لا أقدر أن اتَّبِع الأفكار التي أحددها

منذ 2020-07-23
السؤال:

أنا لدي مشكلة؛ حيث إنني لا أقدر أن اتَّبِع الأفكار التي أحددها، والجداول مجرد أن أطبقها يومين أو ثلاثة أيام حتى أملُّ منها أو أجد أنها لا تناسبني، أو بالأحرى أتجاهلها بدون أي قصد، لا أدري لماذا.

على الرغم من أنني كنت ناجحاً في حياتي ودراستي ولا أضيع وقتي في أي شي آخر عدا دراستي وتفوقي، إلا أنني الآن أرى أن كل الذي كنت أشعر به وأعمل به ذَهَبَ.

قد يكون السبب في ذلك حالة الضغط النفسي الذي مررت بها والمشاكل العائلية وغيرها، ولكن الآن لم يعد هناك أي شيء لكي يشغلني، ولا أستطيع أن أرجع حاولت ولكن لا فائدة.

أرجوك يا دكتور ياسر بكار ساعدني.

الإجابة:
الأخ الفاضل، مرحباً بك في موقع (الألوكة)، وشكراً لثقتك الغالية.

في البداية؛ اعلم أنك لست الأول ولن تكون الأخير ممن يعانون هذه المشكلة من بين كل الجادين والمتميزين من الناس. ولقد بَرِقَت في ذاكرتي - وأنا أقرأ رسالتك - ذكرى عشرات المرات التي وضعت فيها جداول ولم أتَّبِعُها سوى بضعة أيام أو أقل، ولكني - على كل حال - استفدت منها ولو قليلاً.

دعنا نناقش هذا الأمر في النقاط التالية:
أولاً: أكثر ما يُحَمِّس الشخص على بذل الجهد في الدراسة هو وضوح الهدف، أن يعرف ماذا يريد من جهده هذا، أن يكون صاحب حلم، وشغف للوصول إلى هذا الحلم، أن ترى بعيني (عقلك!) مكانك بعد عدة سنوات وما الذي حصدته بسبب ما تبذله الآن من جهد ومشقة.
 
الجهود التي نتكلفها دون أن تصب في هدفٍ معين هي جهود مبعثرة ومملة، فتذكر أن الأشياء تُصنَع مرتين؛ مرة في عقولنا عبر (أحلام اليقظة) لما نود تحقيقه بكل تفاصيله الدقيقة، ومرة على أرض الواقع عبر الأعمال الجادة المحدَّدة والموجَّهة نحو الهدف.

ثانياً: قم بالاستعانة بتقنيات مختلفة ومتعدِّدة في الدراسة، كي تساعدك على تَفَهُّم المادة العلمية بأقل جهد وأكثر كفاءة، ككتابة الملخصات، ووضع الأسئلة حول المادة قبل البدء بدراستها, والاستعانة بالرسومات والأشكال لحفظ المعلومة, وصياغة المعلومة على هيئة مختصرات وأشعار؛ لتسهيل حفظها وغير ذلك كثير. وهناك عدد من الكتب في السوق لتوضيح العديد من هذه الوسائل.

ثالثاً: ابحث عن طريقة لتشارك بها الآخرين ما اكتسبته من علم ومعرفة، بهذه الطريقة ستجد المُحَفِّز الكافي لإتقان ما تتعلمه وتقرأه، وسيُحْفَر في ذاكرتك، فلن تنساه أبداً.. وقد وجدت أن أفضل طريقة لذلك هي محادثة الأصدقاء المهتمين، وإثارة النقاشات حول الموضوع الذي تعلمته.

رابعاً: قم بتحفيز نفسك وربط كل جهد في المذاكرة بهدف سامٍ وراقٍ، ردد على نفسك: "يجب أن أتعلم هذا من أجل أمتي وبلدي وأهلي؛ فهم بحاجة إلى هذا العلم.. بحاجة إلى من يتقنه.. وأنا سأكون ذلك الشخص".
عندما نربط عملنا اليومي وسعينا لكسب أي معلومة بالنجاح الحقيقي في الدنيا والآخرة، فسوف تنبض في عروقنا طاقة قوية لا مثيل لها.

خامساً: قابل أي مميز وناجح ممن سبقك على درب الدراسة بسنة أو سنتين؛ ستجد عند مثل هؤلاء خبرة رائعة وثمينة، استمع إلى نصيحتهم وخبراتهم واستفد منها؛ فالمؤمن الفَطِن من اتَّعَظَ بغيرِهِ.

ختاماً: ستبقى الاستعانة بالله واللجوء إليه سبحانه الوسيلة الأهم للنجاح والتفوق فعطايا الرحمن ليس لها حد ولا حساب.. كما قال الشاعر:

إِذَا لـمَ يَـكُـنْ عَـوْنٌ مِـنَ اللهِ لـلـفَـتَــى        فَـأَوَّلُ مَـا يَـجْـنِـي عَـلَـيْـهِ اجْـتِـهَـادُهُ

وفقكَ الله إلى كل خير.. ومرحباً بك دوماً في موقع (الألوكة).
  • 5
  • 0
  • 1,336

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً