لا أستطيع تكوين علاقات ناجحة
شاب يعاني عُزلةً اجتماعيةً شديدة، ويُحس أن الناس لا يحترمونه ولا يثقون به، ولا يستطيع تكوين علاقات ناجحة.
أنا شابُّ عمري 24 عامًا، مشكلتي أني لا أستطيع الجلوس مع الأصدقاء، أو تبادل أطراف الحديث معهم أو تكوين علاقات ناجحة، وأحس أن الناس فقدوا ثقتهم بي.
عندما أتحدث إليهم أجد نبرة صوتي ضعيفة جدًّا، والناس أحيانًا لا يفهمون ما أريد، وكأن لديَّ خصومةً مع المجتمع كله، ويَحسَبونني متكبرًا.
أُعاني مِن التوتُّر الدائم والرُّهاب الاجتماعي بسبب قلة الأصدقاء وفشَل صداقاتي، والضياع والعزلة الاجتماعية يُلازمانني، وحتى في الزواج ليس لديَّ أمل، وأشعر أني أضيع!
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلن تضيع بإذن الله، لن تضيع ولك ربٌّ عظيم كريم، سميع مجيب قادر مقتدر، وكل ما ذكرتَه لا يُعد مشكلة لا يمكن حلها، إنما المشكلةُ الحقيقيةُ أن يسمح الشخص لنفسه بالشعور بالاستصغار أمام مَن حوله، وأنا أتساءل: ما السبب في كل ذلك؟
إن كان الصوت فالصوتُ لا يَعيب الشخص حين تغلب أخلاقُه صفاته الشكلية، فمنذ متى كان الشكلُ هو المقياس المعتَبر للحكم على الأشخاص؟
إن المعيار يكمن في تفاضُل الناس ورِفعة شأنهم بالتقوى، وليس شيئًا غير ذلك، وإذا كان البشرُ في غالب تصرُّفاتهم تَلفت نظرَهم المظاهرُ، فإنَّ البقاء هو للمعيار الذي أسَّسه الشرع.
تحتاج فقط إلى جلسات إقناعٍ وقراءة مكثفة؛ لتتغيَّر نظرتك إلى نفسك وإلى مَن حولك، وإلى معرفة طرق لتوضيح نبرة صوتك وتحسينها أمام الآخرين.
وأنصحك بقراءة عددٍ من المؤلَّفات التي تُناقش حالتك، وأرجو أن تجد فيها ردودًا لتساؤلاتك وحلًّا لمشكلاتك، ومن ذلك كتاب: (لا تحزن)، وكتاب: (استمتع بحياتك)، والمؤلفات التي يتحدَّث فيها مؤلفوها عن جوانب الثقة وتطوير الذات والفكر.
وكي أختصر عليك الطريق سأُخبرك بأمر مهمٍّ وأساسٍ في مجال إصلاح الذات والفكر، ألا وهو الحرص على إصلاح العلاقة مع الله جل جلاله، والتي ستَكفيك كلَّ شيء، ويكون ذلك بالحرص على الطاعات؛ مِن صلاة وذِكرٍ ودعاءٍ، وتلاوة للقرآن وترك للذنوب.
واعلم أنك إن وُفِّقت لذلك، فستتفتَّح لك الحياة؛ لتدرك أن الحل كان سهلًا ميسرًا.
وفَّقك الله لهداه، ويسَّر لك طريق السعادة، ورزقك قلبًا غنيًّا بالله
- التصنيف:
- المصدر: