هل أتزوج برجل متزوج ولديه أبناء؟

منذ 2020-10-27

فتاة تعرَّفت على رجل ووعدها بالزواج، ثم عرَفت أنه متزوج ولديه أبناء، فأصابها الهمُّ والحزن، وتسأل: ما الحل؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، آمُلُ أن تجيبوني، فأنا في حيرة من أمري، وقد أكَل الهمُّ قلبي.

تعرفت على شابٍّ وأحببته، وقد وعدني بالزواج، وما إن أنهى بعثتَهُ حتى عاد وخطبني من أهلي، والأمر الذي صدمني أنه رجل متزوج ولديه أبناء، وأنا والله لم أكن أعلم بذلك، وقد أخبرني أن حياته غير مستقرة، وأن بقاءه مع زوجته إنما هو من أجل الأولاد فقط، وأنها من اختيار أمِّهِ، ولم يكن يرغب بها، وليست هي المرأة المطلوبة حسب قوله؛ لأنها غير ملتزمة، ولا تحسن تربية الأبناء، أما عنه، فهو رجل ملتزم وطالبُ علمٍ شرعيٍّ، أنا الآن في همٍّ وحيرة، وقد استخرتُ، لكن الخوف غلبني، أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فيبدو أن تخوِّفكِ هو من أمرين هما: الغَيرة، وخشية عدم عدْلِ الزوج، ولعل مما أجَّج المخاوف لديكِ بعضُ وسائل الإعلام، وما فيها من تنفير من التعدد، وتصويره ببشاعة، وكذلك قصص الظلم من بعض المعددين، ولِما سبق أقول لكِ:

أولًا: اعلمي وفَّقكِ الله أن التعدد سنة إلهية ونبوية، ولها حِكَمٌ ومصالح عظيمة، ليس هذا موضع بسطها.

 

ثانيًا: تنفير بعض وسائل الإعلام من التعدد خطأ شرعي عظيم، لا يُلتفَتُ له أبدًا، لقصورِ علمِ مَن خاضوا في ذلك.

 

ثالثًا: قصص ظلم بعض المعددين بعضها صحيح، والبعض الآخر إما مختلَق، أو مبالغ فيه، لذا فلا يُلتفَت لها أيضًا.

 

رابعًا: تثبَّتوا أكثر من خُلقِ الخاطب ومن دينه، فإذا كان المتقدم ذا خلق ودين، فاستخيروا الله كثيرًا، فالخير ما يختاره رب العالمين سبحانه.

 

خامسًا: بإمكانكِ وضع شروطٍ عليه تُكتَب في العقد؛ مثل: العدل في البيتوتة، والنفقة، والسكن المستقل.

 

سادسًا: تذكري أنه ليس كل زوجةِ معدِّدٍ حزينةً مظلومةً كما يصورها بعض الإعلام، بل يوجد الكثير منهن سعيدات، وكذلك ليس كل زوجة غير معددٍ سعيدة، بل يوجد منهن السعيدات والحزينات المظلومات.

 

سابعًا: تذكري أن ردَّ الزوج المرضيِّ دينًا وخلقًا غيرُ سائغٍ شرعًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب إليكم مَن ترضَون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض» [رواه الترمذي].

 

ثامنًا: من خلال خبرتي في معالجة المشاكل الأسرية، وجدت أن من أسباب وقوع بعض المعددين في الظلم الآتي:

أ- ضعف شخصية الزوج، ومن ثَمَّ خضوعه لسطوة إحدى الزوجتين.

ب- الحب الشديد لإحداهما، مع ضعف الإيمان والعلم ربما أدى لشيء من الظلم.

ج- ضعف القدرة المادية.

د- تدخلات أمه أو أخواته.

 

ولذا تأكدي من شخصيته ومن قدرته المادية.

 

تاسعًا: بعد مزيد من التحري، أكْثِري من الاستخارة، ثم افعلي ما يطمئن له قلبكِ، ولن يخيبكِ الله سبحانه.

 

حفِظكِ الله ودلكِ على رشدكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

  • 8
  • 0
  • 6,067

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً