صديقي محبط من حياته!!

منذ 2018-10-11

البيئة التي يحيط أيا منا بها نفسه تؤثر عليه غاية التأثير.. فالأصدقاء والدائرة الضيقة من الأقارب يصيغون شخصياتنا دون أن نشعر.. ومن أراد النجاح فإنه يحتاج أن يحيط نفسه بمجموعة من الناجحين.. فالطبائع تعدي وتنتقل كما تنتقل الأمراض.

السؤال:

لدي صديق يواجه مشاكل في الدراسة وفي الحياة.

ضاقت به الدنيا لدرجة كبيرة.

حاولت معه لكن لم أستطع. يمضي وقته في الشارع.

باختصار هو بحاجة لإعادة ترتيب لحياته في كل صغيرة وكبيرة. في الحقيقة هذه مشكلة اصطدم بها مع عدد كبير من الشباب، ولا اعتقد أنها تحل مرة واحدة.

فاذا كان هناك مرجع أستطيع قراءته للمساعدة، أو كان هناك امكانية للتواصل بشكل متواصل معكم لمساعدتهم على احداث تغيير في حياتهم،

أرشدوني واني لكم من الشاكرين.

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.

شكر الله لك نصحك لصديقك، وسعيك فيما يكون عوناً له على حياته، فهذا يدل على أصالة معدنك وصدق مودتك. أخي الكريم..

أصبت فيما ذكرته في آخر سؤالك أن هذه الأمور لا تعالج بجلسة واحدة ولا استشارة عابرة، وبالفعل هناك العديد من الكتب التي تكلمت عن نفس الموضوع وأرشدت إليه، ولعلي أن أعطيك بعض المفاتيح الرئيسية العامة والهامة في هذا الجانب عسى أن تكون عوناً لك في توجيه صاحبك إلى الخير.

 

1. إنسان بلا هدف إنسان ضائع، وعندما نستطيع أن نزرع أهدافاً سامية في نفوس الآخرين فإننا سنكون أوجدنا شيئاً هاماً في حياتهم يحركهم ويستثمر طاقاتهم.. تخيل سيارة ممتلئة بالوقود تسير دونما بلا هدف!! إن تحديد الأهداف يجعلنا نشعر فعلاً بقيمة الحياة.. وبقيمة أنفسنا.. وليس بالضرورة أن يكون الهدف كبيراً جداً أو بعيداً جداً.. قد يكون الهدف تعلم لغة أو تعلم مهارة تقنية تصميم أو برمجة أو غيره.. حفظ قرآن.. دبلوم ما أو شهادة بكالوريوس أو غير هذا وذاك.

 

2. الله سبحانه وتعالى جعل في القرب منه والتعبد له أنساً وراحة واطمئنان.. وعندما يفقد الإنسان عون الله فإن كل ما يملكه من قدرات ومن إمكانيات يصبح عاجزاً عن نفعه، المال بغير بركة الله يضيع.. والصحة بغير عون الله تكون نقمة، والذكاء بغير تدبير الله يكون مهلكة.. وهكذا.. فنحن نحتاج دائماً أن نحفظ الله كي يحفظنا ونستعين به كي يعيننا، فالحياة بعيداً عن الله حياة هم وغم ونكد وشقاء.. إنها حياة الضياع النفسي حتى وإن استطاع صاحبها أن يؤسسها مادياً وظاهرياً بأحسن تأسيس.. ففي النفس حاجة لا يملئها إلا حب الله والقرب منه سبحانه وتعالى.

 

3. مواجهة المشاكل لا تكون بجمعها كاملة ومحاولة حلها كلها مرة واحدة فإن هذا يصيب الإنسان بالإحباط والعجز، وإنما يبدأ الإنسان بحل مشاكله الأصغر فالأكبر.. وفي الغالب أن النجاح يؤدي إلى النجاح.. والإنجاز يؤدي إلى الإنجاز.

 

4. يميل الإنسان المحبط إلى تكوين صورة سلبية عن نفسه؛ وغالباً ما يسترجع جميع المواقف السيئة في حياته ليجعل منها صورة نهائية عن نفسه.. لا بد لنا من تغيير هذه الصورة السلبية لمن نريد منه أن يكون إيجابياً، فالمحبط لا يصنع شيئاً.. ومن رأى نفسه شيئاً حقيراً لن يستطيع أن يفعل شيئاً عظيماً.

 

5. البيئة التي يحيط أيا منا بها نفسه تؤثر عليه غاية التأثير.. فالأصدقاء والدائرة الضيقة من الأقارب يصيغون شخصياتنا دون أن نشعر.. ومن أراد النجاح فإنه يحتاج أن يحيط نفسه بمجموعة من الناجحين.. فالطبائع تعدي وتنتقل كما تنتقل الأمراض.

 

6. هناك العديد من الكتب المفيدة في تطوير الذات أنصحك بالاطلاع عليها لإفادة صديقك هذا وغيره من الأصدقاء.. وممن أكثر من الكتابة في هذه المواضيع الدكتور عبد الكريم بكار وله كتاب نافع اسمه (العيش في زماننا الصعب)

شكر الله لك سعيك بالخير.. ووفقك وآجرك

 

المستشار: أ. وليد الرفاعي

  • 0
  • 0
  • 18,245

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً