إذا منعت طفلتي من شيء ضربتني وأمَّها في الوجه

منذ 2017-07-19

الطفل في مراحل عمره يمر بالكثير من السلوكيات التي تتغيّر مع الأيام، وحبذا تتغير بمراقبتكم ومتابعتكم للأفضل دومًا.

السؤال:

طفلتي عمرها سنة وشهر، وعندما تريد شيئًا ونمنعها منه، تضرب وجه من يمنعها (أنا وأمها فقط، وأما مع الأغراب فتخجل جدًا، ولا تقترب منهم أصلًا)، وأحيانًا تخجل منا بعد هذا الفعل، وأحيانًا لا تخجل وتضحك حتى وإن أبدينا الغضب، ونحن نقول لها: (كخ)، ولكن الاستجابة منها قليلة!

الإجابة:

الضرب حركة يعبّر فيها الطفل عن رفضه ويتوقع منكم تفهّمه أو الخضوع لما يريده، لذا أتمنى عليكم أن تتعاملوا مع ابنتكم باحترام؛ يعني أن تقدّموا لها ما تتوقعون أنه يرضيها حتى تتجنّبوا ردّة فعلها القاسية، وهي الآن في مرحلة عمرية تُصنع عندها ملامح الشخصية، فإن تعرّضت كثيرًا لأن تضربكما فقد تصبح هذه صفة راسخة فيها تحتاج علاجا لتركها.

 هذا يجدر إعلامك سيدي أن الطفل في مراحل عمره يمر بالكثير من السلوكيات التي تتغيّر مع الأيام، وحبذا تتغير بمراقبتكم ومتابعتكم للأفضل دومًا، فضرب ابنتكما لكما له أسباب، فإذا عُرفت الأسباب استطعتم حمايتها واتقاء هذه الأسباب وتجنّبها، والأسباب هي: تقليد الأهل أو التعامل بقوة مع أهل متساهلين وضعفاء، والثالث وهذا ما أرجّحه هو الاستفزاز ومرور الصغيرة في مواقف ترفضها وتعبر بالضرب عن الرفض الشديد.

 ومن هنا عليكم تجنب استفزازها ولو مؤقتًا، وهذا لا يعني أن تنفّذوا كل طلباتها أو تنصاعوا لها، ولكن لا بد من التعامل معها باحترام، يعني: إن رفضت شيئًا أو منعتوها من شيء أن تقولوا لها السبب بهدوء، ولا تتعاملوا معها على أنها صغيرة ولا تفهم، بل هي تفهم كل شيء من خلالكم من كلماتكم ونبرات صوتكم وقسمات وجوهكم.

 إذا رفضت ورفعت يدها للضرب، أمسكوا يدها وأنزلوها إلى الأسفل، وانظروا في عينيها بحزم وقولوا لها: إنكم لا تريدون ذلك بسبب كذا، وضمّها إليك ضمّة صامتة لتشعر بالأمان، ولتنتزع منها الطاقة السلبية الناشئة من غضبها ورفضها لقرارك.

 تأكدوا تماماً أن التربية بالحب هي أنصع الوسائل وأقصر الطرق لصناعة جيل متميّز، والحب لا يعني التساهل، بل يعني التفهّم والاحترام.

 كرروا الطريقة التي ستجدون أثرها قريبًا بحول الله.

 كثفوا الدعاء الطيب لها ولكم بأن يرزقكم برها والإحسان إليها، وأن يعينكم على برها وتربيتها تربية صالحة ترضيه.

 وفقكم الله وسدد خطاكم.

 

المستشار: د. منال العواودة

  • 0
  • 0
  • 2,144

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً