الرد على الداعين لحزب حسن نصر
منذ 2006-12-01
السؤال: فضيلة الشيخ ما هو الرد على الداعين لنصرة حزب حسن نصر بدعوى أنهم
شيعة يقاتلون يهود فالواجب درء الخطر الأعظم ؟!
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
وبعد :
إذا أرادت الثورة الخمينية من المسلمين أن يعينوا جيشها في لبنان حزب حسن نصر فيجب عليها أن تفعل ما يلي :
1- تأمر أولياءهاوفيهم فرع لحزب حسن نصر في العراق أن يرفعوا سكاكينهم عن رقاب أهل السنة في العراق ، فإنّه لهم يعد خافيا أنهم يبيدون السنّة بصورة منظمّة إبادة جماعيّة ، بل يبيدون كلّ معارض للتوسّع الإيراني لإحتلال العراق ، وصل إلى درجة إغتيال كلّ من كان له دور في حرب الثمانينات الميلادية ضد التوسع الإيراني !
وأن يُطلقوا من في سجون قوات بدر ، وجيش المهدي ، والمجلس الأعلى للثورة ، وحزب حسن نصر فرع العراق ، وكلّهم تحت قيادة الحكومة العراقية بزعامة المالكي وحزبه ، فالمسلمون تحت وطأتها يُسامون سوء العذاب ، حتى إنّ ذلك بالشهادات المتواترة أشدّ مما في سجون الصليبيّن!
2- تأمرهم أن يجاهدوا مع أهل السنة في العراق وأفغانستان ، عوضا عن العمل جواسيس للمحتل يدلّونهم على ملاذ المجاهدين لقتلهم ، بل يتولّون قتلهم بأنفسهم منذ قدوم المحتل للعراق .
3- تعلن الجهاد لتحرير فلسطين حقّا، وتسمح بفتح جبهات قتاليّة في جنوبه ، لاتشترط الخضوع لهيمنة حزبها هناك ، ويمكن الوصول بسهولة عن طريق سوريا لو أرادت حقا ، والأمة لم تزل متعطشة لذلك ،ولكن هيهات أن يُسمح بِه فليس هدفهم تحرير فلسطين !!
4- تكفّ عن مؤامراتها ودسائسها ضد أهل السنة داخل إيران ، وخارجها .
5- تكفّ عن مؤامراتها ودسائسها ضد عقيدة المسلمين وثوابت دينهم .
نقول هذا مع أننا نعلم أنّهم لن يفعلوا ذلك ، حتى يلج الجمل في سمّ الخياط.
ولكن من أجل أن نبيّن حقيقة الواقع الذي يريد من يريد أن يزيّفه هداهم الله هذه الأيام ، بعرضه على أنّه صراع بين الشيعة واليهود ! وأنّه ينبغي أن نؤجّل الكلام عن الشيعة إلى وقت آخر في أقلّ تقدير ، إنْ لم ندْعُو إلى الوقوف معهم ضد الخطر الأعظم !!
كلاّ ليس هذا هو الواقع ، بل هو بعيد عنه بعدَ المشرقين ، ولا هؤلاء مجرد شيعة ينتمون إلى التشيّع المعروف في كتب الفرق المعروفة عند أهل السنّة ، حتى يقال إنهم من الأمّة ، وقائل هذا جاهلٌ لايدري شيئا عن حقيقة الحال .
بل الواقع أنّ هذه الثورة الخمينيّة ، التي استولت على آلة الدولة في إيران ، ثورة سياسية عنصرية الروح ، تنزع إلى التعصّب الساساني البغيض ، وتوظّف التشيع لأطماع توسعيّة ذات أهداف خبيثة ، وفي غاية الخطورة على الأمّة .
ثم إن التشيّع الذي توظفّه وتنشط في نشره ، ليس هو المعروف عند أهل السنة قديما ، بل هو دينٌ باطنيّ ، يشتمل على ما ينقض دين الإسلام من الطامّات العظيمة .
أعظمها دعوى تحريف القرآن ! والغلوّ إلى درجة عبادة غير الله تعالى ! وتكفير الصحابة إلا أربعة أو سبعة ! والطعن في أمهات المؤمنين ! تكذيبا للقرآن ، و التنكّر لتاريخ الإسلام كلّه ، فهو عندهم تاريخ بدأ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخيانته ، ثم أصبح تاريخ أمّتنا استمرارا لهذه الخيانة ، وعبر جميع دوله وممالكه ، لم يكن سوى تاريخ الخونة ، إذ هو توارث للخيانة الأولى في ترك عقد الولاية لعلي رضي الله عنه ، ولهذا فلا يؤخذ عندهم الدّين إلاّ من علي وفاطمة والحسن والحسين وذرية الحسين إلى صاحب السرداب ، وكل ما سوى ذلك فهو ضلال ، ثم عامّة ما يروونه عن هؤلاء الأخيار كذبٌ ، فضلا عما يربّون عليه أجيالهم من حمل الأحقاد على أمتنا ، والتربص بها للإنتقام ، ولهم من التأويلات الباطنية ، والعقائد المنحرفة الغريبة ، ما يجزم به المطلع على دينهم أنه لافرق بينهم وبين الفرق الباطنية المعروفة ،وأنّ من ينسبهم إلى التشيّع القديم ، إما هو جاهل بعلم الفرق ، أو جاهل بواقع دينهم .
وقد صنعت هذه الثورة لها جيوشا سريّة ، في عدة بلاد ، منها لبنان ، فحزب حسن نصر جيش إيراني في لبنان ، كما يوجد مثله في الجزيرة العربية يتربّصون بالمسلمين الدوائر ، كما أنّ هذه الثورة استغلت الحملة الصهيوصليبية فتحالفت معها ، على أمّتنا ، لتكوين دويلة تابعة لها في العراق ، كان أعظم من اصطلى بنارها في العراق وهي في طور التكوين بعدْ هم المسلمون ، بينما سلِم منهم المحتلون الصليبيون ، والصهاينة ، كما أنّ أولياءهم التابعين لدولتهم ، في أفغانستان ، لايجاهدون الاحتلال ، ولايعينون المجاهدين ، بل يعينون المحتلين على المجاهدين ، كما في العراق.
فمساعدة حزب حسن نصر ، إنما هو إنقاذ لهذه الثورة الخمينية من دائرة السوْء التي دارت عليها ، بعد أن أبادت أكثر من مائة ألف مسلم لوحدها ومائة ألف أخرى بخيانتها وتحالفها مع الصليبين في العراق ولازال الذبح في أهل السنة في العراق تجري به دماؤهم أنهارا ، فهم لايفرّقون بين الأطفال الرضّع ، ولا الشيوخ الركعّ ، بل يدخلون الأحياء السنيّة فيذبحون من فيها ، وما يفعلونه في العراق ، وحزب حسن نصر جزء من هذه الثورة الخبيثة ، أشدّ والله مما يفعله اليهود في إخواننا الفلسطينيين.
فضلا عما فعلوه من جرائم إثر دخولهم أفغانستان بين يدي القوات الصليبية ممهدين لها إسقاط الإمارة الإسلامية في أفغانستان ، فكل معونة تذهب لحزب حسن نصر فإنها إنما تذهب لهذه الثورة الخبيثة ، التي ظهرت خيانتها للأمة ، عندما تحالفت مع الصهاينة والصليبين لاجتياح العراق وأفغانستان ، وماترتب على ذلك من سفك دماء المسلمين ، وانتهاك إعراضهم ، وتحطيم لقوّة الأمّة ، وتمزيقها .
ثم لما أراد جيشها في لبنان أن يستعرض في عمل دعائي شيئا من قوته ليستدر عطف العالم الإسلامي المخدوع بسبب زيف وسائل الإعلام الرافضيّة ، سُلّط عليهم أخوة القردة والخنازير في ردة فعل لم يكن يحسب حسابها ، ولا أرادها .
وهو أي حزب حسن نصر أصلا لم يعلن جهاداً إسلاميا على الصهاينة ، ولا تحرّك لتحرير فلسطين ، ولم يدعُ الأمّة لذلك ، ولو فعل لوجب عليه أن يفتح المجال لمن يريد أن يقاتل الصهاينة في الجنوب من المجاهدين ، ويسهّل لهم الوصول ، فلم تزل هذه أمنية المجاهدين السنة ، الذين تطاردهم جميع الدول حول الكيان الصهيوني لتمنعهم من الوصول إلى ضرب الكيان الصهيوني ، كما كان ولايزال حزب حسن نصر يمنعهم .
ومن المعلوم أنّ حزب حسن نصر ، كان يغلق هذا الباب تماما على مجاهدي السنة، ولايسمح بفتح جبهة جهاد للصهاينة أخرى خارجة عن سيطرته وتحت إمرته ، لأنه إنما ينفذ أجندة إيرانية ، ويحقق مكاسب سياسية للثورة الخمينية فحسب ، فيريد أن يضمن أن تكون العمليات تصب في هذا الهدف السياسي لاغير .
ولهذا فهو في الأحداث الجارية الآن في لبنان ، إنما زعم أنه يأسر صهاينة ليحرر أسراه، فليست القضية أنها حرب لفلسطين أصلا حتى يقال يستعان بهم على قتال الصهاينة! مع أن جهاد الصهاينة واجب قبل هذه الأحداث وبعدها ، ولا علاقة له بالثورة الخمينية أصلا ، بل إنّ حزبها هناك من معوّقاته ، وهذا معلوم يعلمه كلّ من له إحاطة بالواقع هناك .
وليعلم الجميع أن هذا الجيش الإيراني في لبنان حزب نصر إنما هو ورقة تلعب فيها إيران في تنافسها مع الغرب الصليبي على الهيمنة على الأمّة ومحاربة عقيدتها ، وكانت تريد أن تستعمله لصفقة مع الصهيوصليبية تحصل بها على أطماعها في العراق ، وغيره ، ولتحقق هيمنتها على الخليج ، وتخدم أطماعها التوسعيّة ، على حساب أهل السنة ، وبعد تقديم دماءهم ثمنا ، ووحدة العراق قربانا.
فهذا هو التوصيف الشرعي لما يجري : جيش إيراني في لبنان ، لم يدعُ إلى جهاد لتحرير فلسطين ، وإنما قد وُضع هناك ليحقق مكاسب سياسية لثورة لها مشروعها العنصري الخاص، الذي يضرب عرض الحائط بأهداف الأمّة ، وغايات دينها ، بل يناقضها تماما .
وهي مع ذلك ثورة ذات تاريخ حافل بالخيانات ، وأيديهم ملطّخة بدماء المسلمين ، و أستعدادها لعقد صفقة مع الصهيوصليبية على حساب أهل الإسلام ليس له حدود ، ولا يردعها عن فعله أيّ رادع ، فهي لا تشعر بأيّ إنتماء لحضارتنا ولا ماضينا ، لا في عقيدتها يظهر ذلك ، ولا في تاريخها ، ولا واقعها .
ولايجوز خداع المسلمين بالتكتم على حقيقة هذه الثورة وأهدافها ، ولا تزييّف وعيهم بزعم أن هذا الحزب يخوض حربا لصالح الأمة ، وأنه يجب أن يُعان ، وقائل ذلك غير ناصح لأمّة محمد صلى الله عليه وسلم ، أو يقول بغير علم ماليس بالحق ، ويصف واقعا مغايرا للحقيقة تماما ، فيه من الغش ومناقضة النصيحة الواجبة شرعا ما فيه ، إذ قوله يكذبّه الشرع ، وتناقضه معرفة الواقع ، وكذا الخلفيّة التاريخيّة لهذا الحزب ، وللثورة الذي ينتمي إليها ، ولحقيقة وجوده في لبنان .
والعجب والله من هؤلاء الداعين إلى تأييد حزب حسن نصر ، حزب الثورة الخمينية اليوم ، وكانوا في صمت مطبق عن مجازرها في المسلمين في العراق وغيره ، وقد اعتاد المسلمون أن لايجدوا منهم عونا في محنتهم ، إما إذا احتاج أعداء الإسلام لسانهم ، غدوْا لهم خير سند !! فياللأسى .
بل أمر هؤلاء الخمينية ، كسائر أعداء الإسلام سواء ، وفيهم نزل قول الحق سبحانه وتعالى : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}
وبعد :
إذا أرادت الثورة الخمينية من المسلمين أن يعينوا جيشها في لبنان حزب حسن نصر فيجب عليها أن تفعل ما يلي :
1- تأمر أولياءهاوفيهم فرع لحزب حسن نصر في العراق أن يرفعوا سكاكينهم عن رقاب أهل السنة في العراق ، فإنّه لهم يعد خافيا أنهم يبيدون السنّة بصورة منظمّة إبادة جماعيّة ، بل يبيدون كلّ معارض للتوسّع الإيراني لإحتلال العراق ، وصل إلى درجة إغتيال كلّ من كان له دور في حرب الثمانينات الميلادية ضد التوسع الإيراني !
وأن يُطلقوا من في سجون قوات بدر ، وجيش المهدي ، والمجلس الأعلى للثورة ، وحزب حسن نصر فرع العراق ، وكلّهم تحت قيادة الحكومة العراقية بزعامة المالكي وحزبه ، فالمسلمون تحت وطأتها يُسامون سوء العذاب ، حتى إنّ ذلك بالشهادات المتواترة أشدّ مما في سجون الصليبيّن!
2- تأمرهم أن يجاهدوا مع أهل السنة في العراق وأفغانستان ، عوضا عن العمل جواسيس للمحتل يدلّونهم على ملاذ المجاهدين لقتلهم ، بل يتولّون قتلهم بأنفسهم منذ قدوم المحتل للعراق .
3- تعلن الجهاد لتحرير فلسطين حقّا، وتسمح بفتح جبهات قتاليّة في جنوبه ، لاتشترط الخضوع لهيمنة حزبها هناك ، ويمكن الوصول بسهولة عن طريق سوريا لو أرادت حقا ، والأمة لم تزل متعطشة لذلك ،ولكن هيهات أن يُسمح بِه فليس هدفهم تحرير فلسطين !!
4- تكفّ عن مؤامراتها ودسائسها ضد أهل السنة داخل إيران ، وخارجها .
5- تكفّ عن مؤامراتها ودسائسها ضد عقيدة المسلمين وثوابت دينهم .
نقول هذا مع أننا نعلم أنّهم لن يفعلوا ذلك ، حتى يلج الجمل في سمّ الخياط.
ولكن من أجل أن نبيّن حقيقة الواقع الذي يريد من يريد أن يزيّفه هداهم الله هذه الأيام ، بعرضه على أنّه صراع بين الشيعة واليهود ! وأنّه ينبغي أن نؤجّل الكلام عن الشيعة إلى وقت آخر في أقلّ تقدير ، إنْ لم ندْعُو إلى الوقوف معهم ضد الخطر الأعظم !!
كلاّ ليس هذا هو الواقع ، بل هو بعيد عنه بعدَ المشرقين ، ولا هؤلاء مجرد شيعة ينتمون إلى التشيّع المعروف في كتب الفرق المعروفة عند أهل السنّة ، حتى يقال إنهم من الأمّة ، وقائل هذا جاهلٌ لايدري شيئا عن حقيقة الحال .
بل الواقع أنّ هذه الثورة الخمينيّة ، التي استولت على آلة الدولة في إيران ، ثورة سياسية عنصرية الروح ، تنزع إلى التعصّب الساساني البغيض ، وتوظّف التشيع لأطماع توسعيّة ذات أهداف خبيثة ، وفي غاية الخطورة على الأمّة .
ثم إن التشيّع الذي توظفّه وتنشط في نشره ، ليس هو المعروف عند أهل السنة قديما ، بل هو دينٌ باطنيّ ، يشتمل على ما ينقض دين الإسلام من الطامّات العظيمة .
أعظمها دعوى تحريف القرآن ! والغلوّ إلى درجة عبادة غير الله تعالى ! وتكفير الصحابة إلا أربعة أو سبعة ! والطعن في أمهات المؤمنين ! تكذيبا للقرآن ، و التنكّر لتاريخ الإسلام كلّه ، فهو عندهم تاريخ بدأ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخيانته ، ثم أصبح تاريخ أمّتنا استمرارا لهذه الخيانة ، وعبر جميع دوله وممالكه ، لم يكن سوى تاريخ الخونة ، إذ هو توارث للخيانة الأولى في ترك عقد الولاية لعلي رضي الله عنه ، ولهذا فلا يؤخذ عندهم الدّين إلاّ من علي وفاطمة والحسن والحسين وذرية الحسين إلى صاحب السرداب ، وكل ما سوى ذلك فهو ضلال ، ثم عامّة ما يروونه عن هؤلاء الأخيار كذبٌ ، فضلا عما يربّون عليه أجيالهم من حمل الأحقاد على أمتنا ، والتربص بها للإنتقام ، ولهم من التأويلات الباطنية ، والعقائد المنحرفة الغريبة ، ما يجزم به المطلع على دينهم أنه لافرق بينهم وبين الفرق الباطنية المعروفة ،وأنّ من ينسبهم إلى التشيّع القديم ، إما هو جاهل بعلم الفرق ، أو جاهل بواقع دينهم .
وقد صنعت هذه الثورة لها جيوشا سريّة ، في عدة بلاد ، منها لبنان ، فحزب حسن نصر جيش إيراني في لبنان ، كما يوجد مثله في الجزيرة العربية يتربّصون بالمسلمين الدوائر ، كما أنّ هذه الثورة استغلت الحملة الصهيوصليبية فتحالفت معها ، على أمّتنا ، لتكوين دويلة تابعة لها في العراق ، كان أعظم من اصطلى بنارها في العراق وهي في طور التكوين بعدْ هم المسلمون ، بينما سلِم منهم المحتلون الصليبيون ، والصهاينة ، كما أنّ أولياءهم التابعين لدولتهم ، في أفغانستان ، لايجاهدون الاحتلال ، ولايعينون المجاهدين ، بل يعينون المحتلين على المجاهدين ، كما في العراق.
فمساعدة حزب حسن نصر ، إنما هو إنقاذ لهذه الثورة الخمينية من دائرة السوْء التي دارت عليها ، بعد أن أبادت أكثر من مائة ألف مسلم لوحدها ومائة ألف أخرى بخيانتها وتحالفها مع الصليبين في العراق ولازال الذبح في أهل السنة في العراق تجري به دماؤهم أنهارا ، فهم لايفرّقون بين الأطفال الرضّع ، ولا الشيوخ الركعّ ، بل يدخلون الأحياء السنيّة فيذبحون من فيها ، وما يفعلونه في العراق ، وحزب حسن نصر جزء من هذه الثورة الخبيثة ، أشدّ والله مما يفعله اليهود في إخواننا الفلسطينيين.
فضلا عما فعلوه من جرائم إثر دخولهم أفغانستان بين يدي القوات الصليبية ممهدين لها إسقاط الإمارة الإسلامية في أفغانستان ، فكل معونة تذهب لحزب حسن نصر فإنها إنما تذهب لهذه الثورة الخبيثة ، التي ظهرت خيانتها للأمة ، عندما تحالفت مع الصهاينة والصليبين لاجتياح العراق وأفغانستان ، وماترتب على ذلك من سفك دماء المسلمين ، وانتهاك إعراضهم ، وتحطيم لقوّة الأمّة ، وتمزيقها .
ثم لما أراد جيشها في لبنان أن يستعرض في عمل دعائي شيئا من قوته ليستدر عطف العالم الإسلامي المخدوع بسبب زيف وسائل الإعلام الرافضيّة ، سُلّط عليهم أخوة القردة والخنازير في ردة فعل لم يكن يحسب حسابها ، ولا أرادها .
وهو أي حزب حسن نصر أصلا لم يعلن جهاداً إسلاميا على الصهاينة ، ولا تحرّك لتحرير فلسطين ، ولم يدعُ الأمّة لذلك ، ولو فعل لوجب عليه أن يفتح المجال لمن يريد أن يقاتل الصهاينة في الجنوب من المجاهدين ، ويسهّل لهم الوصول ، فلم تزل هذه أمنية المجاهدين السنة ، الذين تطاردهم جميع الدول حول الكيان الصهيوني لتمنعهم من الوصول إلى ضرب الكيان الصهيوني ، كما كان ولايزال حزب حسن نصر يمنعهم .
ومن المعلوم أنّ حزب حسن نصر ، كان يغلق هذا الباب تماما على مجاهدي السنة، ولايسمح بفتح جبهة جهاد للصهاينة أخرى خارجة عن سيطرته وتحت إمرته ، لأنه إنما ينفذ أجندة إيرانية ، ويحقق مكاسب سياسية للثورة الخمينية فحسب ، فيريد أن يضمن أن تكون العمليات تصب في هذا الهدف السياسي لاغير .
ولهذا فهو في الأحداث الجارية الآن في لبنان ، إنما زعم أنه يأسر صهاينة ليحرر أسراه، فليست القضية أنها حرب لفلسطين أصلا حتى يقال يستعان بهم على قتال الصهاينة! مع أن جهاد الصهاينة واجب قبل هذه الأحداث وبعدها ، ولا علاقة له بالثورة الخمينية أصلا ، بل إنّ حزبها هناك من معوّقاته ، وهذا معلوم يعلمه كلّ من له إحاطة بالواقع هناك .
وليعلم الجميع أن هذا الجيش الإيراني في لبنان حزب نصر إنما هو ورقة تلعب فيها إيران في تنافسها مع الغرب الصليبي على الهيمنة على الأمّة ومحاربة عقيدتها ، وكانت تريد أن تستعمله لصفقة مع الصهيوصليبية تحصل بها على أطماعها في العراق ، وغيره ، ولتحقق هيمنتها على الخليج ، وتخدم أطماعها التوسعيّة ، على حساب أهل السنة ، وبعد تقديم دماءهم ثمنا ، ووحدة العراق قربانا.
فهذا هو التوصيف الشرعي لما يجري : جيش إيراني في لبنان ، لم يدعُ إلى جهاد لتحرير فلسطين ، وإنما قد وُضع هناك ليحقق مكاسب سياسية لثورة لها مشروعها العنصري الخاص، الذي يضرب عرض الحائط بأهداف الأمّة ، وغايات دينها ، بل يناقضها تماما .
وهي مع ذلك ثورة ذات تاريخ حافل بالخيانات ، وأيديهم ملطّخة بدماء المسلمين ، و أستعدادها لعقد صفقة مع الصهيوصليبية على حساب أهل الإسلام ليس له حدود ، ولا يردعها عن فعله أيّ رادع ، فهي لا تشعر بأيّ إنتماء لحضارتنا ولا ماضينا ، لا في عقيدتها يظهر ذلك ، ولا في تاريخها ، ولا واقعها .
ولايجوز خداع المسلمين بالتكتم على حقيقة هذه الثورة وأهدافها ، ولا تزييّف وعيهم بزعم أن هذا الحزب يخوض حربا لصالح الأمة ، وأنه يجب أن يُعان ، وقائل ذلك غير ناصح لأمّة محمد صلى الله عليه وسلم ، أو يقول بغير علم ماليس بالحق ، ويصف واقعا مغايرا للحقيقة تماما ، فيه من الغش ومناقضة النصيحة الواجبة شرعا ما فيه ، إذ قوله يكذبّه الشرع ، وتناقضه معرفة الواقع ، وكذا الخلفيّة التاريخيّة لهذا الحزب ، وللثورة الذي ينتمي إليها ، ولحقيقة وجوده في لبنان .
والعجب والله من هؤلاء الداعين إلى تأييد حزب حسن نصر ، حزب الثورة الخمينية اليوم ، وكانوا في صمت مطبق عن مجازرها في المسلمين في العراق وغيره ، وقد اعتاد المسلمون أن لايجدوا منهم عونا في محنتهم ، إما إذا احتاج أعداء الإسلام لسانهم ، غدوْا لهم خير سند !! فياللأسى .
بل أمر هؤلاء الخمينية ، كسائر أعداء الإسلام سواء ، وفيهم نزل قول الحق سبحانه وتعالى : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: