كيف أقوي حفظي وأجمل صوتي بالقرآن

منذ 2018-10-18

هل هناك طريقة أسهل لحفظ القرآن؟: نعم. ذلك ميسر لمن يسره الله عليه، أوصيك بالآتي: إخلاص النية، وصدق التوجه إلى الله تعالى، والقصد الحسن، حفظ القرآن لأجل الله تعالى، وابتغاء مرضاته، احذر الرياء، فإنه مرض خطير، وداء وبيل.

السؤال:

أنا شاب يحب الاستقامة وأرجو من الخالق الهداية والثبات وكل شباب المسلمين. أما بعد يا شيخ فقد نذرت لله أن أحفظ القرآن قبل رمضان وبدأت راجياً من الله التيسير. وفي حيّنا مسجد في كل رمضان يسجل اسماء الحفاظ في الحي ويختار 4 قراء حسب التجويد والصوت الجميل لصلوات التراويح والتهجد, قررت ان اكون واحد من هؤلاء الأربعة هذا العام إن شاء الله تعالى فماذا أفعل تجاه صوتي وكيف أتعلم التجويد وهل هناك طريقة أسهل لحفظ القران وماذا أفعل لتقوية ذاكرتي.

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آلة وصحبه أجمعين، وبعد؛ 

فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

نحييك ابننا، ونسأل الله تعالى أن يحقق هدفك، وأن يثبت على الحق قدمك، القرآن الكريم كلام الله تعالى فيه الهدى والنور، قال صلى الله عليه وسلم: "«من أمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل" فالماهر فيه المجود المتقن له مع السفرة الكرام البررة» (صحيح مسلم: 2408) قال صلى الله عليه وسلم: «إن لله أهلين من الناس قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال:" «هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته» (مختصر المقاصد: 227) أي هم أولياؤه وأحباؤه، أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من أهل الله وخاصته.

 

أوصيك لتحقيق هدفك بإخلاص النية، أن تجعل هدفك من حفظ كتاب الله، العمل به أولا، والدعوة إليه ثانيا، وتعليمه غيرك ثالثا، ففي الحديث:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه "

 

واعلم يأبني أن إمامة الناس في الصلاة تعني أن تكون قدوة لهم في أخلاقك وسلوكك، وأن تكون شامة في الناس بأدبك وعلمك وتواضعك، فشمر عن ساعد الجد، والزم نفسك التقوى والصلاح، وإياك وسفاسف الأمور ومحقرات الأشياء، واستمسك بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، احترم الكبير، واعطف على الصغير، وأعد نفسك لهذه المهمة أعدادا جيدا؛

 

وأما عن سؤالك:

1) ماذا أفعل تجاه صوتي؟ فاعلم أن تحسين الصوت بالقرآن مطلوب ولكن بالضوابط الشرعية، فالمبالغة في التلحين والتطريب منعه العلماء، وإنما يُحسن الصوت بالترتيل وهو (تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف) فقد قال الله تعالى:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]. أما نبرات الصوت الجمالية فهي موهبة وليست كسبية.

 

2) كيف أتعلم التجويد؟ لما انتشر الإسلام في ربوع الدنيا وضعفت اللغة العربية، وفشا اللحن في قراءة القرآن، كان لابد من وضع ضوابط تحفظ القرآن الكريم من أن يقرأ على غير الوجه الذي نزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثَم وضع علم التجويد لضبط قراءة القرآن، واعتبر علماء هذا الفن أن علم التجويد فرض عين على كل من أراد أن يقرأ القرآن،

 

 ولذلك أثَم ابن الجزري في مقدمته من لم يجود القرآن فقال:

 ألأخذ بالتجويد حتم لازم ** من لم يجود القرآن آثم

لأنه به الإله أنزل ** وهكذا منه إلينا وصل

 فأنصحك يابني أن تأخذ القرآن وعلم التجويد على شيخ حافظ متقن، فالعلوم الشرعية عامة والقرآن الكريم وتجويده خاصة لا يؤخذ من الكتب، وإنما يؤخذ من أفواه الرجال،

 

 وقد قال علماؤنا:

من يأخذ العلم من شيخ مشافهة ** يكن عن الزيغ والتصحيف في حرم،

ومن كان آخذا للعلم من كتب ** فعلمه عند أهل العلم كالعدم

 

هل هناك طريقة أسهل لحفظ القرآن؟:

نعم.

 

ذلك ميسر لمن يسره الله عليه، أوصيك بالآتي:

 إخلاص النية، وصدق التوجه إلى الله تعالى، والقصد الحسن، حفظ القرآن لأجل الله تعالى، وابتغاء مرضاته، احذر الرياء، فإنه مرض خطير، وداء وبيل.

 

اختار الوقت المناسب للحفظ، حيث يكون الجو هادئا والنفس مرتاحة، ومن خلال التجربة فإن أفضل الأوقات: وقت السحر، وما بعد الفجر، ففيه صفاء الذهن وراحة الجسد،

 

اختارمكان الحفظ، فلا يكن به مناظر تشغلك وتشتت ذهنك، وأفضل مكان ننصح به المسجد ففيه مناقب ثلاث: العين لا ترى المحرمات، والأذن لا تسمع مالا يرضي الله، واللسان لا يتكلم إلا بخير.

 

إذا أردت أن تصحح نطقك لمخارج الحروف وصفاتها، فاستخدم مرآة عن النطق تنظر فيها إلى حركة شفتيك،

 

اقرأ بصوت مسموع وركز نظرك فيما تحفظه وتكرره حتى ينطبع في ذهنك وتتصوره،  لا تتعدى آية إلى أخرى حتى تحفظها عن ظهر قلب

 ابتعد عن التلفاز والمسلسلات، وإياك والمعصية مهما صغرت، فإنها تمحو الذاكرة.

 

قال الشافعي رحمه الله:

 شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي

واخبرني بأن العلم نور ** ونور الله لا يؤتى لعاص

 

4) ماذا أفعل لتقوية الذاكرة؟

يؤكد العلماء أن هناك ثلاث طرق أساسية لتقوية الذاكرة

وهي:

(1 الانتباه، 2 الترابط الذهني، 3 التصور) وأنه كلما بذلت جهدا فعالا في تنمية هذه المجالات الثلاث، كان لذلك أثرا مباشرا على تحسين ذاكرتك،

 

فعلى سبيل المثال: إنك إذا لم تنتبه إلى ما تكرر من ألفاظ أو عبارات فلن تتذكرها، فالانتباه هنا مهم للغاية وهو أهم شيء يمكن عمله لتحسين ذاكرتك، ولذلك أوصيتك بالبعد عن الشواغل أثناء الحفظ

 

الارتباط الذهني:

من أفضل الأساليب التي تقوي الذاكرة وهو تذكر الشيء عن طريق ربطه مع شيء آخر متعلق به، ولعل ربط الحفظ بمعنى الكلمة أو الآية أو بإعرابها أو بسبب النزول من هذا لقبيل.أما التصور: فهو مرادف لكلمة (التخيل) والمعنى أن تتصور أو تتخيل صورة الكلمة وليس حروفها فقط، فمثلا إذا قرأت وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا فتخيل في ذهنك صورة الجبل ثابته بألوانه وشموخه فتكون راسخة في ذهنك كأنك تراها.

 

فانتبه لهذه العوامل الثلاث ونشطها، ولا تهمل التمارين الرياضية المفيدة، وأخيرا: أسأل الله تعالى أن يوفقك ويسدد خطاك، فاستعن بالله وتوكل عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المستشار: أ.سر الختم عكاشة

  • 24
  • 11
  • 26,475

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً