أعاني من الوساوس عند أداء العبادات
فتاة مصابةٌ بالوسواس القهري، والذي يسبب لها مشكلة عند أداء الصلوات، وتسأل عما يخص الوضوء مرة واحدة في هذه الحالة.
أنا فتاة أُصبت بالوسواس القهري المزمن، والوسواس عند العبادات هو وسواسي الأكبر، والغازات أصبحت أعاني منها عند أغلب الصلوات، ولستُ مصابة بسلس الريح، سؤالي هنا: هل أُعَدُّ من أصحاب الأعذار، فأتوضأ وضوءًا واحدًا عند دخول وقت الصلاة، وأُصلي صلاة واحدة مهما خرَجت الريح؟
أنا أتوضأ وأُصلي بصعوبة بالغة، والحمد الله على هذا الابتلاء، وأنا حاليًّا أتعالج عند طبيب نفسي، وأتعالج بالرُّقية الشرعية، فأفتوني فيما يتعلق بالغازات، بارك الله فيكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:
فأسأل الله أن يشفيكِ ويعافيكِ، فإذا كان ما أصابكِ هو شك في انتقاض الوضوء بسبب الوسواس، فلا تلتفتي إليه، ولا تعيدي الوضوء، فاليقين لا يزول بالشك، والأدلة على هذه القاعدة كثيرة، وأوصيكِ بالصبر والاحتساب، ومجاهدة الوسواس قدر الاستطاعة؛
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد، وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك: بلى قد غسلت وجهي، وإذا خطر له أنه لم ينوِ ولم يكبر يقول بقلبه: بلى قد نويت وكبَّرت، فيثبت على الحق، ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق، فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلًا للشكوك والشبهات مستجيبًا إلى الوساوس والخطرات، أورَد عليه من ذلك ما يَعجِزُ عن دفْعه، وصار قلبه موردًا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول، وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة"؛ [درء التعارض العقل والنقل، (3/ 318)].
- التصنيف: