كيف أتصرف حيال تساؤلات ابنتي والأفكار التي تعرض لها؟
ابنتي عمرها سبع سنوات، دائما تشتكي لي بأنها تفكر في أمور غير جيدة (عيب)، وتبدأ بالبكاء.
وعندما سألتها ما معنى عيب؟ تقول لي إنها إذا رأت الناس تتخيل بأنهم دون ملابس، ويقومون بحركات، وبدأت تمثل لي حركات كالرقص، وأنا متأكدة تمام التأكيد أنها لم ترني أنا ووالدها بأي وضع حتى تتخيل الناس بهذه الطريقة، وهي لا تخرج إلى أي مكان إلا معي وتحت نظري، عدا المدرسة، وعندما ألححت عليها بأني أريد أن أعرف أين رأت هذا الموقف حتى تتخيله؟ قالت لي: بأنها رأت كرتونًا باليوتيوب لفتاة تسبح بلباس البحر من قطعتين، وأنا متأكدة أنها لا تخفي عني شيئاً، لأني أعتمد معها أسلوب المصارحة والثقة.
سؤالي الآن: كيف أتعامل معها عندما تأتي وتبكي وتقول لي لا أريد أن أفكر بهذا التفكير؟ فكلما حاولت أن تتناسى ذلك تعود وتتذكره، كما أنها تقول بأنها تريد أن تفكر في أشياء جميلة.
أرجو الرد على سؤالي، فأنا لا أعرف كيف أجيبه؟ وأنا في حيرة من أمري، وأخاف على نفسية ابنتي.
وجزاكم الله خيرًا.
شكرا لك أولًا على التواصل معنا والكتابة إلينا، وثانيًا على حسن العلاقة مع ابنتك، والتي من الواضح أنها علاقة إيجابية طيبة، حفظها الله لكم وأقرّ بها عيونكم.
وطالما أنك مطمئنة بأنه لا يوجد احتمال تعرض الفتاة لشيء معيب من التحرش وغيره، فهي دومًا تحت رعايتك، وتحت أنظارك، فالأرجح أن ما تعاني منه هذه الطفلة هو نوع الوسواس القهري، حيث تأتي إلى ذهنها ما وصفت من صور، والتي ليست بالضرورة أن تكون حصلت عقب رؤية مشهد معين، فليس هذا بالضرورة في حالات الصور والوسواس القهري الذي يصيب الأطفال.
طبعًا من النادر أن نرى مثل هذا الوصف الدقيق للصور القهرية، إلا أنه يمكن للطفل أن يصاب بالأفكار الوسواسية القهرية.
ويفيد أن تشرحي لهذه الطفلة طبيعة الصور والخيلات القهرية التي تأتي لمخيلتها، وأنها صور وخيالات لا إرادية، وهي غير مسؤولة عنها، بل على العكس هي تحاول دفع هذه الصور وعدم استحضارها إلا أنها تأتي رغمًا عنها ودون استئذان، وهذا من طبيعية الوسواس القهري.
والنقطة الأخرى التي يفيد الحديث فيها مع الطفلة أن هذه الصور والخيالات لا تشير لأي شيء سيئ فيها، وأن هذا لا يجعلها فتاة سيئة، بل على العكس هي فتاة طيبة وخلوقة، ولاشك أن مثل هذا التطمين سيعينها كثيرًا على تجاوز هذا الحال.
والنصحية الثانية: أن لا تحاول هذه الفتاة مقاومة مثل هذه الخيالات، لأنه قد تشتد مع هذه المقاومة، والغالب أن هذه الخيالات ستخف تدريجيًا، ومن ثم تختفي.
ولكن إذا طالت المعاناة ولم تتحسن هذه الفتاة؛ فأرجو أن لا تترددوا في أخذ موعد لها مع طبيب أطفال نفسي، والذي يمكن أن يؤكد التشخيص، ومن ثم يضع معكم الخطة العلاجية، وخاصة العلاج اللادوائي طالما أن الطفلة في هذا السن الصغير.
حفظ الله طفلتكم، وأراح بالكم.
- التصنيف:
- المصدر: