الله أعلم بمن مات شهيداً
منذ 2006-12-01
السؤال: هل كل قتيلٍ على أرض العراق يعتبر شهيداً أم لا؟
الإجابة: لا، فالشهيد معناه من يستشهده الله على العباد يوم القيامة، وهي منزلة
عظيمة رفيعة، هي ثالثة الدرجات في الإسلام، فالدرجة الأولى: الأنبياء،
والدرجة الثانية: الصديقون، والثالثة: الشهداء.
والله أعلم بمن يقتل في سبيله، فالشهادة مرتبة على أمرٍ قلبي باطني لا يطلع عليه إلا الله عز وجل، فمن كان شهيداً في علم الله فهو الصادق الذي جاهد لإعلاء كلمة الله، وقاتل من أجل نصرة دين الله ومات مسلماً مضحياً في سبيل الله بنفسه، فهذا هو الشهيد الذي لا يذوق من حرارة الموت إلا مثل غرز الإبرة في جسمه، ويُغفر له عند أول قطرة من دمه، ويبعث ودمه ينزف اللون لون الدم والريح ريح المسك، ويغفر له كل ذنب كان عمله، ويزوج بسبعين من الحور العين، ويجرى عليه رزقه عند ربه حتى يبعث، وقد حرم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وقد حُمل على ذلك أيضاً أجساد الشهداء، فقيل بالإطلاق في كل شهيد، وقيل في بعضهم فقط.
والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر شهداء هذه الأمة فذكر منهم: من قتل لإعلاء كلمة الله عند الصف، وذكر منهم عدداً آخر: كالذي يموت في الهدم كحوادث السير وحوادث الهدم، وكالذي يموت غريقا أو لديغاً، أو الذي يموت بالصعق، وكذلك الخارج في سبيل الله مهاجراً فيموت، وكذلك المرأة تموت بجمع، وهم كثيرٌ، عدد الشهداء كثير.
والذين يُقتلون على أرض العراق أنواع منوعة: فمنهم من ليس مؤمناً أصلاً بالله ولا باليوم الآخر، وهذا لا يمكن أن يكون شهيداً.
ومنهم المؤمنون الذين لديهم غبش في التصور وأخطاء في الفهم، فلا يجاهدون لإعلاء كلمة الله، وإنما يجاهدون من أجل الحمية والدفاع عن الحوزة، وهؤلاء قد يتقبل الله من بعضهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وقد صح عن عبد الله بن عامر ابن كريز رضي الله عنه أنه عندما أراد معاوية رضي الله عنه أن يأخذ ضيعة له بالمدينة لصالح بيت المال جرَّد سيفه ووقف دونها، وقال لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " "، والله لا تصل إليها حتى تقتلني أو أقتلك فتركه معاوية وضيعته.
ومنهم من يجاهد لإعلاء كلمة الله وقد أتيحت له فرصة الجهاد وهي فرصة قد لا تتكرر في كثير من البلدان، فمن المعلوم أن هذه الفرصة الآن فتح لها الباب وبالأخص بعد سقوط حكومة العراق، فالباب الآن مفتوح للجهاد في سبيل الله لأن الكفار قد غزوا أرض المسلمين وجاءوا لنهب خيراتهم ولصدهم عن دينهم ولتحطيم ديارهم ومساجدهم، فهذه فرصة غالية للجهاد في سبيل الله وبالأخص جهاد أهل الكتاب، فإن كثيراً من أهل العلم يرون أنه أعظم من جهاد المشركين من غيرهم، وقد كان عبد الله بن المبارك رحمه الله يترك مروة فيغزوا إلى جهة الروم، فيقال له: هلا قاتلت من عندك من الكفار؟ -وهم التركمان- فيقول: أردت أن أقاتل أهل الكتاب، فقتالهم أعظم أجراً من قتال من سواهم، وقد ورد في ذلك عدد من الآثار عن السلف، فهذه إذن فرصة للجهاد في سبيل الله في بلاد العراق، وأيضاً إذا لم ينتظر المسلمون فالواقع أن النصارى إنما جاءوا بإيعاز من اليهود، وجاءوا لغزو البلاد الإسلامية كلها، وقد خططوا لاحتلال ست وعشرين دولة، وقد بدؤوها بأفغانستان ثم العراق ثم اليوم هم يهددون سوريا وبلاد الشام، ويجعلون بلاد الإسلام حلقات متسلسلة كلما خلصوا من أرض وصلوا إلى التي بعدها ما لم يجدوا مقاومة، وقد كان التتار قبلهم فعلوا ذلك فقد احتلوا بلاد المشرق كإذر بجان وما حولها، ثم وصلوا إلى بلاد فارس المسماة الآن بإيران فاحتلوها، ثم بلاد العراق وذبحوا الخليفة وسبعمائة ألف معه، ثم اتجهوا إلى الشام فاحتلوا بلاد الأردن، ووصلوا إلى مشارف دمشق، حتى هزمهم الله عز وجل على أيدي المجاهدين المسلمين.
لكن لا بد هنا من تبيين أن الذي يكون شهيداً في العراق أحد رجلين:
رجلٌ مجاهد في سبيل الله، يقاتل الكفار الغزاة فيقتل في قتاله لهم، فهذا لا شك إن شاء الله إن كان صادقاً بقلبه فهو شهيد في سبيل الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ".
الثاني: رجل اعتدي عليه بين أهله، فهُدم عليه منزله بغزو الكفار، وهو مؤمن صادق ولو لم يقاتلهم، فهذا أيضاً شهيد، فكثير من المسلمين الذين قتلوا في ديارهم وطرقاتهم وسياراتهم، وما رأيتم من قتل النساء والأطفال في المستشفيات وغير ذلك، فالذين قتلوا من المسلمين الصادقين بهذا النوع من القتل هم شهداء في سبيل الله إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
والله أعلم بمن يقتل في سبيله، فالشهادة مرتبة على أمرٍ قلبي باطني لا يطلع عليه إلا الله عز وجل، فمن كان شهيداً في علم الله فهو الصادق الذي جاهد لإعلاء كلمة الله، وقاتل من أجل نصرة دين الله ومات مسلماً مضحياً في سبيل الله بنفسه، فهذا هو الشهيد الذي لا يذوق من حرارة الموت إلا مثل غرز الإبرة في جسمه، ويُغفر له عند أول قطرة من دمه، ويبعث ودمه ينزف اللون لون الدم والريح ريح المسك، ويغفر له كل ذنب كان عمله، ويزوج بسبعين من الحور العين، ويجرى عليه رزقه عند ربه حتى يبعث، وقد حرم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وقد حُمل على ذلك أيضاً أجساد الشهداء، فقيل بالإطلاق في كل شهيد، وقيل في بعضهم فقط.
والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر شهداء هذه الأمة فذكر منهم: من قتل لإعلاء كلمة الله عند الصف، وذكر منهم عدداً آخر: كالذي يموت في الهدم كحوادث السير وحوادث الهدم، وكالذي يموت غريقا أو لديغاً، أو الذي يموت بالصعق، وكذلك الخارج في سبيل الله مهاجراً فيموت، وكذلك المرأة تموت بجمع، وهم كثيرٌ، عدد الشهداء كثير.
والذين يُقتلون على أرض العراق أنواع منوعة: فمنهم من ليس مؤمناً أصلاً بالله ولا باليوم الآخر، وهذا لا يمكن أن يكون شهيداً.
ومنهم المؤمنون الذين لديهم غبش في التصور وأخطاء في الفهم، فلا يجاهدون لإعلاء كلمة الله، وإنما يجاهدون من أجل الحمية والدفاع عن الحوزة، وهؤلاء قد يتقبل الله من بعضهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " "، وقد صح عن عبد الله بن عامر ابن كريز رضي الله عنه أنه عندما أراد معاوية رضي الله عنه أن يأخذ ضيعة له بالمدينة لصالح بيت المال جرَّد سيفه ووقف دونها، وقال لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " "، والله لا تصل إليها حتى تقتلني أو أقتلك فتركه معاوية وضيعته.
ومنهم من يجاهد لإعلاء كلمة الله وقد أتيحت له فرصة الجهاد وهي فرصة قد لا تتكرر في كثير من البلدان، فمن المعلوم أن هذه الفرصة الآن فتح لها الباب وبالأخص بعد سقوط حكومة العراق، فالباب الآن مفتوح للجهاد في سبيل الله لأن الكفار قد غزوا أرض المسلمين وجاءوا لنهب خيراتهم ولصدهم عن دينهم ولتحطيم ديارهم ومساجدهم، فهذه فرصة غالية للجهاد في سبيل الله وبالأخص جهاد أهل الكتاب، فإن كثيراً من أهل العلم يرون أنه أعظم من جهاد المشركين من غيرهم، وقد كان عبد الله بن المبارك رحمه الله يترك مروة فيغزوا إلى جهة الروم، فيقال له: هلا قاتلت من عندك من الكفار؟ -وهم التركمان- فيقول: أردت أن أقاتل أهل الكتاب، فقتالهم أعظم أجراً من قتال من سواهم، وقد ورد في ذلك عدد من الآثار عن السلف، فهذه إذن فرصة للجهاد في سبيل الله في بلاد العراق، وأيضاً إذا لم ينتظر المسلمون فالواقع أن النصارى إنما جاءوا بإيعاز من اليهود، وجاءوا لغزو البلاد الإسلامية كلها، وقد خططوا لاحتلال ست وعشرين دولة، وقد بدؤوها بأفغانستان ثم العراق ثم اليوم هم يهددون سوريا وبلاد الشام، ويجعلون بلاد الإسلام حلقات متسلسلة كلما خلصوا من أرض وصلوا إلى التي بعدها ما لم يجدوا مقاومة، وقد كان التتار قبلهم فعلوا ذلك فقد احتلوا بلاد المشرق كإذر بجان وما حولها، ثم وصلوا إلى بلاد فارس المسماة الآن بإيران فاحتلوها، ثم بلاد العراق وذبحوا الخليفة وسبعمائة ألف معه، ثم اتجهوا إلى الشام فاحتلوا بلاد الأردن، ووصلوا إلى مشارف دمشق، حتى هزمهم الله عز وجل على أيدي المجاهدين المسلمين.
لكن لا بد هنا من تبيين أن الذي يكون شهيداً في العراق أحد رجلين:
رجلٌ مجاهد في سبيل الله، يقاتل الكفار الغزاة فيقتل في قتاله لهم، فهذا لا شك إن شاء الله إن كان صادقاً بقلبه فهو شهيد في سبيل الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ".
الثاني: رجل اعتدي عليه بين أهله، فهُدم عليه منزله بغزو الكفار، وهو مؤمن صادق ولو لم يقاتلهم، فهذا أيضاً شهيد، فكثير من المسلمين الذين قتلوا في ديارهم وطرقاتهم وسياراتهم، وما رأيتم من قتل النساء والأطفال في المستشفيات وغير ذلك، فالذين قتلوا من المسلمين الصادقين بهذا النوع من القتل هم شهداء في سبيل الله إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
محمد الحسن الددو الشنقيطي
أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.
- التصنيف: