كيف أعيش حياة طيبة

منذ 2017-05-02

اعلم أيها الفاضل أنك تستطيع أن تجعل حياتك كلها لله، بإخلاصك في بيئتك واحتسابك في العمل، وقد قال معاذ رضي الله عنه " والله إني لاحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ".

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آلة وصحبه.

أما بعد أريد أن أحيا حياة طيبة كلها بركة وسعادة.. فما هو الطريق؟

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آلة وصحبه.. أما بعد

فإن الحياة الطيبة هبة من الله لمن أطاعه وأتبع هداه قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً[النحل: 97].

 

قال ابن القيم: فلنحيينه حياة طيبة في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة.

 

والسعادة هي نبع النّفوس المؤمنة بالله الراضية بقضائه وقدره المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.

 

وأرجو أن يعلم الجميع أن حضارتنا الإسلامية هي الحضارة الوحيدة التي تمنح الطمأنينة والبركة، وقد بحث الناس عن الطمأنينة في الأموال والطعام والمناصب والعمارات فلم يجدوها ولن يجدوها عند الصيادلة ولا عند الأطباء لأن مكان الطمأنينة في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[الرعد: 28].

 

ومهما أنتج الكفار فإنهم لا يجدوا البركة في طعامهم ولا في أرزاقهم، والكافر يأكل في سبعة أمعاء، وعندنا طعام الاثنين يكفي الأربعة، والبركة مرتبطة بالتقوى قال تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض[الأعراف: 96].

 

وقد أسعدني هذا السؤال عن الحياة الطيبة وأحسب أن هذا السؤال خطوة أولى وهامه جداً، فأسلك سبيل الطاعات وتقرب إلى رب الأرض والسماوات وعامل الناس بالحسنى وأحرص على مساعدة المحتاجين، فخير الناس أنفعهم للناس، والعظيم سبحانه يكون في حاجة من يجند نفسه لقضاء حوائج الناس، واعلم أن سعادتك في داخلك فلا تبحث عنها بعيداً ولا تسافر في طلبها لأن سعادتك في إيمانك بالله ورضاك به رباً، وفي حبك للنبي صلى الله عليه وسلم، وسيرك على هداه وفي صحبتك للأخيار، وفي عيشك مع كلام الواحد القهار، وفي الزهد في الدنيا والتطلع إلى الآخرة وفي إدخال السرور على من حولك وتبسمك في وجوههم، وفي رضاك بما يقدره سبحانه.

 

إن الغربيين والشرقيين يحسدوننا على نعمة الرضا وهذا الألماني يقول " عجيب أمر المسلم تموت أغنامه فيقول: الحمد لله ويحترق بيته فيقول: الحمد لله " وعجباً عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.

 

واعلم أيها الفاضل أنك تستطيع أن تجعل حياتك كلها لله، بإخلاصك في بيئتك واحتسابك في العمل، وقد قال معاذ رضي الله عنه " والله إني لاحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ".

 

وتنظيم وقت المسلم يبدأ بالتزامه بالصلوات ثم بسعيه في الخيرات، فأعط جسمك حقه من الطعام وحظه من الراحة، واعلم أن الإنسان مكون من جسد وروح، وأن غذاء الروح إنما يكون بما جاء من خالقها سبحانه، والسعادة الحقة لا تكتمل إلا إذا ارتبطت الروح بالله وخضع الجسد لله.

 

وهذه وصيتي لك بتقوى ثم بكثرة اللجوء إليه سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يرزقك الطمأنينة والحياة الطيبة ومرحباً بك مجدداً في موقعك.

وبالله التوفيق،

 

المستشار: د. أحمد الفرجابي

  • 8
  • 0
  • 14,193

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً