زوجي ضربني، فكيف أتصرف معه؟

منذ 2021-05-24

سيدة متزوجة تشكو مِن زوجها الذي ضرَبَها بعد مناقشةٍ دارتْ بينهما، وكاد يُخرجها مِن البيت، لكنها آثرت الجلوسَ في البيت في غرفةٍ وحدَها، وتسأل: كيف أتصرَّف معه؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أنا فتاة عمري 30 عامًا، تزوَّجتُ بعد قصة حبٍّ دامتْ 5 سنوات، والحمدُ لله لديَّ طفلان، المشكلة أنني منذ يومينِ كنتُ أتكلَّم مع زوجي، وبعد الاختلاف إذْ به يَتطاوَل عليَّ بالضرب حتى سقطتُ على الأرض مِن شدة الألم، وكاد يُلقي بي خارج البيت، وأنا أصرُخ بين يديه!

 

أنا مَصدومة مما فَعَل، ولم أكنْ أعلم ماذا أفعل؟ هل أترُك المنزل وأذهب إلى أهلي، أو أظل في البيت؟!

 

جلستُ في غرفةٍ وحدي، ونحن متخاصمان الآن، وهو لا يُبادر بأية محاولةٍ للمُصالَحة، ولا نأكل معًا ولا نتكلم، ولا نَتقابل.

 

لا أعرف كيف أتعامَل مع الموقف؟ لم أُخبِرْ أحدًا بضَرْبِه لي، لكني أخاف أنْ يَتَكَرَّر مرةً أخرى!

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأختي الكريمة، المشكلة الحقيقيَّة لا تَكمُن في ضَرْبِ زوجك لك، وإنما في أسباب هذا الفِعل! فلو تحدَّثنا عن ضربه لك الآن لَكفانا أن نقول لك: تجاهلي، واصفحي، وفي الوقت نفسه أشعريه بفَداحة العمل؛ فالضربُ ليس سلوكًا سويًّا مهما كانت الأسباب، لكن لو تَمَكَّنْتِ مثلًا مِن أخْذِ حقك ورَدِّ اعتبارك الآن، فماذا بعدُ؟

 

أعود فأسأل: ما أسباب المشكلة في نظرك؟ هل هي طباع؟ أو أوضاع سيئة أحدثتْ ضغوطًا فكان ما كان؟

 

ثم إني أُوَجِّه الحديث إليك؛ حيث إنك أنت صاحبة الشكوى، وأَوَدُّ طَرْح استفسار يَخُصُّ الموقف: هل لو كنت واجهتِ الموقف بكل هدوءٍ وحكمةٍ وصبرٍ وإعذار لزوجك - هل تظنين أن الموقف كان سينتهي بالضرب؟!

 

أختي الكريمة، الزوجة الحكيمة تعرف كيف تَفْرِض احترامها على زوجها، فلا تسمح له بالتعدِّي عليها؛ وذلك لأنها تُشعِر زوجها بالاحترام حتى في أصعب المواقف والظروف، وكل زوجة تَعرِف طباعَ زوجها، وتعلم ما الذي يُرضيه فتفعله إن كان في مقدورها، وما الذي يُغضبه فتَجْتَنِبه!

 

مِن المؤسِف أنَّ كثيرًا مِن النقاشات بين الزوجين والتي تنتهي بمِثْل ما ذكرت، إنما تكون لأسبابٍ تافهةٍ لا تستحق تلك النهاية، فلماذا لا نعتبر؟!

 

اقرَئي كثيرًا، وثقِّفي نفسك في هذا المجال؛ فلربما يكون الحلُّ سهلًا، ولا داعي لأنْ تصلَ الأمور إلى هذه الدرجة، وعلى كل حال فالفرصةُ أمامك في التغيير، وعفا الله عما سلف، ومَن عفا وأصلح فأجره على الله، ولا يَمنع ذلك مِن إشعار زوجك بمدى تأثرك النفسي والجسدي ليُدْرِكَ خطأ فعله، والأفضل لكما أن تَجْتَنِبَا بعضكما البعض بكلِّ هدوء حتى تهدأ النفوس، وذلك إما بزيارة بيت أهلك لعدة أيام، أو على الأقل باجتناب الحديث معه، مع الحرص على أداء واجباتك التي تستطيعينها، تفعلين ذلك احتسابًا حتى يقضيَ اللهُ بينكما.

 

والأجمل مِن ذلك هو أن تكتبي له رسالةً تُعَبِّرين فيها عن مكنون مشاعرك تجاه ما حصل، عاتبةً عليه عتابًا لطيفًا، فلعله يخجل ويتوب!

 

قد يحتاج الزوجان لأن يُراجِعَا أنفسهما في صحة علاقتهما بالله، فقد يكون من أسباب ذلك البعد عن الله، والتقصير في حقه جلَّ جلاله.

 

أصلح الله لكما الحال والبال

  • 12
  • 22
  • 16,341

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً