تطاول الزوجة على زوجها

منذ 2020-06-02

رجل متزوِّج، يذكُر أن زوجته تُهينه وتتطاوَل عليه، وهو مع أنه لا يريدها، إلا أنه يَخشى طلاقَها من أجْل أولاده.

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا متزوج منذ ما يقارب 6 سنوات، أُعجبت بزوجتي وتقدَّمت فورًا لخطبتها، وكانت مدة الخِطبة 6 أشهر حدَث فيها الكثير من المشكلات الصغيرة، وبعد الزواج دخلنا في مشكلات كثيرة، فهي تصرُخ دائمًا في وجهي وتنتقص مني، وأحيانًا يصل الأمر إلى التطاول والإهانات والشتائم والانتقاص من رجولتي، وقولها إنها كانت تستحق مَن هو أفضل مني.

أكاد أجزِم أن الاحترام والمودة مقطوعة بيننا، فلا توجد مودة ولا حب بيننا، أنا لا أرُد الإهانة لها، فقط ألتزم الصمتَ، فتزيد في سبِّي، وقد يصل الأمر أنها تحاول ضربي, لكني لم أضرِبْها يومًا، ولن أفعل، أحاول استخدام الهجر وعدم الكلام معها، لكنها تكرِّر توبيخي وتوجيه الإهانة إليَّ.

 

أعترف أن لها صفات حميدة، لكن السيئ غلَب الحميد، هي عصبية مثلي، وصوتها دائمًا مرتفعٌ معي ومع أبنائنا، وقد أفشت أسرارنا الخاصة ولم أُطلقها لذلك.

 

أعترف أن بي الكثير من الصفات السيئة، وأحاول إصلاح نفسي، وهي أيضًا حاولت لكنها لا تلبَث أن تعود إلى ما كانت عليه، وتقول: أنا طول حياتي هكذا صوتي مرتفع، وكأن هذا شيء جيد.

 

لم أُحبَّها قد تكون هذه المشكلة، لكن قلبي لا يَميل إليها, أنا الآن لا أُريدها، وفي الوقت ذاته أخشى أن أُطلِّقَها؛ لكيلا أظلِمَها وأظْلِمَ أولادي، فماذا أفعل؟


 

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

فقد ذكرت في مشكلتك ما ملخصه الآتي:

١- أعجبتك امرأة وتقدَّمت لخطبتها فورًا؛ يعني: دون سؤال ولا استخارة.

٢- وذكرت أن المشاكل بدأت من فترة الخطبة، واستمرت طول حياتكما الزوجية.

٣- وأن المشاكل وصلت لحد رفع الصوت عليك والهمِّ بضربك، والإهانة والاحتقار لك.

٤- وذكرت أنك لا تحبها أبدًا، وأن كلًّا منكما عصبيٌّ؛ أي: شديد الغضب.

 

ثم تسأل: هل تطلقها؟ وهل في تطليقك لها ظلم لها أو ظلم لأولادك؟

فأقول ومن الله التوفيق:

أولًا: يبدو أنك استعجلت في الزواج منها دون سؤال عنها ولا استخارة، ولعل الذي جذبك هو جمالها فقط.

 

ثانيًا: أنتما غضوبان، وأيضًا لا تكنُّ لها أي محبة، والغالب من كانت حاله مثلكما: إما أن يعيشا معًا على مَضَضٍ وصبر، وتراكم للمشاكل، وفِقدان للسكن والمودة والرحمة، وضَعف في الاستعفاف، وإما ألَّا يستطيع أحدهما الصبر، فيقع الفراق.

 

ثالثًا: موضوعك تتجاذبه عدة اعتبارات: اعتبار راحتك من جهة، واعتبار راحة زوجتك من جهة أخرى، واعتبار مصلحة أبنائكما من جهة ثالثة، وهي جهة مهمة جدًّا.

 

وما أستطيع قوله لك: فوِّض أمرك إلى الله سبحانه باللجوء إليه بالدعاء بإلحاح أن يُلهمك رشدك، واستخِر الله كثيرًا، ولن يُخيبَ الله رجاءَك.

 

رابعًا: إن كنت تستطيع الإبقاء عليها تقديرًا لِما فيها من حسنات، ولأجل أبنائك، مع الزواج من زوجة أخرى - فهذا حل قد يكون مناسبًا.

 

حفِظك الله، ودلك على أرشد أمر لكم جميعًا، وصلِّ اللهم على نبينا محمد، ومن اقتفى أثره.

 

  • 2
  • 0
  • 3,012

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً