طفلي يعض!
تعتبر (ظاهرة العض) لدى الأطفال موضوعًا بالغ الحساسية بالنسبة للوالدين، فهو يبدو سلوكًا همجيًا وغير مهذب، ويعتقد العديد من الآباء أنه ينم عن اضطراب في شخصية الطفل، فلا شيء يجعل الطفل مرفوضًا من دار الحضانة ومنبوذًا من قائمة المدعوين للحفلات والمناسبات السعيدة أسرع من أن يُعرف بأنه (عضاض)، ولكن المطمئن في الأمر أن العض وحده ليس مؤشرًا ينبئ بمشاكل نفسية أو اجتماعية في المستقبل، كما أن أخطاره الجسمانية لا تذكر.
لماذا يحب الطفل العض أحيانًا؟
(العض) ظاهرة شائعة جدًا بين الأطفال في عمر العام والنصف إلى ثلاثة أعوام، ويعكس أغلب هذا العض مشاعر الطفل الصغير، نتيجة قصور قدراته اللغوية عن التعبير، حيث يستطيع الطفل في عمر الخمس سنوات أن يعبر عن حاجاته ورغباته، ولكن الطفل الأصغر عمرًا قد يستخدم أسنانه كوسيلة للتعبير.
تعتبر (ظاهرة العض) لدى الأطفال موضوعًا بالغ الحساسية بالنسبة للوالدين، فهو يبدو سلوكًا همجيًا وغير مهذب، ويعتقد العديد من الآباء أنه ينم عن اضطراب في شخصية الطفل، فلا شيء يجعل الطفل مرفوضًا من دار الحضانة ومنبوذًا من قائمة المدعوين للحفلات والمناسبات السعيدة أسرع من أن يُعرف بأنه (عضاض)، ولكن المطمئن في الأمر أن العض وحده ليس مؤشرًا ينبئ بمشاكل نفسية أو اجتماعية في المستقبل، كما أن أخطاره الجسمانية لا تذكر.
وغالبًا ما يعض الطفل للحصول على مراده أو التعبير عن مشاعره المختلفة، ورغم أن العض يبقى تصرفًا غير مقبولًا حتى من الطفل رغم توفر سلامة النية، لكن لا داعي للقلق لأن هذه الحالة ليست فريدة بل نصادفها لدى معظم الصغار، إلا أن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن هذه العادة ونمنح الحرية الكاملة للولد، بل لا بد من مساعدة الطفل ووالديه للتغلب على هذه المشكلة.
لماذا يحب الطفل العض أحيانًا؟
مسألة العض تختلف من طفل إلى آخر، فمنهم من يتخذها وسيلة للفت الانتباه، أو تعبيرًا عن الانزعاج أو الغضب، أي للتفريغ عن مشاعر داخلية، ومنهم من يتخذها وسيلة لطلب شيء يريده، وقد تكون أحيانًا وسيلة للتعبير عن الحب، وذلك بتقليد شخص قام بعضه وهو يلاعبه، أو للتعبير عن الشعور بالغيرة، أو للدفاع عما يملكه الطفل خصوصًا إذا قام أحد أترابه بمحاولة انتزاع غرض ما منه.. ويمكن اختصار أهم أسباب العض عند الطفل في أربعة فئات:
• العض الاستكشافي: أي أن الطفل يستخدم العض كوسيلة من وسائل استكشاف ما حوله وكل ما قد يصل فمه، وهذا يلاحظ عند الأطفال في بدء المشي، فيميل لعض كل ما يصل إلى يديه، فالطفل في هذه الفترة لا يزال في المرحلة الفمية -مرحلة التحسس عبر الفم- حيث يسمح له الفم بتحقيق رغباته، خصوصًا تلك التي تتعلق بسد جوعه والإحساس بالراحة والطمأنينة التي تؤمنها له الرضاعة، من هناك كان طبيعيًا أن تكون ردة فعله الأولى اكتشاف كل ما يحيط به بواسطة هذا الجزء من جسمه (الفم).
• العض الانفعالي: فالطفل قد يلجأ للعض أو الضرب لمن حوله عندما يجد نفسه في ورطة، وغير قادر على حل المشكلة التي هو فيها! وتكون هذه الظاهرة عندما يتعلم الطفل كيف يلعب مع الآخرين ممن حوله، ويمكن التخفيف من ظاهرة العض الانفعالي كما يلي:
اجعل وقت اللعب قصيرًا، وضمن مجموعات قليلة العدد، وراقب الطفل عن قرب عندما يلعب، وعندما يقوم الطفل بالعض خلال اللعب، قل له: "لا! لا تعض، فالعض يؤلم"، وقم بسحب الطفل من الحالة والوضع الذي هو فيه، وابق معه حتى يهدأ، واشرح له كيفية حل الورطة التي كان فيها بطرق هادئة وسلمية.
• العض بسبب حاجة الطفل للشعور بالقوة: وهذا يحدث في الحالات التي يجد فيها الطفل نفسه بحاجة للشعور بأنه قوي، وهذه الظاهرة تشاهد عند الأطفال الأصغر سنًا من بين الأخوة، ويمكن التخفيف من هذا النوع من العض بتعزيز شعور الطفل بأنه محمي وليس في خطر، وأنه لا يمكن لأحد أن يأخذه بعيدًا أو يعتدي عليه، وأشرح سبب العض لمن هو أكبر من الطفل وكيف يلعب بهدوء مع الصغير، وعند تكرر الحالة أخبر الطفل بألا يعض، وأبعده عن الموقف الحاصل، وابق معه حتى يهدأ، واشرح له أن هناك طرق أخرى لحل هذه المواقف غير العض.
• عض الطفل بسبب التوتر: وهذا يحدث عندما يكون الطفل تحت ضغوط عاطفية كثيرة، كالفرح الزائد أو الانفعال الزائد أو الغضب أو بسبب شعوره بالألم، وهنا لا بد من معرفة السبب ومراقبة الحالات التي يعض فيها، وما هي محرضات العض عنده لتجنبها مستقبلًا.
منارات عملية:
على الأرجح يندهش الطفل ويفاجأ عندما تقابل أحاسيسه المبالغة التي يعبر عنها بالعض تقابل ببكاء رفيقه أو التوبيخات المختلفة التي يوجهها له الكبار.. لكن الأهم هو ألا نعاقبه أو نوبخه بقسوة أو حتى نعضه..
- على الوالدين تشجيع طفلهما الذي يعض على النطق، واستخدام الكلمات للتعبير عن مشاعره.
- لا تنتظر ولو لبضعة دقائق بعد أن يعض طفلك آخر حتى تتكلم معه، فقدرة الصغار على التركيز ضعيفة، ولذا يحتاجون إلى رد فعل واضح وفوري.. كن هادئًا وحازمًا في تعاملك مع الطفل، اركع بجانبه كي تصبح على مستواه وتستحوذ على انتباهه، ثم تكلم إليه ببطء وبطريقة جازمة، وأعلمه أنك غير موافق على تصرفه هذا، وبأن العض يؤذي الآخرين، وأظهر له الآثار التي خلفتها أسنانه الصغيرة على بشرة غيره.
- تجنب العبارات المبهمة مثل: "الآن يجب أن تكون لطيفًا مع أخيك"، وذلك لأن الطفل الصغير لا يرى الصلة بين ذلك والعض.. جرب أن تقول: "لا! يمكننا أن نعض التفاح أو الساندويتشات، لكننا أبدًا لا نعضّ الناس!".
- لا يجدر بك أن تلومه أو تشعره بالذنب، بل يجب أن يعي تمامًا أنه لا يجوز أن يعض مجددًا، ولكي يقتنع بوجة نظرك قدم له تصرفًا بديلًا يمكنه اللجوء إليه عوضًا عن العض، فإن شعر بالغضب –مثلًا- لأن صديقه أخذ منه لعبته، فبإمكانه أن يأتي ويخبرك بغضبه، ويطلب منك المساعدة في استعادة أغراضه بدلًا من أن يعض من حوله.
- إذا كان عمر الطفل أقل من سنة ونصف، فيفضل وجود لعبة نظيفة مخصصة للعض ليعضها، ومن المهم أيضًا تزويده بلعب تساعده في التعبير عما يعاني منه.
- إذا أصر الطفل على عض من حوله رغم ما سبق، ألزمه بالبقاء وحيدًا في الغرفة لخمس دقائق في كل مرة يعض فيها، أو اسحب منه لعبته المفضلة لدقائق.
- لا تقم بعض طفلك إذا قام بعضك، فالمرء من فرط غيظه يميل لمقابلة العض بالعض! وهذا خطأ فاحش، لأن من شأنه أن يعزز فائدة فعل العض عند الطفل.
- لا تعض –أيضًا- طفلك على سبيل المزاح، فهذا يجعله يعتقد أن العض يمكن أن يكون جزءًا من اللعب والدعابة.
- في حال قام الطفل بعض طفل آخر فلا تركز على طفلك، ولكن ركز على مدى الأذى الذي لحق بالطفل الآخر وحاجته للعلاج، وتجاهل من قام بالعض لفترة من الوقت.
- يمكنك أيضًا أن تعتذر من أهل صديقه الذي عضه في وجوده، فهذا من شأنه أن يجعله يتخلى سريعًا عن هذه العادة، وتصبح تصرفاته مع الآخرين أكثر سلمية.
- امنح الطفل المكافآت عند تخليه عن عادة العض، أو على الأقل اطبع قبلة حارة كلما استغنى عن العض كوسيلة للتعبير.