اعاني من الخوف من البقاء في المنزل وحدي
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته..
أنا في الـ 26 من عمري، متزوجة للمرة الثانية من رجل متزوج، أعاني من آلام في الساقين وصداع قوي يوقظني ليلا، وكأن شيئا ما يتنقل في جسدي من الأسفل إلى الأعلى. حتى بت أخاف من شيء اسمه النوم، أظل طوال الليل خائفة مرتجفة أنتظر طلوع الصباح.
عندما يذهب زوجي للعمل أو لبيته الآخر وأبقى مع أطفالي الصغار أصاب بخوف شديد، واختناق، وفقدان التوازن، ونوبات ذعر، حتى أني أخرج من البيت دون وعي..
منذ شهرين وأنا لا أدخل بيتي وحدي مخافة أن تعاودني تلك الحالة، زرت العديد من الأطباء، وجميع التحاليل سليمة، غير أني اعاني من هبوط مستمر في الضغط والتهابات في الرحم، وقد وصف لي الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب والقلق، ولم يحدث ذلك فرقًا.
أرجو تشخيص حالتي، فأنا أمر بأسوء أيام حياتي، لم أعد أهتم بمنزلي وأطفالي ونفسي، وكل الوقت أكون شاردة خائفة وفاقدة للتركيز، أشعر وكأنني في عالم آخر.
بسم الله الرحمن الرحيم
بالرغم من أن عمرك لا زال صغيرًا إلَّا أن الحالة التي تعانين منها تُشير أنه يوجد اكتئاب نفسي ثانوي، بمعنى أن قلق المخاوف هو الأساس وتولّد من هذا القلق والخوف حالة مزاجية متعسّرة وصلت لمرحلة الاكتئاب النفسي البسيط، ولديك أعراض نفسوجسدية: الشعور بالآلام بالساقين والصداع، هذا غالبًا يكون مرتبطًا بالقلق، لكن طبعًا من المفترض أن تجري فحوصات طبيعة عامة.
اذهبي إلى طبيب الأسرة – أو الطبيب الباطني – للتأكد من مستويات قوة الدم، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى الدهنيات، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى الرطوبة في الجسم، ومستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12)، هذه فحوصات أساسية. في بعض الأحيان انخفاض مستوى فيتامين (ب12) أو فيتامين (د) أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو ارتفاع مستوى الرطوبة في الجسم؛ هذا كلُّه قد يؤدي إلى الأعراض الجسدية التي تحدثت عنها.
فإذًا نتأكد من صحتك الجسدية، حتى وإن كنتُ أعتقد أنها غالبًا أعراض نفسوجسدية تسبَّب فيها القلق واكتئاب المزاج.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: العلاج يتمثل في:
أولاً: يجب أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وتفكّري في الأشياء الإيجابية في حياتك، وتعتني بحياتك الأسرية وحياتك الزوجية، وتهتمّي بأطفالك، لابد أن تُحسّني من الدافعية لديك في هذا السياق، الإنسان مهما كانت مشاعره سلبية، ومهما كانت أفكاره سلبية لابد أن يقوم بواجباته، خاصة حين يأتِ الأمر للمسؤوليات الزوجية ومسؤوليات الأمومة.
ثانيًا: بالنسبة لهذا الخوف الذي يأتيك غالبًا يكون خوفًا من الأماكن المغلقة، بالرغم من أن البيت من المفترض أن يكون مكان الأمان، لكن في بعض الأحيان بعض الناس يأتيهم قلق مخاوف من هذا النوع.
فأنا أنصحك بأن تنظري لحياتك في بيتك بصورة إيجابية، بيتك هو مكان الأمان، حاولي دائمًا أن تحصّني نفسك وأولادك بأذكار الصباح والمساء، وأن تشغلي نفسك كما ذكرت لك في الواجبات المنزلية.
وأنت أيضًا محتاجة لتطبيق تمارين استرخائية، أنت ذهبت إلى الطبيب، لا أعرف إن كان طبيبًا نفسيًّا أو طبيبًا عموميًّا، إن كان طبيبًا نفسيًّا فيفضّل أن ترجعي له مرة أخرى ليراجع الأدوية، وفي ذات الوقت يمكن أن يقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء.
وإن لم يكن الطبيب طبيبًا نفسيًّا فإن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي هذا سوف يكون أمرًا جيدًا، وإن لم تستطيعي أقول لك: مارسي الرياضة، خاصة رياضة المشي، كوني إيجابية في تفكيرك ومشاعرك، وعليك بتطبيق التمارين الاسترخائية من خلال الاطلاع على أحد البرامج الموجودة على الإنترنت في اليوتيوب، سوف تجدي برامج جيدة.
الصلاة في وقتها، الأذكار، تلاوة القرآن هذا كله مطلوب.
أمَّا العلاج الدوائي فأفضل دواء لقلق المخاوف الاكتئابي هو عقار (سيرترالين)، أنا لا أعرف الأدوية التي وصفها لك الطبيب، لكنّ السيرترالين هو الدواء الأفضل، وأنت تحتاجي أن تبدئي بنصف حبة، ثم تُرفع حتى تصل إلى ثلاث حبات في اليوم، لكن لا تبدئي في تناول هذا الدواء دون استشارة الطبيب، أي طبيب، أو الصيدلي، لأنك تتناولين أدوية أخرى الآن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
- التصنيف:
- المصدر:
الوليد
منذالوليد
منذ