراسات القرآنية في الجامعات الباكستانية مناهج، إنـجازات، مشاريع الجامعة الإسلامية العالمية أنموذجًا

ملخص البحث

تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده، وبيّن آياته بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وبتعامل أصحابه الكرام رضي الله عنهم، وبأقلام العلماء العاملين من عباده وبعد، فإن هذا البحث المتواضع يندرج في إطار “المحور العلمي المعرفي” في المؤتمر المبارك لتطوير الدراسات القرآنية على الأراضي المقدسة، ليبحث –كما هو المطلوب من المحور المشار إليه – في واقع الدراسات القرآنية، وسبل تطويرها والارتقاء بها في إحدى الجامعات الإسلامية العالمية وهي الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، الجامعة التي كانت نقطة تحول لبداية القرن الخامس عشر الهجري بكونها رمزا لتطلعات وآمال الأمة الإسلامية لنهضة إسلامية، ورغبة في إنتاج العلماء والممارسين القادرين على تلبية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية واحتياجات العصر الحديث، وتوفير النظام العالمي يقوم على المبادئ الإسلامية قادرة على الاستجابة لاحتياجات الحاضر ومتطلباته.
وفي هذا السياق تأتي مداخلتي المتواضعة “الدراسات القرآنية في الجامعات الباكستانية، مناهج، إنجازات، مشاريع، الجامعة الإسلامية العالمية أنموذجا”، وتقتضي منهجية المداخلة تناول العناصر التالية:
• الجامعة الإسلامية العالمية، إسلام أباد، انطلاقة مباركة للتحول المبارك.
• واقع الدراسات القرآنية في الجامعات الباكستانية حتى نشأة الجامعة الإسلامية.
• جهات متخصصة في الجامعة الإسلامية، مناهجها وإنجازاتها في دراسة القرآن وعلومه.
وفي النهاية سجلنا أهم النتائج والملاحظات والاقتراحات، نذكر منها ما يلي:
• خرَّجت الجامعة الإسلامية أجيالا طليقة اللسان والقلم بلغة الضاد؛ صارت منارة للعلوم الإسلامية والعربية، ومنبعًا لتخريج كبار المثقفين والعلماء والوطنيين. ومع هذا، فإن الجامعة الإسلامية العالمية تفتقر امتدادًا لرسالتها واستكمالا لدورها؛ الدعم العلمي والفكري والإستراتيجي من المسلمين سيما العرب الذين عاشوا للجامعة الإسلامية العالمية وفيها، وشاركوا في إنشائها، ونهضوا بها زمنًا طويلا تدريسًا وإدارة.
• الذي يؤخذ على المواضيع المدروسة في مستوى الدراسات المعمقة والدكتوراه في قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين، هو الأخذ بمناهج المفسرين عموما وعدم التطرق إلى المواضيع الحديثة التي تستحق دراسات جادة مثل التأويل الحداثي في تفسير القرآن ونظريات حديثة في اللسانيات وأثرها على الدراسات القرآنية، والتي تحتاج إلى تكوين قوي ليتم الرد القوي على ما يتطاول به على النص القرآني تحت مسميات الحداثة والتنوير. هذا بالإضافة إلى البحوث حول الاستشراق وجهوده الحديثة المعادية للقرآن وعلومه الأصيلة، والمناهج والتيارات المعاصرة والمنحرفة في التفسير، وتقديم المشاريع حول الجانب التقني في خدمة كتاب الله عز وجل وعلومه.
• هذا بالإضافة إلى تطوير الجانب القواعدي والتأصيلي في مختلف أنواع التفسير مثل التفسير الكلامي والفقهي والمقاصدي والإشاري والعلمي ليتصدى لكل من يريد التلاعب بالنصوص دون آليات تؤهله لتفسير القرآن، أو دون مراعاة الأصول و القواعد الثابتة المنصوص عليها من قبل العلماء لتفسير القرآن من مهارات لغوية وأصولية ومقاصدية وما إلى ذلك.
• أما ما يتعلق بالمناهج الموجودة في قسم التفسير وعلوم القرآن فإنه من الغريب عدم وجود اختصاص القراءات فيها على عكس الجامعات العربية التي تهتم اهتماما بالغا لهذا الجانب معتبرة إياها أساس علوم القرآن بحق. وهذه ملاحظة كبيرة تؤخذ على المناهج والقائمين على الشؤون الأكاديمية بالقسم والجامعة ولا ينبغي ذلك.
• أما ما يتعلق بأكاديمية الدعوة التي كان من هدفها الرئيسي نشر القرآن وعلومه في أوساط الشعب وفي شبه القارة الهندية فإنها رغم إمكانياتها لم تستطع إيفاء حق هذا العمل الجبار، ويدل عليه نشر العدد القليل من التراجم القرآنية التي لم تأت لتشمل اللغات الباكستانية المحلية فضلا عن لغات أخرى في البلاد المجاورة لباكستان. وينبغي أن تلتفت الأكاديمية إلى مجمع الملك فهد في هذا الصدد وتستعين به وبغيره من الجهات بحثا عن تمويل المشاريع القرآنية وتوسيع ثقافة الأوقاف القرآنية تحت إشرافها.
• هذا، وتفتقر الجامعة بكلياتها ومعاهدها وأقسامها المعنية بالدراسات القرآنية إلى تعزيز الروابط بالمؤسسات ذات أهداف مشتركة للبحث والتحقيق ونشر المخطوطات القرآنية، وفي مجالات البرمجيات والجوانب التقنية لتطوير الدراسات القرآنية لديها كما هو مشار إليه في هذا المؤتمر المبارك كعنصر من عناصره.

ونعتقد أن هذا المؤتمر العلمي المبارك – الذي جاء للبحث عن كل هذه الفرص في محاوره التنظيمية والتقنية والتشجيعية والتمويلية، ويتمتع أصحابه، أصحاب الفكر والثقافة والسياسة في المملكة العربية السعودية بالنية الصالحة والإرادة القوية- خير منصة للبحث عن سبل الدعم العلمي والمعرفي والمادي لهذه المؤسسة الفتية في الدراسات الإسلامية عموما وللتفاعل في خدمة كتاب الله  وعلومه على وجه الخصوص، وبالله التوفيق.

  • 1
  • 0
  • 15,001

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً