تخويف القطط وترويعها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في قَبو بيتنا توجد قطة، ولديها ثلاث قطط صغار، وخوفًا مِن كثرة القطط في المنزل أخرجتُ الصغار، وكانوا يختبئون، فجمعتهم داخل (كرتونة) وأخرجتهم خارج المنزل، ولا أدري ماذا حدث لهم الآن؟!
المشكلة أن القطة الأم تقف على الباب كل فترة، وتدخل المكان الذي أخرجتُ منه الصغار، ولا أعرف لماذا تدخُل مع أن صغارها خرجوا.. فربما فَقَدَتْهُم بعد ذلك؟
أرى أني بفعلي هذا رَوَّعت الصغار، ورَوَّعْتُ القطة الكبيرة، وأخاف من عقاب الله، خاصة عندما سمعتُ حديث المرأة التي دخلت النار بسبب قطة!
فهل أذنبتُ بما فعلت؟ وماذا أفعل لأُكَفِّر عن ذنبي؟
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فزادك اللهُ - أيها الأخ الكريم - خوفًا مِن الله وورعًا.
فما فعلتَه مع هذه القطط مما يباح لك، وإنما حرَّم الشرع تعذيب الهرة أو قتْلها، وهو ما دلَّتْ عليه السنةُ المُطَهَّرةُ أن امرأةً عُذِّبَتْ بسبب قتْل الهِرَّة بالحبس؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «عُذِّبَت امرأةٌ في هرةٍ حبستْها حتى ماتت جوعًا، فدخلتْ فيها النار»، قال: فقال - والله أعلم - «لا أنت أطعمتها، ولا سقيتها حين حبستها، ولا أنت أرسلتها فأكلتْ من خشاش الأرض»؛ رواه البخاري ومسلم.
وبوَّب عليه الإمام النووي في "كتاب السلام" - باب "تحريم قتْل الهرة"، وفي "البر والصلة والآداب" باب: "تحريم تعذيب الهرة".
ولو تأملتَ - رعاك الله - الحديث، وكلامَ أهل العلم عليه، لعلمتَ أن ما فعلتَه ليس داخلاً في هذا الوعيد.
حفظنا الله وإياك وجميع أحبابنا من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ.
- التصنيف:
- المصدر: