ما التشاؤم وما التفاؤل؟

منذ 2018-04-23

ببساطةٍ المتفائل هو الشخص الذي يشغل بالَه بعواقب حسنة للأمور, الشخص الذي يعتقد أن بإمكانه فعلَ شيء في مواجهة أيِّ حدث سيِّئ, أمَّا المتشائم فهو الشخص الذي يشغل بالَه بأسوأ العواقب المتوقَّعة،

السؤال:

كثيرًا ما يشغل ذهني هذا القول: ((تفاءلوا بالخَيْرِ تَجِدوه)) وكثيرًا ما نوصي بعضنا عندما نتوقَّع الأسوأ ونقول: "تفاءل بالخير، يا أخي".

 

السؤال الذي يدور في ذهني: ما معنى التشاؤم والتفاؤل؟ وهل لكم بأن تحدِّثونا عنه بعض الشيء؛ لكي يكون المعنى جليًّا؟ لأنه في تقديري: كلَّما كنا أكثر قدرةً على فهم المصطلحات والمفاهيم أتَحْنَا لأنفسنا تطبيقًا أفضلَ وعملاًَ أحسَنَ..

الإجابة:

الأخ الكريم،، السلام عليكم ورحمة الله..

ببساطةٍ المتفائل هو الشخص الذي يشغل بالَه بعواقب حسنة للأمور, الشخص الذي يعتقد أن بإمكانه فعلَ شيء في مواجهة أيِّ حدث سيِّئ, أمَّا المتشائم فهو الشخص الذي يشغل بالَه بأسوأ العواقب المتوقَّعة, ويشعر بأنَّ ما حدث أو سيحدث له هو أمر فوق طاقته وسيطرته، وما له سوى استقباله بكل قَبول.

 

من أين يأتي التفاؤل والتشاؤم؟

في الأغلب يأتي بسبب خبراتنا السابقة.. فمَن عاش في ظروف مُعقَّدة يائسة.. يُحاول ويحاول دون جدوى.. فسيتعلَّم اليأسَ والتَّشاؤم، و"ليس بالإمكان أفضل مِمَّا كان"..

 

وأمَّا من يعيش في بيئة وظروف تحترم الجهد والسعي وترتب عليه الكسب والإنجاز فسيتعلم التَّفاؤلَ وأنَّه قادرٌ على إحْداث شيء من التغيير لو فعل ما هو مُمكنٌ ومطلوب..

 

التَّفاؤل والتشاؤم طُرُقُ تفكيرٍ..

 

هذه حقيقة مهمَّة هنا، فالتفاؤل أو التشاؤم في أصله طريقة تفكير؛ إذ يعتقد العلماء أن اليائسين ينظرون إلى الأحداث غير السارة على أنها:

(1) دائمة الحدوث..

(2) تشمل أكثر من جانب من جوانب حياتهم..

(3) هم أنفسهم السبب الأساسي في هذا الفشل..

 

لو رسب أحدهم في اختبار مادَّة الرّياضيات تجده يسارع إلى القول والتفكير: (أنا طالب فاشل.. كم أنا غبي)، وانظر: كيف حكم من تجربة واحدة غير ناجحة على حياته كلها؟ (أنا فاشل) أي: في كل الموادّ، وليس في هذه السَّنة بل في كل السَّنوات, وأنا السبب الوحيد؛ لأنَّني غبي..!!

 

بينما يَمتلِكُ المتفائلون طريقةً خاصَّة بِهم في النظر إلى الأحداث السيئة؛ حيثُ يَرونَها مَحدودةً بذلك الحدث فقط: (لقد رسبت في مادَّة الرياضيات وكان الامتحان صعبًا)، أي: إنَّ عدم نجاحي في تلك المادَّة فقط، وفي ذلك الامتحان الذي كان صعبًا، وهذا يَعني أنه ما زال لديَّ الأمل للجِدّ والاجتِهاد والدخول في الامتحان القادم والنجاح فيه..

 

والغريب في الأمر أنَّ اليائسين لديهم أيضًا طريقتهم المتفرّدة في رؤية الأحداث السارَّة, كالفوز في سباق الجري مثلاً؛ فهم ينظرون إليها على أنَّها:

(1) مؤقَّتة وزائلة: (كانت ضربة حظّ, لا أظنّ أن أفوز به ثانية)..

(2) ومحدودة: (إنَّني ماهر في رياضة الجري فقط)..

(3) ونتيجة لمسبّب خارجي: (كانت نصيحة المدرّب هي السبب)..

 

أمَّا المتفائلون فينظرون إلى ذات الحدث السارِّ (الفوز في مسابقة الجري) على أنه:

(1) دائم: (أنا لاعب ماهر)..

(2) ومنتشر: (أستطيع التميُّز في كثير من الرياضات)..

(3) ونتيجةً لجهدهم هم: (لقد تدربت بشكل جيد)..

 

هل ترى الفرق؟!

 

وأختم بهذه المقولة الجميلة: (إنَّ خير الزهور زهرة لم نَقطفها بعدُ.. إن خير البحور بحر لم تَمخُره سُفُنُنا بعد.. إنَّ خير الأصدقاء صديق لم نتعرَّف عليه بَعد.. إنَّ خير الأيَّام يومٌ لم نعِشه بَعد)..

  • 11
  • 0
  • 29,339

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً