مناهج الدراسات القرآنية في الجامعات العراقية نقد وتحليل وبدائل
تأليف/د. أسامة عبد الوهاب الحياني
مناهج الدراسات القرآنية في الجامعات العراقية نقد وتحليل وبدائل
ملخص البحث
لقد أولت جامعاتنا العراقية اهتماماً خاصًّا بدراسة القرآن الكريم، فأنشأت الجامعات كليات وأقساماً في علوم القرآن والدراسات القرآنية، مثل قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية في جميع كليات التربية، ثم أنشئت حديثاً كليات تحت اسم “كلية الدراسات القرآنية” في جامعة النجف وبابل، واتسعت دراسة علوم القرآن الكريم ليدخل هذا القسم في الكليات الإنسانية والإسلامية، مثل كلية الآداب، وكلية أصول الدين في الجامعة العراقية، وغيرها من الجامعات.
ولما كان لتدريس القرآن الكريم الأثر البالغ في إصلاح الأمة ووحدتها وثقافة المجتمع وسموه، قصدت هذه الجامعات تحقيق هذا الهدف من خلال إفادة الطلبة في تعلم قراءته بصورة صحيحة سالمة من الأخطاء والعيوب، ثم حفظ قدر من آيات كتاب الله تعالى يكون مفتاحا لإتمام بقيته بجهد الطالب الذاتي، ومن ثم التنبيه على معاني القرآن والأحكام المستنبطة منه من خلال تفسيره، وما له صلة بهذا العلم العظيم، فهو أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وهو كتاب الله تعالى.
ولأجل ذلك قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق بجهد مشكور ـ لا ينكره أحد ـ بتطوير مناهج الدراسات القرآنية، فأنشئت لجنة مكونة من رؤساء أقسام علوم القرآن في الكليات المتناظرة لمراجعة هذه المناهج والمقررات، غير أن خدمة الكتاب العزيز مطلب ليس له منتهى، وغاية يهون معها كل جهد، ولثقتي في أن هذه الأقسام لن تألو جهداً في مواصلة هذا الخط الذي ارتسمته لنفسها وصولاً إلى الغاية التي تبتغيها، وما هذا البحث إلا ثمرة لمراجعة مناهج الدراسات القرآنية، سأتعرض من خلاله إلى أبرز المشاكل التي تعاني منها أقسام علوم القرآن في العراق والحلول الناجعة لتطوير هذه المناهج سواء بحذف بعضها أو زيادة بعضها الآخر، ولعل الأخير هو الأكثر؛ لما تعانيه الأقسام من نقص كبير على مستوى المقررات وخلل على مستوى المفردات، ثم عرض البحث لمجموعة من البدائل المناسبة والمتوافرة لنقل هذه الأقسام نقلة نوعية ومتميزة في حقل هذا التخصص الدقيق من أجل تقدم الدراسات القرآنية.
وقضت خطة البحث أن يكون على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، وعلى النحو الآتي:
المبحث الأول: مناهج أقسام علوم القرآن – دراسة وصفية – وقد ذكرت فيه نماذج متنوعة ومتعددة لمناهج الدراسات القرآنية في الأقسام المتناظرة، والتباين الكبير فيما بينها زيادة ونقصاً.
المبحث الثاني: مفردات المقررات الدراسية بين النقص والشمول، تعرضت في هذا المبحث إلى مفردات المقررات وعدم شموليتها لعنوان المقرر وسطحيتها في بعض الأحيان.
المبحث الثالث: البدائل، وتضمن هذا المبحث إيجاد البدائل والحلول لهذه المشكلات من خلال تطوير بعض المقررات وزيادة بعضها الآخر وتقليص بعض الوحدات الدراسية لصالح مقررات هذا التخصص.
ثم قفَّيت البحث بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي خلص منها البحث والتوصيات والمقترحات المناسبة لتطوير مناهج الدراسات القرآنية في المستقبل القريب.
- التصنيف: