أفكر بسطحية!!

منذ 2018-10-19

أفكر بسطحية!!

السؤال:

المشكلة التي تنبهت لها مؤخرا و أثرت في نفسيتي و أصبحت أنظر لنفسي أنني لا شيء،

هي إنني عندما أتكلم مع الآخرين و أتحاور معهم بغية الاستفادة أجد بأنني لم أستفد و بقيت جاهلة لأنني أطرح عليهم أسئلة المفروض ما أطرحها و يستغربون أنني طرحتها أما الأسئلة التي من المفروض أني أطرحها فأنا لا أتنبه لها مهما حاولت و بالتالي لا أطرحها مما يتسبب لي في الإحراج فيما بعد فمثلا عندما أجتمع بالزميلات لا أطرح عليهم أسئلة تفيدني و بالتالي عندما ألتقي بالأستاذ المشرف على رسالتي يجد بأنني لا أعلم بعدة أمور إدارية تخص الرسالة و العمل و بالتالي يقوم بتوبيخي مما يجعلني أشعر بالضيق و الحزن و لا أرغب في الالتقاء بالآخرين و ترك دراستي و عملي، لأنني أشعر بأني لا شيء، صفر و جاهلة،

و كذلك عندما أجتمع مع أسرتي و يجدون أنني لا أعلم بأمور المفروض أني أعرفها و بالتالي أشعر بأنني جاهلة، هل هناك حل لهذه المشكلة لأنني سأجن قريبا من كثرة التفكير و أصبحت وحيدة لأنني أقل من الآخرين في مستواي العقلي، مع العلم بأنني لا أعاني من مشكلة في تحصيلي الدراسي فأنا أحمد الله كثيرا على مستواي الدراسي، و جزاكم الله خيرا

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بسم الله الرحمن الرحيم، نحمده تعالى على كل حال.. وصلى الله على سيدنا محمد. وعلى آلة وصحبه وسلم...

أختي الكريمة استشعرت مرارة ما تعانين من خلال رسالتك، وأحيي فيك النفس اللوامة وهي صفة محمودة وكذلك اﻹحساس باﻷخرين، وإن شاء الله سأشرح لك ما يريح نفسيتك، من استعانة بالله، مع التقوى، وفن الحوار مع اﻵخرين.

فالجسد بحاجة للغذاء ليقوى على القيام بمهامه، والنفس بحاجة لما يقويها ويعزز الثقة فيها لتؤتي الثمار المرجوة

أكلها وإليك الخطوات التالية:

أولا:اﻻستعانة بالله فقد ورد بالحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله وﻻ تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) (رواه مسلم).

ثانيا: التقوى ما استطعتي فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}.

 

وإليكي حديث التقوى الذي يحتوي ثلاثة فوائد:

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» صحيح الترغيب والترهيب. وحسنه الألباني.

 

1) فقوله اتق فعل أمر من التقوى، وهي أن يجدك الله حيث أمرك، وأﻻ يجدك حيث نهاك ولذلك فاجعلي التقوى عنوان حياتك بأي زمان ومكان.

 

2) واتبع السيئة الحسنة تمحها: أي أن اﻹنسان بحكم طبيعته البشرية قد يخطئ، فلا يستطيع أن يصل بتقواه إلى 100 % فيشوب هذه التقوى بعض السيئات وهذا ﻻ يعني اليأس والقنوط، فالبشارة كانت بالحديث أن يتلو السيئة أعمال حسنة حتى تمحى.

 

3) وخالق الناس بخلق حسن، فالناس هنا تفيد العموم ﻻ جنس معين والشاهد هنا كلمة حسن بنهاية الحديث حيث يندرج تحتها كل زيادة في حسن المعاملة من تواضع وأدب وحياء.

 

فالفوائد المثمرة التي إن تمسكتي بها استقام وضعك هي ما يلي:

1) أنتئ مع الله دائما في سباق وتقدم.

2) أنتئ مع النفس ﻻ تيأسي.

3) أنتئ مع الناس أخرجي أفضل ما عندك.

 

ثالثا: الدعاء واللجوء إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى:( ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

 

رابعا: حاولي التريث والتأني قبل التكلم ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة وقد ورد في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«التأني من الله، والعجلة من الشيطان» (رواه الترمذي قال اﻷلباني إسناده حسن).

 

ادرسي كل كلمة تريدين النطق بها فأنت تملكينها قبل التفوه بها وإن تكلمت بها فهي الحكم عليكي وسلي نفسك هل ما سأقوله مناسبا؟؟...

 

هل سأغضب اﻵخرين إن قلت كذا وكذا؟؟

افهمي اﻷسئلة المطلوبة منك قبل اﻹجابة عنها، وكذلك ادرسي اﻷسئلة التي تودين طرحها بروية وحذر لتكوني موفقة بإذن الله بالنتائج وتخيلي لو أنها أسئلة امتحان في جامعة بما أنك تملكين تحصيلا دراسيا فسر نجاحك بالتحصيل الدراسي هو فهمك للأسئلة واﻹجابة عنها بشكل صحيح.

 

وتأملي حوار من هم ذوي خبرة لتكتسبي مهارة الخبرة وكوني مستمعة أكثر من متكلمة في حال لم تعلمي ماذا تسألين واسألي من تثقين بهم بعد التفقه باﻷسئلة المناسبة للموضوع المناسب.

 

واعلمي أن أسرتك تريد لك الخير وأن تكوني قمة باﻷقوال واﻷفعال فلا تحزني بل ثابري للبحث عن السؤال المناسب دائما.

 

واعلمي أن اﻹنسان يسجل عليه كل ما ينطق به وسيحاسب عليه فاجعلي كلامك كله بما يعود إليك بنفع الدنيا والآخرة.

 

ولتجنب الوقوع بالمواقف المحرجة قللي الكلام واجعليه قدر الحاجة فخير الكلام ما قل ودل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم اﻷخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم اﻵخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم اﻵخرفليكرم ضيفه).متفق عليه.

 

حاولي اﻹبتعاد عن فضول الكلام وعدم الكلام بقضايا لا تهمك فقد ورد بالحديث: ( «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (رواه الترمذي وغيره).

 

حاولي أن تكون كل أعمالك فيما يرضي الله وتجنبي كل ما نهى عنه كالإختلاط فالمعصية تؤثر على صاحبها بالقول أو السلوك والشعور بالضيق.. والعكس صحيح فالإلتزام بما أمر الله سيشعرك بالراحة والطمأنينة والثقة.

 

ادعمي نفسك بقراءة المواضيع التي تقوي الحوار عندك وتعزز الثقة بنفسك، وكوني متفائلة وإيجابية، بالنظر لنفسك (تفاءلوا بالخير تجدوه)،

 

عززي ثقتك بنفسك من خلال رؤية نقاط تميزك، واستحضار جوانب قوتك، ولعل من أبرزها فيما ذكرتي هو اجتهادك وتحصيلك الدراسي، ففي الوقت الذي عجز فيه الكثير من الناس عن تجاوز الشهادة الثانوية استطعت أنت وبتوفيق الله أن تصبحي إنسانة جامعية وهذا لا شك يدل على قدر من التميز والإجتهاد..

 

 

قللي من الوقوع تحت أسر نقاط ضعفك، ولا تجلدي نفسك بها كثيراً.. فكل من ترين من حولك لديهم من جوانب القصور والضعف ما لو وضعوه أمام أعينهم بشكل دائم لكان كفيلاً أن يهز شخصياتهم ويصيبهم بالإحباط واليأس.

 

توكلى على الله ولا تعجزي فإني أرجو لك مستقبلاً رائعاً بإذنه تعالى أسأل الله تعالى أن يثبت فؤادك لما يحب ويرضى ويلهمك الرشد بكل أقوالك وأفعالك..

 

والله ولي التوفيق.

  • 8
  • 0
  • 28,707

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً