هل في مسند الإمام أحمد مرويَّات مُعلَّقة؟

منذ 2018-04-05

حدثني أبي، ثنا عبدالْوَهَّابِ، عن سَعِيدٍ، عن قَتَادَةَ، عن مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

السؤال:

هل يوجد في مسند الإمام أحمد مرويَّات مُعلَّقة؟ وإن وُجدت فهل من فوائد عنها؟


 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فإنه يوجد في "مسند الإمام أحمد" بعض المرويات المعلقة التي تأتي تعقيبًا على بعض الطرق التي يوردها، وقد تكون هذه المعلقات من الإمام أحمد نفسه، وقد تكون من ابنه عبدالله، وقد لايكون في السياق ما يحدد الذي علَّق تلك الرواية، فيغلب على الظن أنه الإمام أحمد نفسه؛ لأن من عادة عبدالله أنه إذا زاد شيئًا فصله عن كتاب أبيه بقوله: ((قال أبو عبدالرحمن)) أو نحوها من العبارات.

 

فمن أمثلة ما علَّقه الإمام أحمد نفسه:

قول أبي عبدالرحمن عبدالله ابن الإمام في "المسند" (4/303): حدثني أبي، ثنا عبدالرزاق، أنا سفيان، عن الأعمش، عن عبدالله بن عبدالله، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عَازِبٍ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أنصلي في أَعْطَانِ الإِبِلِ؟ قال: ((لاَ))، قال: أنصلي في مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قال: ((نعم))، قال: أَفَنَتَوَضَّأُ من لُحُومِ الإِبِلِ؟ قال: ((نعم))، قال: أَنَتَوَضَّأُ من لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قال: ((لاَ)).

 

قال أبو عبدالرحمن: عبداللَّهِ بن عبداللَّهِ رازي، وكان قَاضِىَ الري، وَكَانَتْ جَدَّتُهُ مَوْلاَةً لعلي، أو جَارِيَةً.

 

قال عبداللَّهِ: قال أبي: وَرَوَاهُ عنه آدَمُ وَسَعِيدُ بن مَسْرُوقٍ، وكان ثِقَةً.

 

ومن أمثلة ما علَّقه أبو عبدالرحمن عبدالله ابن الإمام أحمد على رواية أبيه في "المسند":

قوله (4/179): حدثني أبي، ثنا الأَسْوَدُ بن عَامِرٍ، ثنا شَرِيكٌ؛ قال: سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بن سُفْيَانَ، فَذَكَرُوا أنه لم يُدْرِكِ النبي صلى الله عليه وسلم.

 

قال أبو عبدالرحمن [أي: عبدالله]: وَرَوَاه شُعْبَةُ وَوُهَيْبٌ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بن سُفْيَانَ، عن أبيه: أنه رَأَى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال غَيْرُهُمَا: عن مَنْصُورٍ، عن مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بن سُفْيَانَ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم.اهـ، وانظر "المسند" (5/408).

 

ومن أمثلة ما علَّقه على زوائده هو على "المسند":

قوله: (5/126): وحدثني أبو مَعْمَرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ، عَنِ ابن شِهَابٍ، عن أبي بَكْرِ بن عبدالرحمن، عن مَرْوَانَ بن الْحَكَمِ، عن عبدالرحمن بن الأَسْوَدِ بن عبد يَغُوثَ، عن أُبَيِّ بن كَعْبٍ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم... فذكر الحديث.

 

قال أبو عبدالرحمن: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أبو مَعْمَرٍ، عن إبراهيم بن سَعْدٍ، وقال فيه: عبدالرحمن بن الأَسْوَدِ، وَخَالَفَ أبو مَعْمَرٍ رِوَايَةَ من رَوَاهُ عن إبراهيم بن سَعْدٍ؛ لأَنَّهُ رَوَاهُ عَدَدٌ عن إبراهيم بن سَعْدٍ وَقَالُوا فيه: عن عبداللَّهِ بن الأَسْوَدِ.

 

ومن أمثلة ما لايكون في السياق مايحدد الذي علَّق تلك الرواية، ويغلب على الظن أنه الإمام أحمد نفسه:

قول عبدالله (1/237): حدثني أبي، ثنا عبدالْوَهَّابِ، عن سَعِيدٍ، عن قَتَادَةَ، عن مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

 

ورواه عبدالكريم أبو أمية مثله بإسناده.اهـ، والله أعلم

سعد بن عبد الله الحميد

أستاذ الحديث بكلية التربية بجامعة الملك سعود

  • 5
  • 0
  • 19,736

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً