كيف أجعل لحيتي حسَنة المظهر؟

منذ 2013-03-31
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في الـ 16 من عمري, بدأ الشعرُ يَظهَر على لِحْيَتي منذ سنتين تقريبًا، وأريد أن أَقتَدِي بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم؛ حيث قرأتُ أن الرجلَ منهم كان حَسَن اللحية، فماذا أفعل لأجل لحيتي لتكونَ حسنة الشكل في المستقبل مثلهم؟
مع العلم أن البعضَ يقول لي: قصِّر شعر لِحْيَتك بالمقصِّ عند الحلاق؛ حتى تَكتَمِل، أو تصل إلى عمر معيَّن، وكيف أجعلها كثيفة؟ وبارك الله فيكم، وجزاكم خيرًا.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالحمدُ لله الذي منَّ عليك بحب السنة، والرغبة في التأسِّي بسيد الخلْقِ صلى الله عليه وسلم، فالمؤمنُ الحق والذي يخشى الله، ويرجو ثوابه، ويخاف عقابه، يدفعه إيمانُه إلى التأسِّي بالرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، نسأل الله أن يثبِّتنا وإياك على العمل بالسنة، وأن يجنِّبنا وإياك مضلَّات الفِتَن؛ ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك ممن نشأ في طاعة الله.
والذي يظهر أيها الابن الكريم أنه لا يخفى عليك أنَّ الله سبحانه وتعالى تعبَّدنا بإعفاء اللحية كيفما كان نباتُها كاملةً أو ناقصةً، وكونُ شعرِ اللحية غيرَ متساوٍ في أول نموِّها أمرٌ شائع، وموجود بكثرة، ولا يعتبر سببًا مرخِّصًا لحلق اللحية، أو تقصيرها، وهناك بعضُ الأدوية تُسَاعِد على إنبات اللحية بصورةٍ كاملة، فيجوز لك استعمالها، ولكن ما تَذكُره ليس بعيبٍ؛ فكثيرٌ مِن الشباب الذين هم في ابتداء نبات لحاهم لا تنبت اللحية مستوية جميعًا، فانتظر، فإذا لم تنبت - لا قدر الله - متساويةً بنفسها بعد ذلك، فلا حرجَ أن تعالجها حتى يخرج باقي الشعر، لا سيما إن كانتْ مشوَّهة، ويمكنك استشارة طبيب متديِّن متخصِّص في مجال الأمراض الجلدية؛ لتقديم النُّصح المناسب، كما أن الاعتناء بشعر اللحية وإكرامه بالغسل والادِّهان وغيره، واستعمال بعض المواد العصرية النافعة في تنعيم الشعر وإصلاحه؛ مما حثَّ عليه الشرعُ؛ فدينُنا أمَرَ بالنظافة، والطهارة، وحُسن الهيئة، وقد ورد في السنة النهيُ عن إهمال الهيئة، وعدم الاعتناء بالشعر؛ كما رواه أبو داود.
وعن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن كان له شعر فليُكرِمه" [حسَّنه الحافظ ابن حجر في الفتح]، وفي الحديث دلالةٌ على استحباب إكرام الشعر بالدهن والتسريح، وهو يشمل شعر الرأس واللحية.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 14
  • 2
  • 35,388

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً