كيفية قيام الليل
فتاة بدأت مؤخرًا الالتزام بقيام الليل، وهي تصلي ركعتين ثم ركعتين ثم ركعة، وتسأل: هل صلاتها بهذه الكيفية صحيحة؟
أنا آنسة أعمل في الكاشير، بدأت مؤخرًا المداومة على قيام الليل؛ أرجو بذلك الثواب والأجر من الله، ولأنني ومنذ سنتين أدعو الله ولا يستجيب دعائي، فأردت - بصلاة القيام - أن يستجيب الله دعائي، المهم أنني أستيقظ في الساعة الثانية قبل الفجر، وأصلي ركعتين للقيام، ثم ركعتين للشفع، ثم ركعة للوتر، فهل صلاتي بهذه الطريقة صحيحة؟ لأنني سمعت أن قيام الليل إحدى عشرة ركعة، وأنا لا زلت في البداية، كما أنني أستيقظ مبكِّرًا لأذهب إلى عملي، ولا أريد أن أشق على نفسي، وأريد أن أداوم عليها، فهل صلاتي بهذه الكيفية صحيحة؟ وجزاكم الله خيرًا.
وفقكِ الله أختنا الكريمة لكل خير، وأعانكِ على طاعته، وما تفعلينه من صلاة ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعة وتر- صحيحٌ، ولكِ فيه أجر قيام الليل إن شاء الله، وقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل، وبيَّن فضله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَعْقِدُ الشيطان على قافِيَةِ رأسِ أحدكم إذا هو نام ثلاثَ عُقَدٍ، يضرب كل عقدة: عليك ليلٌ طويل فارْقُدْ، فإن استيقظ فذكر الله، انحلت عقدة، فإن توضأ، انحلت عقدة، فإن صلَّى، انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيثَ النفس كسلان» [1].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل» [2].
وغير ذلك من النصوص الشرعية التي تبيِّن فضل قيام الليل.
وكون النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى إحدى عشرة ركعة لا يدل على أنَّ مَن نقص عن ذلك فصلاتُهُ غير مقبولة، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العبادة، فَمَنِ استطاع أن يصليَ بنفس عدد ركعاته صلى الله عليه وسلم، فله الأجر العظيم إن شاء الله، ومن لم يستطع الوصول إلى عدد ركعاته صلى الله عليه وسلم، فله أجر أيضًا، ولم يشترط أحد من أهل العلم الوصول إلى إحدى عشرة ركعة.
وفَّقنا الله وإياكم إلى كل خير، وأعاننا على طاعته.
[1] متفق عليه: أخرجه البخاري (1142)، ومسلم (776).
[2] أخرجه مسلم (1163).
- التصنيف:
- المصدر:
عبدالمجيد سلامة
منذ