مشكلة تنظيم الوقت
أُعاني مِن مشكلة منذُ سنين، وأحاول حلَّها وأفشل في بداية الطريق؛ وهي مشكلة تنظيم الوقت، فكلَّما عمِلتُ جدولًا أستمرُّ عليه أيامًا، ثم أتركه، وهكذا أُعاني مِن عدم الاستمرار والمداومة على العَمل...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛ فإني أُعاني مِن مشكلة منذُ سنين، وأحاول حلَّها وأفشل في بداية الطريق؛ وهي مشكلة تنظيم الوقت، فكلَّما عمِلتُ جدولًا أستمرُّ عليه أيامًا، ثم أتركه، وهكذا أُعاني مِن عدم الاستمرار والمداومة على العَمل.
فأرجو منكم أن تدلُّوني على طريقةٍ، كيف أستمرُّ على الأعمال، ولكم جزيل الشُّكر وبالِغ التقدير. وجزاكم الله خيرًا.
وعليكمُ السلام ورحمةُ الله وبركاته.
حيَّاك الله يا أخي الكريم، واسمحْ لي أن أسألَك هذا السؤال، والذي بإذن الله تعالى سيكون عليه مدارُ الحلّ، لماذا تُريد أن تنظِّم وقتَك؟ هذا السؤال قد تظنُّه للوهلة الأولى بدَهيًّا، وهو كذلك حقًّا؛ ولكن الفشَل في الإجابة عليه هو السبب -في غالِب الأحيان- في فشل الشخْص في ترتيب وقتِه وتنظيمه.
الشخْص صاحِب الهدَف والرُّؤية، والذي تتناوشه الكثيرُ مِن المهام، ويَسعى للنجاح في حياته الدنيويَّة والأُخروية - تجِده أحرصَ الناس أن يستثمرَ وقتَه ويُنظِّمه لينجزَ أعماله؛ لذا قالوا: "إن أردتَ أن تُنجِز عملًا فأعطِه لإنسان مشغول!".
لذا أقول في أوَّل الأمر: ما أهدافُك؟ وإلامَ تسعَى وتخطِّط في هذه الدُّنيا؟
هل لديك أهدافٌ واضِحة ومحدَّدة تسعَى لتحقيقها، سواءً كانت تجاريَّة، أو مهنيَّة، أو في تطوير الذات والتقرُّب إلى الله، إنْ كانت لك أهداف -أيًّا كانت- فما سأذكُره لاحقًا سيُفيدك أيَّما إفادة بعدَ عونِ الله وتيسيره.
لذا؛ أقول لك -مستعينًا بالله-: خطِّط لحياتك، وضَعْ أهدافك، واسعَ لتحقيقها، واستعِن بالله، ثم بهذه الطريقة التي أجْدَتْ نفعًا معي، وآمل أن تكونَ كذلك معك.
قبل أن تخلدَ إلى النوم ضعْ قائمةً بالمهام التي تُريد إنجازَها في اليوم التالي، فمثلاً: إنْ كان هدفك في هذا الشهر أن تَنتهي مِن قراءة كتاب عدد صفحاته 600 صفحة مثلًا، فيَجِب أن تقرأ يوميًّا 20 صفحة، إذًا بناءً على ذلك ستكتُب في هذه الورقة أو الهاتِف الجوَّال هذه المهمَّة، وضعْ لها مقياسَ أهمية مِن 1 إلى 3، ولنفرِض مثلًا أنَّ 3 تَعني أمرًا ذا أهمية قُصوى، وتستمرُّ على هذا المنوال، وتُنهي كتابة القائمة قبل النوم.
في بداية اليوم التالي؛ تبدأ في تنفيذِ هذه المهام، وتجعلها دائمًا أمامَ ناظريك، وتسعى في الانتهاء منها في اليوم نفسه، في حالة أنَّ اليوم قدِ انتهى قبل أن تنتهي المهام فستنقل المهام لقائمة اليوم التالي مع زِيادة معيار الأهميَّة بدرجة واحِدة، وإنْ كان ذا أهمية قُصوى فسيكون أوَّل ما تبدأ به اليوم التالي، ترتيب الأهميَّة مهمٌّ في هذه الطريقة، حيث سيُسهِّل عليك إلغاءَ بعض المهام في حالة وجودِ أمرٍ طارئ.
وأيضًا؛ مِن الأمور المهمَّة في هذه الطريقة أن تُحافِظ على مواعيد نومٍ واستيقاظ ثابتة إلى حدٍّ ما، ولا تتغيَّر بمقدار يَزيد عن ساعةٍ واحدة.
فمثلًا إنْ كنتَ تخلد للنوم عندَ العاشرة؛ فلا يجب أن يتأخَّر هذا الموعد عن الحاديةَ عشرةَ في أسوأ الأحوال، وقِس على ذلك الاستيقاظ، فالقاعدة الذهبية تقول: ضبْط موعِد نومِك، يَضبِط يومَك.
هذه الطريقة التي أجدتْ معي نفعًا، بعدَما مللتُ من وضع الجداول وتوزيع الأوقات، ثم لا ألْبَث أيامًا إلا وقد ألغيتُ الجدول، وبدأتُ في إنشاء آخَر.
أرْجو مِن الله العليِّ القدير أن يُيسِّر لك أمرَك ويوفِّقك، وأن تساعدَك هذه الطريقة على استغلالِ وقتِك فيما يحبُّه ويرْضاه.
ــــــــــــــــــــ
المُجيب: أ. محمد الشهراني
- التصنيف:
- المصدر: