أيهما أفضل للعمل في الإسلام؟
منذ 2006-12-01
السؤال: أيهما أفضل: العمل للإسلام من خلال السياسة أم العمل للإسلام من خلال
دعوة الناس إلى العودة إلى طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة: الواجب العمل للإسلام بدعوة الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم على المنهاج الذي أرشد الله إليه وأمر به رسوله محمداً صلى
الله عليه وسلم في قوله: {ادْعُ إِلِى
سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125]، وقوله:
{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى
اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ
اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]، وقد
بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم طريق الدعوة إلى الله بقوله وكتبه
وعمله فقال: " " (رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن)، وقال لمعاذ حينما
بعثه إلى اليمن: " " (رواه أحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن)، وفي حديث
سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي
الله عنه حينما أعطاه الراية يوم غزوة خيبر: " " (رواه البخاري
ومسلم).
وكَتَبَ عليه الصلاة والسلام إلى ملوك الأمم يدعوهم إلى الإسلام ويأمرهم بعبادة الله وحده، وذكر في كتبه إلى أهل الكتاب: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ...} [آل عمران:64]، ووعدهم الأجر مضاعفاً إن استجابوا، وأنذرهم عقوبة إثمهم وإثم أممهم إن هم أعرضوا [مكاتبته صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأمم رواه البخاري بطرق وألفاظ].
ودعا إلى الإسلام بعمله، فكان مثال الكمال في توحيد الله وعبادته وفي أعلى درجات مكارم الأخلاق في سيرته ومعاملاته للناس، لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها إنما يغضب إذا انتهكت محارم الله وكان كما وصفه الله في كتابه الكريم: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:128]، وقوله سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]. إلى غير ذلك من بيانه عليه الصلاة والسلام لمنهاج الدعوة بقوله وكتابته وعمله.
فهذه سياسة الدعوة المحمدية الرشيدة الحكيمة الرحيمة رسمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلى دعاة الجماعات الإسلامية أن يسلكوا سبيلها سبيل الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وأن ينزلوا كل من يدعونهم منزلته، وأن يخاطبوا كلاً بما يفهم عسى الله أن ينصر بهم دينه ويوجه سهامهم إلى نحور أعدائهم لا إلى إخوانهم فإنه مجيب الدعاء.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد العشرون (العقيدة).
وكَتَبَ عليه الصلاة والسلام إلى ملوك الأمم يدعوهم إلى الإسلام ويأمرهم بعبادة الله وحده، وذكر في كتبه إلى أهل الكتاب: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ...} [آل عمران:64]، ووعدهم الأجر مضاعفاً إن استجابوا، وأنذرهم عقوبة إثمهم وإثم أممهم إن هم أعرضوا [مكاتبته صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأمم رواه البخاري بطرق وألفاظ].
ودعا إلى الإسلام بعمله، فكان مثال الكمال في توحيد الله وعبادته وفي أعلى درجات مكارم الأخلاق في سيرته ومعاملاته للناس، لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها إنما يغضب إذا انتهكت محارم الله وكان كما وصفه الله في كتابه الكريم: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:128]، وقوله سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]. إلى غير ذلك من بيانه عليه الصلاة والسلام لمنهاج الدعوة بقوله وكتابته وعمله.
فهذه سياسة الدعوة المحمدية الرشيدة الحكيمة الرحيمة رسمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلى دعاة الجماعات الإسلامية أن يسلكوا سبيلها سبيل الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وأن ينزلوا كل من يدعونهم منزلته، وأن يخاطبوا كلاً بما يفهم عسى الله أن ينصر بهم دينه ويوجه سهامهم إلى نحور أعدائهم لا إلى إخوانهم فإنه مجيب الدعاء.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد العشرون (العقيدة).
- التصنيف: