كيف أحقق النجاح والثقة

منذ 2018-10-11

المطلوب الآن أن تبدأ ببناء ثقتك بنفسك، خطوة خطوة، ولبنة لبنة، فالثقة بالنفس كغزل الصوف، عقدة، وهكذا ابدأ.. قدّر الأمور التي تتقنها، فمثلا قم بتخطيط كلمات أو لوحة، طالما أنك تحب الخط العربي، وبعد أن تنتهي احتفل بهذا الإنجاز، أولا مع نفسك فقم بوضع إطار (برواز) لهذه اللوحة، وضعها على الجدار لتنظر إليها، وتشعر بالفخر والاعتزاز بها، ومن ثم اعرضها على أسرتك وأصحابك، ولا بأس للإنسان من بعض الافتخار بما أنجز وحقق.

السؤال:

أعاني بعدم الثقة في نفسي وأني مهزوز من الداخل على الرغم من أني أجيد بعض الأمور بشهادة الآخرين فإني 

أحب كتابة الشعر وأحب الخط العربي وأحب اللغة، إلا أن أي أمر حتى ولو أني أجيده لا أتقنه بمعنى أني لا أستطيع 

المثابرة والمواظبة على أمر حتى تمام نجاحه بنفس الهمة ولا أجيد التخطيط بل إني أعاني مثلا من أني دائما لا 

أملك البداية وإنما جميع تصرفاتي تقريبا تكون ردود أفعال.

أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

شكرا لك على الكتابة إلينا، ويبدو أنك تطرح أكثر من سؤال.

إن ما وصفته في سؤالك هذا ينطبق على الكثير من الناس، فقد يتقنون شيئا إلا أنهم لا يواظبون عليه، أو يجدون صعوبة في أخذ زمام المبادرة والقيام بالخطوة الأولى لتنفيذ مشروع من المشاريع، ولو لم تكن هذه المشكلة موجودة عندنا لكان حالنا أفضل بكثير مما هو عليه الآن، أفرادا ومجتمعات.

 

ولا شك أن ما تعاني منه إنما هو نتيجة التجارب والتربية والمواقف الكثيرة التي مرّت بك في حياتك، فكل هذا يؤثر تأثيرا مباشرا في مدى ثقة الإنسان بنفسه، وبمدى تقديره لذاته.

 

ومن هنا تأتي الأهمية الكبرى لموضوع قلّ ما نسمع عنه في أديباتنا، وهو شعور الإنسان بتقديره لذاته، فهذا المفهوم من أهم المفاهيم التي تعتبر الحجر الرئيسي في الصحة النفسية، وهو أن يشعر الإنسان "أنه على شيء" وأن عنده رصيد جيد من الإمكانات والقدرات. ولذلك نجد الله تعالى يقول لنا كلمات لترفع من تقديرنا لذاتنا، من مثال {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]، أو قوله تعالى {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الجاثية:13].

 

فما العمل الآن، وقد حدث ما حدث؟

 المطلوب الآن أن تبدأ ببناء ثقتك بنفسك، خطوة خطوة، ولبنة لبنة، فالثقة بالنفس كغزل الصوف، عقدة، وهكذا ابدأ.. قدّر الأمور التي تتقنها، فمثلا قم بتخطيط كلمات أو لوحة، طالما أنك تحب الخط العربي، وبعد أن تنتهي احتفل بهذا الإنجاز، أولا مع نفسك فقم بوضع إطار (برواز) لهذه اللوحة، وضعها على الجدار لتنظر إليها، وتشعر بالفخر والاعتزاز بها، ومن ثم اعرضها على أسرتك وأصحابك، ولا بأس للإنسان من بعض الافتخار بما أنجز وحقق.

 

ومن ثم انتقل إلى أمر آخر تحبه، كحبك للغة العربية، وياء لها من لغة جميلة، وإذا كتبت شعرا، واسمح لي أن أقول مهما كان ضعيفا وغير موزون، فلك الحق أيضا أن تفتخر به وتسمعه لزملائك وأصحابك. ومع الوقت ستجد أن ثقتك بنفسك قد ازدادت وقويت.

 

 ولأهمية هذا الموضوع في حياتنا فقد كتبت كتابا بعنوان "هوية الطفل" وفيها تدريبات عملية لبناء ثقة الأطفال بأنفسهم، وهو طبعا غير مناسب لك إلا أني أذكره من باب مدى أهمية بناء الثقة بالنفس في حياتنا منذ طفولتنا.

وفقك الله، وزادك ثقة في نفسك، لنراك من الناجين المتميّزين في اللغة والخط وغيرهما.

 

المستشار: د. مأمون مُبيض

  • 2
  • 0
  • 18,518

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً